المركز الصحفي السوري_فداء معراتي
مع نهاية عام 2019 وبداية عام 2020، تم الكشف عن وباء جديد اسمه “كورونا” أو “covid19” حيث تعرضت دول عدة في العالم لهذا الوباء، وهو نوع من الانفلونزا التاجية، يصيب الجهاز التنفسي للإنسان حيث تقوم خلاياه بالانقسام داخل الرئتين حتى تشمل كامل الجسم، مما يؤدي إلى الاختناق والموت في بعض الحالات، ولما تم الكشف عن هذا المرض بقي الشمال السوري معزولاً عن العالم الخارجي ولم تسجل أية إصابة فيه، حيث تسجل كل يوم دول العالم أعداداً لإصاباتٍ جديدةٍ و أعداداً لمن خضعوا للعلاج ومن تم شفاؤهم من هذا الوباء، إحصائيات يومية تنشرها شبكة الإنذار المبكر والاستجابة الطارئةEwarn، إلاّ أن منظمة الصحة العالمية حذّرت من حدوث هذا المرض في الشمال السوري، وإن أية إصابة تسجل فيه ستكون إنذاراً لكارثةٍ إنسانيةٍ محتملة.
إصاباتٌ في الشمال السوريّ
سجلت يوم الخميس التاسع من تموز لهذا العام أول إصابةٍ في مشفى باب الهوى لطبيبن يعملان فيه أحدهما الدكتور “ايمن السايح” اختصاص جراحة عصبية والثاني “محمد بيطار” اختصاص جراحة فكية حيث يتنقلان بين مدينتي الباب وباب الهواء مما دفع العاملين في القطاع الطبي لوضع مشفى باب الهوى ضمن الحجر الصحي ومنع دخول أي شخصٍ إليه أو مغادرته قبل ظهور نتائج المسحات التي أُجريت على المخالطين لهذين الطبيبين.
وعلى صعيد متصل سُجلت إصابةٌ يوم الجمعة العاشر من تموز لطبيب جراحة الأطفال يدعى “ناصر المفلح” يعمل في مشفى النسائية والأطفال ( هاند) في أطمة وضع المستشفى ايضاً ضمن الحجر الصحي، كما أُخذت مسحات لكافة الأشخاص من أطباء ومراجعين كانوا قد خالطوا الطبيب مفلح لفتره أسبوع على الأكثر .
وتزامن ذلك مع تسجيل إصابه يوم السبت لمساعد عمليات الممرض “هيثم دياب” الذي يعمل في مشفى باب الهوى ومستشفى الشفاء في إدلب إلاّ أنّ الممرض “دياب” كان قد خالط الطبيب “مفلح” في وقت سابق، ليرتفع عدد الاصابات في الشمال السوري إلى أربع حالات.
هذا وقد أعلنت شبكة الإنذار المبكر والاستجابة الطارئة Ewarn نتائج الفحوصات المخبرية والمسحات التي أُجريت في مشفى باب الهوى ومستشفى النسائية والأطفال أنّها كانت سلبية تماماً ولا بدّ من خضوع المخالطين للحجر الصحي لمدة 14 يوماً كإجراءٍ احترازيّ لضبط العدوى ومنع انتشار المرض وإغلاق المشفيين المذكورين بشكل كامل لفترةٍ تقرر مدتها مديرية صحة إدلب .
كارثة إنسانية:
يعدّ الشمال السوري من أكثر الأماكن ازدحاماً لاحتوائه على أعدادٍ كبيرةٍ، حيث يسكن فيه أكثر من مليوني نازح موزعين على 1300مخيم بحسب إحصائيات منسقو الاستجابة الطارئة للنازحين الفارين من نيران الحرب التي كان ولا زال يشنها النظام السوري عليهم منذ عشرةِ أعوام، مما اضطرهم للجوء إلى محافظة إدلب وأريافها، أو أنّهم أقاموا في المخيمات العشوائية، فضلاً عن احتوائه على عدد كبير من الأطفال وهم الفئة التي لا يمكن ضبط العدوى لديهم بسبب الخيام المتلاصقة والاختلاط المباشر، وأيضاً عدم توفر سبل الصرف الصحي المناسبة والسواقي المكشوفة.
آليةالعمل في الشمال المحرر:
تعمل الفرق الصحية منذ بداية الكشف عن مرض كورونا بتعقيم المباني والخيام ونشر بروشورات لنشر الوعي الصحي بين الناس، وكيفية الوقاية من هذا المرض وضرورة ارتداء الكمامات وعدم المخالطة والتواجد في الأماكن المزدحمة في الأسواق، إضافة لضروره غسل اليدين بشكل يومي وبشكل روتيني، كما يقوم الإعلاميون ببث الوعي لدى العامة لاتخاذ أقصى درجات الوعي وضبط العدوى وإبلاغ المراكز الصحية في حال ظهرت أية أعراض لديهم.
لكن يبقى السؤال كيف يمكن ذلك في ظل الازدحام و الأعداد الهائلة في المخيمات المكتظة؟ خاصة أن الشمال السوري يفتقر لكثير من المستلزمات الطبية وضعف الإمكانيات والنقص الحاد لأماكن العزل والكوادر الطبية المتخصصة، قد تجعله عرضةً لاحتمال العديد من الإصابات.
نداءاتُ استغاثة واجتماعاتٌ دولية لوقف إطلاق النار، لكن النظام السوري لم يلتزم بأي اتفاق، وبالتالي حركه النزوح مستمرة في معظم مدن وأرياف إدلب، فهل ستتمكن القطاعات الصحية البسيطة من الوقوف أمام انتشار كورونا في الشمال السوري؟
المركز الصحفي السوري