قـــراءة فــي الــصحف
نبدأ قراءتنا من صحيفة “لاكرويكس” الفرنسية التي قالت في تقرير لها، إن الاجتماع المزمع إجراؤه بين المعارضة والنظام السوري مطلع سنة 2017برعاية حليفه الروسي لم يكن ليرى النور لولا تقديم روسيا ضمانات من أجل الحفاظ على أمن المشاركين في المفاوضات خلال هذا الاجتماع. ونجد على قائمة المشاركين، حزباً سورياً علمانياً داخلياً، تأسس مطلع سنة 2016، ثم أصبح يدير نشاطاته من مصر.
ويبدو أن روسيا، التي بادرت بطرح فكرة عقد مصالحة سورية، تطمح للعب دور “عراب الحوار السوري-السوري”، ما يعزز دورها في رسم ملامح الحياة السياسية المستقبلية في سوريا.
وقد استغلت موسكو الفراغ السياسي في الولايات المتحدة لتطبيق استراتيجيتها الخاصة في سوريا. وفي هذا السياق، قال أحد قادة الحزب الوطني الاشتراكي السوري تعليقاً على الاجتماع المزمع إجراؤه بين المعارضة والنظام السوري برعاية حليفه الروسي، إن “الاجتماع سينعقد بين طرفي النزاع مطلع سنة 2017. في المقابل لا زال الطرفان لم يتفقا حول مكان اللقاء، حيث إن هناك دعوات لعقده في مطار دمشق الدولي لأسباب أمنية”.
وعلّق أحد قادة الحزب الوطني الاشتراكي السوري مرة أخرى قائلاً: “إن دعوة جميع أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج، يعكس مدى قوة تأثير روسيا في الملف السوري، ومدى رغبتها في رعاية حوار بين كل الأحزاب السورية بمختلف أيديولوجيتها”.
ومن جانب آخر، تفضِّل روسيا أن يجتمع السوريون مع النظام في العاصمة دمشق، ما يحمل رسالة ضمنية مفادها أن روسيا تقف في صف “السيادة السورية” المتمثلة في النظام الحالي، وهو ما دافعت موسكو عنه كثيراً.
وقد استبعدت روسيا بعض الأطراف التي ترى أنها تشكل خطراً على سير المفاوضات السورية-السورية، ومن بينها المعارض المنفي في السعودية، رياض فريد حجاب، وهو ما يعكس أيضاً رغبتها في التقليل من قيمة الدور السعودي في الأزمة السورية.
وفي سياق آخر، تحدث أحد المقربين من النظام السوري قائلاً: “لم يفهم العالم الغربي بعد أن الحضور الروسي سيبقى على المدى الطويل في سوريا، فليتأملوا فقط المخطط الجديد الذي تهدف من خلاله موسكو إلى ضمّ كل من مطار وميناء طرطوس للقاعدة البحرية الروسية”.
ثم أضاف أن “التدخل الروسي كان يقتصر على حماية النظام فقط في سنة 2015، أما الآن فقد أصبحت الذراع العسكرية الروسية متعاونة مع ضباط سوريين يقاتلون على عين المكان. كما قاد الروس مؤخراً مفاوضات مع بعض قوات المعارضة المسلحة من أجل تأسيس علاقة جديدة مع النظام”.
ومن جانب آخر، اتفقت كل من تركيا وروسيا وإيران في 20 ديسمبر/كانون الأول على إقصاء الغرب من “اللعبة”. واتفقوا أيضاً على تمديد مهلة وقف إطلاق النار مع حرية تنقل السوريين، ووصول المساعدات الإنسانية دون عراقيل.
وقد أكدت كل من موسكو وأنقرة وطهران استعدادها التام لضمان السير العادي لعملية الحوار بين النظام السوري والمعارضة.
بدورها نشرت صحيفة الـ “واشنطن بوست” الأمريكية مقالة اشارت فيها الى ان “حادثة اغتيال السفير الروسي لدى انقرة ساهمت في بناء تحالف ثلاثي بين روسيا وإيران وتركيا، ما يقصي الدور الأميركي في إنهاء الحرب في سوريا ويضعف دور واشنطن في المنطقة”، معتبرًة ان “هذا ما يسعى اليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
ولفتت الصحيفة الى الاجتماع الثلاثي الذي جرى في موسكو بين وزراء خارجية و دفاع كل من روسيا و ايران و تركيا، مسلطة الضوء على تصريحات وزير الدفاع الروسي” سيرغي شويغو” التي قال فيها ان “كل المحاولات التي قامت بها الولايات المتحدة وحلفائها لتنسيق الخطوات كان مصيرها الفشل”، وان الولايات المتحدة و حلفائها ليس لهم نفوذ حقيقي على الارض في سوريا.
وتابعت الصحيفة إن “روسيا و تركيا يمكنهما استيعاب اهداف الآخر في سوريا”، وقالت إن “كل من روسيا وايران تسعيان لـ ”القضاء على اي بدائل عن نظام الرئيس السوري بشار الاسد، بينما يسعى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى منع الاكراد من السيطرة على المناطق الشمالية السورية القريبة من الحدود التركية”.
واختتمت الصحيفة بالقول، إن الحفاظ على الدور الأميركي في المنطقة يتطلب مواجهة ما اسمته “مناورات بوتين” و”وقف استدارة اردوغان نحو الكرملين”، مرجحة ان يرحب ترامب بالاستدارة هذه.
الـمركز الـصحفي الـسوري _ صـحف