وقالت إن المليشيات الشيعية المتمثلة في حزب الله اللبناني تلقى رعاية إيرانية منذ ثلاث عقود، وإنها أصبحت القوة الأكثر تنظيما في البلاد، وإن سوريا التي كانت تشكل شريكا متساويا مع إيران صارت الآن تابعة لها بشكل جزئي وتعتمد عليها من الناحية العسكرية.
وأضافت أن إيران أرسلت قواتها العسكرية إلى سوريا لدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد في الحرب الوحشية المستعرة في البلاد منذ سنوات.
صواريخ بالستية
وقالت “فورين أفيرز” إن إيران وسعت من نطاق دعمها ورعايتها لأعضاء طائفة إسلامية أقرب إلى التشيع ممثلة في جماعة الحوثي اليمنية، وإن هذه الجماعة تشارك في حرب قبلية وطائفية ضد القوات المدعومة من جانب السعودية. وأضافت أن طهران تحاول في هذه الدول في نهاية المطاف ترسيخ النظم السياسية الشيعية على غرار ما لديها.
وأضافت أن انهيار النظام العربي القديم بعد عقود من التآكل البطيء، والغزو الأميركي للعراق، وانتفاضات الربيع العربي، كلها عوامل ساعدت على مواصلة إيران لرؤيتها تجاه المنطقة، وبذل المزيد من الجهود لتعزيز موقفها من هذه الناحية.
وقالت المجلة إن إيران كانت تعتبر مصر الدولة الوحيدة من بين الأقطار العربية التي توازيها من الناحية الثقافية والسياسية، لكن دور القاهرة كان مفقودا من الساحة على مدار العقود الثلاثة الماضية، وهي تعاني الآن جراء أزماتها ومشاكلها الداخلية وربما لسنوات قادمة.
وأشارت إلى أن إيران تنظر إلى السعودية ودول الخليج الأخرى على أنها دونها من حيث المستوى السياسي، وأن الثروة النفطية لدول الخليج جعلت إيران تنظر إليها بعين الحسد، خاصة في ظل الفرق بين مستوى المعيشة الرغيد لشعوب دول الخليج مقابل مستواها لدى عشرات ملايين الإيرانيين.
وأضافت أن العقود الأربعة الماضية شهدت علاقة مشحونة بين إيران ودول المنطقة، خاصة بعد الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، وفي ظل طموحات القادة الإيرانيين إلى ما يسمى تصدير الثورة إلى العالم الإسلامي ودول الخليج.
حرب العراق
وأشارت “فورين أفيرز” إلى أن معظم دول الخليج سبق لها أن دعمت الرئيس العراقي صدام حسين إبان الحرب بين العراق وإيران في ثمانينيات القرن الماضي، مما أدى إلى خروج إيران من الصراع الذي استمر ثماني سنوات وهي منهكة ومستنفدة.
وأضافت أن انزلاق الشرق الأوسط إلى حالة من الفوضى على مدى العقد الماضي أعطى الفرصة لإيران لمحاولة إلحاق الضرر بمصالح السعودية ودول الخليج، بل وإلى تأكيد ما تعتقد أنه حقها الطبيعي في هيمنتها الإقليمية، خاصة في أعقاب تحول الثقل الأميركي من الشرق الأوسط إلى آسيا.
وقالت المجلة إن النخبة في إيران يعتقدون أن نجاح إيران في تحقيق هذه المساعي يعتمد على ثلاثة شروط، أولها أنه يجب على إيران أن تمنع إسرائيل من مواجهة وكلاء طهران في المنطقة، وذلك عن طريق عدم دعم حزب بالله بشكل يجعله يشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل، وبالتالي كي لا تضطر إسرائيل لضربه بشكل استباقي.
وأما الشرط الثاني فيتمثل في قيام إيران بإضعاف السعودية التي تعتبر خصمها الحقيقي الوحيد في المنطقة، وذلك للدرجة التي تجعل من السعودية دولة غير قادرة على مواجهة أي توسع إيراني في الشرق الأوسط. وأما الشرط الثالث فيتمثل في إبقاء العراق ولبنان دولا مجزأة على أسس طائفية.
وتحدثت “فورين أفيرز” بإسهاب عن التفاصيل المتعلقة بآمال الأجيال الجديدة من الشباب العربي، وعن كيفية تعامل إيران معها في الدول المختلفة.