“الحاجة أم الاختراع” وحاجة “صالح” للعمل قادته للبحث عن فكرة، والفكرة أصبحت محل كنافة في مخيم كلس الواقع على الحدود التركية السورية.. المميز في كنافة “صالح” أنه استطاع إيجاد حل لمشكلة الغاز، فبعد منع إدارة المخيم ادخال الغاز إلى الخيام بسبب نشوب حريق العام الماضي، واستبداله بسخانات كهربائية صغيرة خاصة بالطبخ، ليوظف “صالح” الفحم الصناعي الخاص بالتدفئة في تركيا لشواء الكنافة.
يصف لنا الناشط “ماجد النجار” كيف أن الزبائن تقف على قارعة الطريق الضيق بانتظار خروج صينية الكنافة حمراء اللون، ليتحدث “صالح”:” لدي طفلين والأسعار غالية في تركيا، وما تقدمة إدارة المخيم لا يكفي شيئاً، فبعد أن فقدتُ محلي ومنزلي في سوريا ولجئنا إلى المخيم كان العمل أكثر شيء نحتاج إليه “، يقف “صالح” أمام محله الصغير، فهو لا يتسع سوى له ولصانع، ليؤكد “ماجد” كيف أنك تستطيع مشاهدة طريقة تحضير الكنافة بكل خطواتها.
يفرك “صالح” الكنافة بالسمن الحيواني فجميع موادها يتم تأمينها من خارج المخيم، “صحيح أن كيس الفحم رخيص السعر أي حوالي 10 ليرة تركي للكيس الواحد”، الا أن باقي المواد غالية نوعاً ما، فالسكر يصل سعرة إلى 3.5 تركية، أما السمن فإن كان ممتاز النوع فقد يصل سعره لأكثر من 7ليرات تركية، والجبنة “الحلواني” الخاصة في صنع الكنافة فيختلف سعرها حسب موسمها وغالبا ما يكون أكثر من 15 ليرة تركية.
” حياة بدها تستمر وبدنا نعيش ما في حل لبين ما الله يفرجها عن هلبلد”، يتحدث صالح وهو يفرد الكنافة بالصينية الخاصة بالشواء ليضع فوقها جبنة حلوني “حلوة المذاق”، ليغطيها بطبقة أخرى من الكنافة المفروكة بالسمن الممتاز، يحمل صانع “صالح” على كتفة الصينة ذاهبا بها إلى خارج المحل ليتم شواؤها على الفحم، ” ما فيك تترك الصينة وتروح تكمّل شغلك؛ النار موزعة بشكل غير متساوي لهيك لازم تظل فوقها وتحرك الصينة باستمرار والا رح تنحرق بسرعة” بعد أن أخذت اللون المناسب وتم التأكد من استواء الطبقة الأولى، يعيد صانع صالح الصينية لداخل المحل ليتم قلبها على الوجه الأخر، “بحرفية وسرعة يقلبها ” ليعيدها إلى الشواء، ما إن تكون حمراء من الوجهين يسقيها بكميات كبيرة من القطر لتكون جاهزة للأكل.
يعتبر “صالح” أنه أستطاع بفترة قصير تحقيق سمعة طيبة بين الناس فهو يصنع أكثر من 30 كيلو في اليوم، غير تواصي الأفراح أو الأعراس التي تحصل في المخيم، فهو المحل الوحيد تقريبا في المخيم وعلية إقبال جيد.
“نصنع الكنافة لعلّها تعطي حلاوة لأيامنا المرة” يختم كلامه بتنهيده كبيرة فمهما حقق النجاح في المخيم، حلمه الأول هو العودة إلى محله وإعادة فتحه مرة أخرى، فكل يوم يصبر نفسه عل أمل الفرج القريب والعودة لحضن الوطن بعد غياب لأكثر من أربع سنوات.
المركز الصحفي السوري – أماني العلي