“أهلين ومرحباً وشلونك”، هي بعض المفردات التي يبدأ بتعلمها كنديون باللغة العربية، إضافة إلى كلمات الترحيب الخاصة باللهجتين العراقية والسورية للترحيب باللاجئين السوريين والعراقيين في كندا.
ديفيد فوستر ونبيل الرماحي قاما بافتتاح هذا الصف لتعليم اللغة العربية للكنديين في مدينة أون ساوند بمقاطعة أونتاريو في كندا.
المدرس ديفيد فوستر، وهو كندي تعلم اللغة العربية قبل 10 سنوات، يقول لـ”هافينغتون بوست عربي” إنه “كان يعمل في الخرطوم بالسودان في إحدى المؤسسات العالمية هناك، وبعدها انتقل للدراسة في جامعة الخرطوم، وهناك بدأت قصة عشقه للغة العربية”.
عشقت الحرف العربي
فوستر يضيف أن “أسلوب رسم الحرف العربي مميز، فمنذ أن شاهدته للمرة الأولى عشقته وأردت التعرف على الحضارات العربية القديمة وقصص ألف ليلة وليلة”.
تعلّمه للغة العربية كان سبباً اليوم في تطوعه بافتتاح صف لتعليم الكنديين الراغبين في تعلم اللغة العربية للتواصل مع اللاجئين العرب القادمين الى كندا، خاصة السوريين والعراقيين.
للعرب دوراتهم أيضاً
ويضيف ديفيد: “افتتحت أيضاً مدرسة لتعليم اللغة الإنكليزية للقادمين العرب الجدد إلى كندا، بعد أن التقيت الكثير من الطلاب العرب من بينهم اللاجئون السوريون الذين يريدون أن يتعلموا اللغة وبعض المفردات الرئيسية للتواصل مع تلك العوائل”.
نبيل الرماحي، المدرس الآخر في الصف وهو كندي عراقي، يقول: “مع قدوم العوائل السورية إلى كندا أراد الكثير من الداعمين للأسر اللاجئة أن يتواصلوا بشفافية مع القادمين الجدد ويشعرونهم بأنهم مرحّب بهم في وطنهم كندا، ومن هنا جاءت فكرة الصف العربي”.
ويضيف نبيل أن أغلب اللاجئين السوريين هم من المدن القريبة للعراق؛ لذلك فهم يتكلمون لهجة مقاربة للعراقيين، ما “جعلنا نختار مفردات عامية نعلمها للطلاب الكنديين”، على حد قوله.
أهم المفردات العربية
أهلين.. ماشي.. مرحباً.. آسف.. لو سمحت.. شكراً.. هي أهم المفردات التي يبدأ بتعلمها الطلاب الكنديين إضافة إلى الأرقام من الصفر.
ويختم نبيل حديثه قائلاً: “نحن نهدف من هذه الدروس إلى خلق الألفة بين الكنديين واللاجئين من خلال استعمال المفردات العربية، وأيضاً إيصال رسالة إلى الشعب الكندي بأن الشعوب العربية شعوب مسالمة تكره الحروب التي دفعتها إلى مغادرة بلادها واللجوء إلى كندا وغيرها من الدول الغربية”.
لندي إيفرسن، إحدى الطالبات الكنديات اللاتي يدرسن اللغة العربية، تقول: “أنا فخورة بكوني عضوة بإحدى المجموعات التطوعية الداعمة لكفالة إحدى الأسر السورية”.
وأضافت لـ”هافينغتون بوست عربي”: “إنني أستعد من الآن لتعلم بعض مفردات الترحيب باللغة العربية قبل وصول العائلة السورية إلى مدينتنا ميفورد، وعندما ذهبت إلى مدرسة ديفيد فوستر، أخبرني ديفيد بأن تعلم 20 كلمة عربية سيشعر العائلة السورية بالراحة ويساعدها على التأقلم مع مجتمعها الجديد في كندا”.
“اللغة العربية جميلة كتابة ولفظاً”، كما تقول لندي، لكنها تشكل تحدياً كبيراً لها ومع ذلك تعلمت مجموعة من الكلمات تستخدمها فور وصول العائلة المطار مثل (مرحباً، شلونك، شكراً)، وتضيف لندي: “اللغة العربية أعجبتني كثيراً، وكنت سأتعلمها حتى لو لم أكن عضوة في مجموعة داعمة للاجئين السوريين”.
وتختم لندي بقولها: “أتمنى للاجئين السوريين في كندا تحقيق الاندماج في المجتمع، وتعلم ثقافة جديدة، وأن يشعروا بأنهم في بلدهم”.
وين ديزك، طالب كندي آخر في الصف العربي، يقول: “أنا متحمس جداً لتعلم بعض المفردات العربية أريد أن أستخدمها مع أصدقائي الكنديين من أصول عربية، وأيضاً مع اللاجئين السوريين الجدد”.
ويضيف لـ”هافينغتون بوست عربي” لقد “سجلت في هذا الصف الذي يتضمن 6 دروس، كل درس يستغرق ساعة ونصف أسبوعياً، نتعلم فيه المفردات المهمة باللغة العربية، إضافة إلى الأرقام، حيث تعلمت من الصفر حتى 10، وأحتاج للتكلم بها والتدرب عليها”.
فاللغة العربية – كما يراها ديزك – ليست سهلة ولكن من وجهة نظره هناك تقارب بعض الشيء مع اللغة الإنكليزية.
ويختم وين حديثه بأن “أول كلمة استخدمتها مع اللاجئين السوريين الذين وصلوا الى مدينتنا هي (مرحباً)، إضافة الى (تفضلوا، أهلين، شلونك، زين، ماشي، أنا اسمي وين)”.