تحقيق للغارديان
ترجمة: محمد الشامي
رجال الإنقاذ السوريون التطوعيون، المعروفون باسم الخوذ البيضاء، قد أصبحوا هدفاً لحملة تضليل استثنائية صنفتهم كمنظمة إرهابية مرتبطة بالقاعدة.
لقد كشفت صحيفة الغارديان كيف يتم نشر هذا الرواية المضادة عبر الإنترنت من قبل شبكة نشطاء مناهضين للإمبريالية، ومن خلال نظريات المؤامرة، بالإضافة إلى مروجي الشائعات المتصيدين بالماء العكر الذين يعرفون بمصطلح trolls المدعومين من الحكومة الروسية (والتي تقدم دعماً عسكرياً للنظام السوري).
الخوذ البيضاء تُعرف رسمياً باسم: الدفاع المدني السوري، وهي منظمة إنسانية تتكون من 3400 متطوع من المزارعين، المدرسين، المهندسين، الخياطين، ورجال الإطفاء، الذين يهرعون إلى سحب الناس من تحت الأنقاض عندما تتساقط القنابل على المدنيين، وكان لهم الفضل في إنقاذ آلاف المدنيين خلال الحرب الأهلية المستمرة في البلاد.
وقد تعرضوا أيضاً لجرائم حرب، كما أظهرت لقطات فيديو مباشرة، بما في ذلك تعرضهم للهجوم بالأسحلة الكيماوية في نيسان الماضي، وقد كان عملهم موضوع فيلم وثائقي أنتجته شركة نيتف ليكس وحاز على جائزة أوسكار، كما رُشح مرتين لنيل جائزة نوبل للسلام.
وعلى الرغم من هذا الاعتراف الدولي الايجابي، هناك رواية مضادة تنشرها شبكة من الأفراد الذين يكتبون للمواقع الإخبارية البديلة، في محاولة لمواجهة رواية وسائل الإعلام الرئيسية.
ووجهات نظر هؤلاء الكتاب تتفق مع وجهة نظر روسيا والنظام السوري واستطاعوا جذب جهور كبير على الإنترنت، بعد تضخيمهم من قبل شخصيات من اليمين المتطرف تظهر على شاشة التلفزيون الرسمي الروسي، بالإضافة إلى دعمهم من قبل جيش من المعرفات على تويتر.
إن الطريقة التي استهدفت فيها البروباغاندا الروسية الخوذ البيضاء هي حالة أنيقة و مدروسة من حروب المعلومات السائدة، إنها تكشف كيف أن الشائعات، ونظريات المؤامرة، وأنصاف الحقائق، تطفو على السطح كفقاعات في نتائج البحث على اليوتيوب ومحرك غوغل وتويتر، وهذا هو قلب البروباغاندا الروسية النابض.
يقول ديفيد باتريكاراكوس مؤلف كتاب الحرب في 140 حرفاً عن كيفية قيام وسائل الإعلام الاجتماعية بإعادة تشكيل الصراع في القرن الواحد والعشرين: “في الماضي كانوا يحاولون تصوير الاتحاد السوفييتي على أنه مجتمع مثالي، ولكن اليوم هم مجرد يقومون بطرح الكثير من الروايات المربكة حول أي قضية بحيث لا يستطيع الناس أن يميزوا الحقيقة”
حرب هجينة
بدأت حملة تشويه صورة الخوذ البيضاء في الوقت الذي قامت فيه روسيا بالتدخل عسكرياً في سوريا في أيلول 2015 وقامت بدعم رئيس النظام بشار الأسد وقصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، في حين قامت وسائل إعلام روسية مثل قناة روسيا اليوم ووكالة سبوتنك بالادعاء كذباً بأن القوات الروسية تقصف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية فقط، وروجت الشكوك حول استهداف روسيا للبنى التحتية والأماكن المدنية.
وقامت هذه الآلة الدعائية لروسيا بحشد الناشطين المناهضين لأمريكا، والمدونين، والباحثين، ومنحتهم منصة للحديث عبر شاشة التلفزيون الرسمي الروسي، وقامت بتضخيم مقالاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يوجد دليل عن أن هؤلاء المدونين والناشطين ينشرون معلومات خاطئة على علم منهم، رغم أن معلوماتهم شحيحة المصادر.
سكوت لاكاس أستاذ السياسة الدولية بجامعة برمنغهام وصف هذه الحملة الشاملة بأنها “بروباغاندا مثيرة” لكنه قال إن بعض المشاركين فيها لا يدركون أن يستخدمون كبيادق.
وأضاف: “البروباغاندا الفعالة هي أن تأتي بأشخاص يصدقونها، ثم تقدم لهم الدعم، أنت لا تنشئهم من نقطة الصفر”
صورة 1الصفحة الأولى لنتائج البحث عن الخوذ البيضاء ‘White Helmets’ وتظهر كيف أن فقاعة نظرية المؤامرة قد طفت على السطح وأصبحت في قمة نتائج البحث على محرك بحث يوتيوب
لماذا الخوذ البيضاء؟
الخوذ البيضاء تلعب دورين داخل سوريا، الدور الأول هو عمل إنقاذي: تقديم خدمات الاسعاف والإطفاء، والبحث والإنقاذ في مناطق الصراع، حيث دُمرت البُنى التحتية.
الدور الثاني هو دور توثيقي، حيث يتم توثيق ما يجري داخل البلاد عن طريق كميرات محمولة وكميرات مثبتة على الخوذ.
“هذا الذي أزعج ليس فقط نظام الأسد والسلطات الروسية، بل حتى البروباغانديين الذين يدورون في فلكهم” كما قال كريستيان بينيدكت مدير الاستجابة للأزمات المتخصص في شؤون سوريا بمنظمة العفو الدولية.
وقد ساعدت هذه الصور منظمات دولية مثل منظمة العفو الدولية ومركز العدالة والمساءلة السوري في تأكيد شهادات يتلقوها من الناس عبر الهاتف وخدمة سكايب وخدمة واتس أب، ويسمح لتلك المنظمات بالتحقق من آثار الضربات الجوية لمعرفة ما إذا كان المدنيون مستهدفين، وما إذا كان هناك أي وجود عسكري أو نقاط تفتيش عسكرية في المناطق المستهدفة.
ويضيف بينيدكت: “هذا بالفعل ينسف الرواية التي يقولها النظام السوري وروسيا عن الحرب السورية”
لقد كانت الصور التي التقطتها الخوذ البيضاء هي التي وثقت الهجوم بالأسلحة الكيماوية على خان شيخون في نيسان الماضي والتي أدت لوفاة 83 شخصاً ثلثهم من الأطفال.
وكان محققوا جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة قد توصلوا مؤخراً إلى أن النظام السوري هو من قام بهذا الهجوم على شعبه.
في حين قامت وسائل الإعلام الحكومية الروسية مدعومة بشبكة من المواقع الإخبارية البديلة بإثارة الشكوك حول نتائج المحققين، واصفة إياها بغير المنطقية وأنها مفتعلة من قبل “المسلحين”.
وقد قام موقع إنفوورز Infowars وهو من مواقع اليمين المتطرف بترديد أن هجوم خان شيخون هو أحد فصول نظريات المؤامرة واصفاً الهجوم بأنه مدبر من قبل الخوذ البيضاء الذين وصفهم الموقع بأنهم جماعة مرتبطة وتابعة لتنظيم القاعدة وممولة من قبل جورج سورس.
وبالطبع لم تتلق الخوذ البيضاء أي تمويل من جورج سورس أو أي من مؤسساته.
ومن بين أكثر المشككين الصاخبين بتحقيق الأمم المتحدة هي المدونة فانيسا بيلي، ابنة دبلوماسي بريطاني سابق زار سوريا للمرة الأولى في تموز 2016، ومن بين المشككين أيضاً تيموثي أندرسون وهو أستاذ كبير في جامعة سيدني، الذي وصف الهجوم الكيميائي في نيسان بأنه “خدعة”، و إيفا بارتليت، كاتبة وناشطة كندية قالت إن الخوذ البيضاء نظموا عمليات إنقاذ باستخدام ضحايا مزيفين، وهي ادعاءات تم تفنيدها من قبل موقع سنوبز، وقناة فور نيوز.
يقول سكوت لاكاس: “إنهم أساساً يبررون ما لا يمكن تبريره” وأضاف لاكاس: “لديهم مجموعة من المواقع ستنشر لهم أي هراء يكتبونه، وكذلك لديهم شاشة تلفزيون يظهرون عليها هي روسيا اليوم”
الاستراتيجية الروسية نجحت بشدة في تشكيل نقاش الكتروني عن الخوذ البيضاء، من خلال التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي وإغراقها بالمحتوى باستخدام المعرفات على تويتر، وحسابات تطبيق سوك بوبيت وشبكة من المحرضين.
من يروجون البروباغاندا يمكنهم ايجاد “آراء مصطنعة” تعطي أهمية للآراء الهامشية، بل وحتى حتى القنوات الرسمية الروسية مثل السفارة الروسية في بريطانيا نشرت على حسابها على تويتر منشوراً يشوه سمعة الخوذ البيضاء.
https://twitter.com/RussianEmbassy/status/836541463982923776/photo/1
يقول سام وولي والذي يدرس البروباغاندا الحاسوبية في جامعة إكسفورد: “إذا قمت بمرور على التغريدات على تويتر التي تتحدث عن الخوذ البيضاء، ستجد إلى حد كبير أن كل المحادثات تساوي بينهم وبين تنظيم الدولة الإسلامية، واصفة إياهم بالإرهابيين، إنهم يبدون كما أنهم أشرار”
وأضاف: “إنها محاولة لنزع الشرعية عن المحاولات الغربية لتحقيق الاستقرار في سوريا”
وأضافت زميلته في الكلية سامنثا برادشو: “كلما كان هناك مزيد من الإرباك، كان التلاعب بالناس أسهل”
البحث الذي يظهر الارتباط
تحدثت الغارديان إلى العديد من الباحثين الذين يدرسون انتشار التضليل والبروباغاندا عبر الإنترنت، والذين وجدوا أدلة على حملة نفوذ روسي يستهدف الخوذ البيضاء.
فيل مانسر أستاذ علوم الحاسوب في جامعة إنديانا، طور أداة سماها هوكسي لرسم بيانات انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت.
ومن خلال بحث عن “الخوذ البيضاء” اكتشف أن هناك عدداً قليلاً من المصادر التي تولد مئات القصص عن منظمة الخوذ البيضاء، يصفها مانسر بأنها “أشبه بمعمل”
وبنفس الوقت عدد قليل من الناس يتم الاقتباس عنهم على أنهم خبراء في المقالات التي يعاد تجميعها وربطها لصناعة محتوى من المعلومات التي تدعي المؤامرة وتكتسب مظاهر شرعية.
شركة غرافيكا التحليلية أمضت سنوات طويلة في تحليل مجموعة من حملات التضليل الروسية بما في ذلك تسريبات ماكرون، وفضائح المنشطات الروسية.
أجرت الشركة بحثاً باسم الحملة السورية، بتكليف من مجموعة حقوق الإنسان، ووجدت أن هناك 14000 مستخدم في تويتر يتحدث عن الخوذ البيضاء وجميع هؤلاء لهم نمط متشابه، وهذه الحسابات على تويتر يملكها موالون للكرملين أي لروسيا، ويعملون على نشر التضليل في طروحاتهم ويصطادون بالماء العكر ويضيعون الحقيقة في نقاشهم.
بعض تلك الحسابات قد تم إغلاقه كجزء من التحقيق بقضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، ثم ظهرت حسابات أخرى لتوليد أكثر من 150 تغريدة يومياً (وأكثر من 70 من تلك التغريدات اطلع عليها دارسون وتبين أنها من معرفات مشبوهة)
صورة 2 خريطة غرافيكا توضح النقاش الذي دار على الإنترنت حول الخوذ البيضاء
كما وجدت شركة غرافيكا أدلة على تنسيق التوقيت وإرسال الرسائل، خلال الأحداث الهامة المتعلقة بالخوذ البيضاء التي تعرض في نشرات الأخبار.
فانيسا بيلي، المدونة البريطانية، مؤيدة لنظام الأسد وهي من أكثر المدونين الناشرين الذي يؤثرون في صناعة المحتوى الذي يشوه الخوذ البيضاء.
قامت كل من شركة غرافيكا، بالإضافة إلى البروفيسور مانسر باستخدام أداته هوكسي، بالحصول على نتائج تؤكد أن المدونة “بيلي” وموقع الأخبار “21st Century Wire ” هيمنا على نقاشات تويتر حول منظمة الخوذ البيضاء جنباً إلى جنب مع وكالة سبوتنك الروسية وقناة روسيا اليوم خلال الأشهر الماضية، وهذه النتائج تطابقت مع بحث قامت به كيت ستاربيرد من جامعة واشنطن في سياتل.
https://twitter.com/katestarbird/status/910988793125023745/photo/1
وكثيراً ما كانت بيلي تنتقد منظمة الخوذ البيضاء كونها تعمل محررة في موقع ” 21st Century Wire ” الذي أنشأه باتريك هينينغسن، وهو محرر في موقع Infowars أيضاً.
في عام 2016، عقدت بيلي اجتماعاً لمدة ساعتين مع الأسد في دمشق كجزء من وفد مجلس السلام الأمريكي، ووصفت هذا الاجتماع في حسابها على الفيسبوك بأنه “لحظة فخر”، كما دعيت إلى موسكو لتعد تقريراً عن “الحرب القذرة في سوريا” وهناك اجتمعت مع كبار المسؤولين الروس بمن فيهم نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وماريا زاخاروفا مديرة الإعلام والصحافة بوزارة الخارجية الروسية.
تحدي الاستعراض (المانيكان)
تحدي الاستعراض أو ما يعرف ب mannequin challengeوهو أسلوب تصوير انتشر بشدة على مواقع التواصل الاجتماعي وهو أن يتجمد كل شخص أمام الكميرا في نفس الوقت مهما كانت الوضعية التي كان عليها وبدون أن يرف بعينيه –أول من قام به هم طلاب مدرسة إدوارد وايت في فلوريدا مع مدرسهم مايك شوندك حيث قاموا بتصوير هذا الأسلوب ونشره على تويتر ثم بدأ هذا الجنون على الإنترنت من خلال هاشتاج #MannequinChallenge. –
وحتى نفهم الآلة الدعائية (البروباغاندا) في الواقع علينا أن نلق نظرة على فيديو قامت منظمة الخوذ البيضاء بتصويره بأسلوب تحدي الاستعراض آنف الذكر، وقام فريق الخوذ البيضاء بتصوير أنفسهم أثناء القيام بمهمة إنقاذ بطريقة تحدي المانيكان ومن ثم نشروا هذا الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. مع هاشتاغ #MannequinChallenge.
الفيديو نشر في تشرين الثاني من عام 2016 من قبل المكتب الاعلامي لقوى الثورة السورية، وعلى الفور تم نزع هذا الفيديو من سياقه وتم إعادة نشره على أنه دليل صارخ على أن منظمة الخوذ البيضاء تستعمل ممثلين محترفين ومجازفين في تصوير عمليات الإنقاذ من أجل إعطاء صور سيئة عن النظام السوري والجيش الروسي.
https://twitter.com/ms_knowital/status/850907833466007552
أحد المغردين على تويتر أعاد التغريد مئات المرات وقال: “أمر لا يصدق يجب مشاهدة هذا الفيديو الذي يظهر تزييف الخوذ البيضاء للحقائق”
قناة روسيا اليوم قامت بإعداد تقرير عن الحادثة، واستضافت المدونة بيلي على أنها باحثة مستقلة واستشهدت بكلامها حيث أكدت أن هذا الفيديو يثير الشكوك حول مصداقية منظمة الخوذ البيضاء، وفي اليوم التالي قامت بيلي بكتابة مدونة على موقع 21st Century Wire قالت فيها “إن هناك شكوكاً واسعة النطاق ،حتى بين الداعمين للخوذ البيضاء، حول مدى مصداقية تقاريرهم المصورة”
لاحقاً قامت منظمة الخوذ البيضاء بتقديم اعتذار عن الفيديو، وقالت إنها كانت تأمل أن يحقق الفيديو بعض التواصل ما بين الرعب الذي يجري في سوريا والعالم الخارجي، واعترفت المنظمة أن الذي جرى كان خطأ في تقدير الأمور.
صورة 3 أحد عناصر الدفاع المدني الخوذ البيضاء
وقد قال إليوت هيغينز مؤسس لجنة التحقيق في بلينغات: “لقد كان أمراً غبياً” وأضاف “ولكن تم إساءة استخدامه من قبل بعض الناس الذين لديهم أجندات”.
عام مر على فيديو تحدي الاستعراض الذي صورته الخوذ البيضاء، ومع ذلك ما زال يحقق انتشاراً واسع النطاق بأنه دليل على أن الخوذ البيضاء يفبركون عمليات الإنقاذ.
وعلى أية حال هناك عناصر في الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” يمثلون حالات شاذة ومعزولة، يُستخدمون لتشويه سمعة الخوذ البيضاء، أحد هؤلاء عنصر سابق في الخوذ البيضاء طُرد من المنظمة بعد أن تم تصويره وهو يقوم بمساعدة بعض المسلحين بالتخلص من جثث لعناصر من قوات الأسد، وهناك عناصر آخرين قد تم تصويرهم وهم يحملون أسلحة على الرغم من تسويق أنفسهم على أنهم غير مسلحين، وهناك لقطات لبعض عناصر الخوذ البيضاء وهم يحملون جثة شخص قام عناصر المعارضة المسلحة بإعدامه ويبدو أن الخوذ البيضاء كانوا قريبين من مسرح الحادثة ويساعدون في عملية الإعدام.
صورة 4 رائد الصالح مدير الدفاع المدني
يقول رائد الصالح مدير الدفاع المدني: “هذه حوادث معزولة على مستوى المتطوعين، هذه الحوادث لا تشمل أي أحد من قيادات الخوذ البيضاء”
وبينما ينظر رائد الصالح إلى شاشة جواله يشاهد خبراً عاجلاً عن استقالة أحد السياسيين البريطانيين بسبب تهمة التحرش الجنسي، ويضيف قائلاً: “لا أحد يستطيع أن يتهم الحكومة البريطانية بأنها منظمة تمارس الاغتصاب بسبب هذا الحادث الفردي”
في ذات الوقت تستمر بيلي بتأثيرها، ففي نيسان من عام 2017 ألقت كلمة ضمن مؤتمر مع وزراء في حكومة الأسد (تحدثت عن طريق الفيديو عبر الإنترنت) بعنوان: “الخوذ البيضاء الحقيقة والخيال” وقدمت شروحاتها وإحاطتها عن الموضوع ومن ثم قدمت ذلك إلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة عن طريق الحكومة الروسية كدليل ضد منظمة الخوذ البيضاء.
يقول جيمس سادري، المدير التنفيذي لحملة سوريا: “إن هذه الوثائق التي تم تسريبها تقدم دليلاً قاطعاً على أن الحكومة الروسية تبذل ما بوسعها لرفع مستوى فانيسا بيلي باعتبارها لاعباً أساسياً في حملتها الدعائية”.
ويذكر أن جيمس ساردي هو مدون في موقع truther 9/11 زار سوريا للمرة الأولى في العام الماضي ولا يمكن أخذ رأيه كخبير محايد في الصراع.
اتصلت الغارديان ببيلي عدة مرات وطلبت منها التعليق على الموضوع إلا أنها رفضت الرد على استفسارات محددة، قائلة إن الأسئلة التي طرحت عليها كانت “عاراً” و “لا تحتوي على أي حقائق ذات صلة وتذكرنا باستجواب مكارثيت”.
كما اتصلت الغارديان مع إيفا بارتليت، التي قالت: “لست مهتمة بالمشاركة في موضوعكم لأنكم تقررون الحقائق بشكل مسبق ” (وهي عبارة غريب أن يستخدمها صحفي).
بعد فترة قصيرة من طلبنا من بيلي أن تعلق على الموضوع ظهرت في برنامج لها على اليوتيوب لمدة 40 دقيقة ناقشت فيها الأسئلة التي أرسلناها لها بالبريد وانتقدت تغطية الغارديان لما يجري في سوريا، وادعت أن تقارير الغارديان كاذبة، وتستند إلى لقطات زودتها بها منظمة الخوذ البيضاء المنتسبة للقاعدة، وقالت بيلي إن الغالبية يتفقون على أن الخوذ البيضاء ما هي إلا منظمة ارهابية احتيالية.
https://www.theguardian.com/world/2017/dec/18/syria-white-helmets-conspiracy-theories