في حادثة هي الأولى من نوعها على مدى سنوات من التوتر الحاصل بين كوريا الشمالية والدول الغربية على خلفية برنامجها النووية وتجاربها الصاروخية التي اعتبرت بمثابة خرق للأنظمة والقوانين الدولية، عكفت الأخيرة إلى توجيه تحذيرات شديدة اللهجة تجاه أبرز حلفائها في العالم على خلفية انتقاد الصين لتصرفات كوريا الشمالية الأخيرة والتي علقت فيها أن من شأن هذه الأعمال زعزعة الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.
على خلفية قيام بيونغ يانغ خلال أقل من شهر بإطلاق أربع تجارب صاروخية فاشلة بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية، حيث وجهت وسائل إعلام كورية رسمية تحذراً شديد اللهجة إلى الصين حليفها الرئيس يحذرها من عواقب خطيرة إذا واصلت اختبار صبرها منتقدة الدور الذي تمارسه الصين عبر تصريحات مسؤوليها التي تتهمها بالمسؤولية عن التوتر والتصعيد من شأنها أن يؤدي إلى حرب عالمية.
مؤكدة أنها ستواصل سياستها بتطوير قدراتها العسكرية وحماية مواطنيها من أي اعتداء خارجي وما من شيء يجعلها تحيد عن مسارها مشيرة أنها لن تتسول أبدا من أجل الحفاظ على صداقتها مع الصين أو تهدد برنامجها النووي الذي يرتدي أهمية كبرى، معتبرة أن الصين تنعم بالأمان ومنذ الحرب الكورية بفضل قوتنا وعلى الأخيرة أن لاتختبر صبرنا وعليها أن تفكر مليا بالعواقب الخطيرة التي يمكن أن تترتب في حال قيامها بهدم العلاقات بين بلدينا.
حيث شكل التقارب الحاصل بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة وجمهورية الصين من جهة أخرى في عهد الإدارة الأميركية الجديدة عاملاً مساعدا لمزيد من الضغوط على كوريا الشمالية خصوصاً أن العلاقة بين كوريا الشمالية والصين شهدت تراجعاً ملحوظا، فالزعيم الكوري الشمالي لم يجري زيارة إلى بكين رغم توليه الحكم منذ أكثر من خمس سنوات إضافة لتعليقها وارداتها من الفحم من كوريا الشمالية. والذي يشكل مصدرا حيويا للعملات الصعبة بالنسبة إلى بيونغ يانغ في ظل العقوبات الدولية المفروضة.
المركز الصحفي السوري