قررت الولايات المتحدة إيفاد وحدة متخصصة من 200 مقاتل من أجل محاربة تنظيم “الدولة” في العراق وسوريا، على أمل أن يقوم شركاؤها في الائتلاف الدولي ضد التنظيم بمبادرة مماثلة، خصوصاً دول الخليج العربية.
وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر دعا أمام لجنة في الكونغرس، أمس الثلاثاء، لمشاركة الدول المجاورة للعراق وسوريا مثل دول الخليج؛ وشدد على أن القوات التي يمكن أن تتدخل ميدانياً في المناطق السُّنية في العراق وسوريا يفترض أن تكون “سُنية” لأنها ستكون “أكثر فعالية ودراية” من غيرها.
ولا يُعرف بعد ما إذا كان العناصر الـ200 سينضمون إلى عسكريين أمريكيين منتشرين في العراق وعددهم 3550 شخصاً، أو أنهم سيؤخذون من العناصر المنتشرين هناك.
وتُبدي الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة مرونة في الموقف الذي كان أعلنه الرئيس باراك أوباما بـ”عدم إرسال جنود” أمريكيين إلى أرض معارك.
كارتر تابع أن الولايات المتحدة ستنشر في العراق “وحدة متخصصة” من قوات النخبة، إلى جانب القوات العراقية والكردية لشن “هجمات” محددة ضد تنظيم “الدولة”.
وأوضح أن الأمر يتعلق بزيادة وتيرة العمليات في العراق وسوريا على غرار العملية البرية التي نفذتها وحدة كوماندوز أمريكية في سوريا في مايو/ أيار الماضي ضد أبوسياف، القيادي الكبير في تنظيم “الدولة”.
وبين كارتر “أن أبوسياف قُتل لكن زوجته أُسرت وتشكل كنزاً من المعلومات حول الجهاديين، علينا التركيز على قوة قادرة على التحرك وعلى القيام عندما تسنح الفرصة بهجمات مثل هذه في كل مكان في سوريا والعراق”.
ولفت إلى أنه “يريد أن يشعر كل قادة تنظيم الدولة ومؤيديهم بالخوف، لأنهم لا يعلمون من سيصل إليهم خلال الليل”، على حد قوله.
إلا أن كارتر أشار إلى “أن الولايات المتحدة لا تريد أن تبقى وحدها في عملية تكثيف الجهود ضد التنظيم”، معبراً عن أمله في أن “تؤدي اعتداءات باريس إلى تعبئة أوروبا من أجل بذل جهود أكبر”، لأن هذه الدول “بحاجة للقيام بمبادرات أكثر”.
وذكر أن الوحدات الخاصة التي يجري نشرها في العراق، شبيهة بقيادة العمليات الخاصة المشتركة، وهي مجموعة سرية تابعة للقوات الأمريكية مختصة بالاغتيالات أو القبض على مسؤولين في شبكات متطرفة.
وبين أن “فرقة من هذه القيادة نفذت العملية التي قتل فيها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مايو/ أيار 2011، كما تنسب إليها المساهمة بشكل كبير في نجاح تعزيز القوات الأمريكية في العراق في 2007”.
وتركز الولايات المتحدة والائتلاف الدولي منذ بدء الحملة العسكرية ضد تنظيم “الدولة” في أغسطس/ آب 2014 على الغارات الجوية المحددة الأهداف التي شنت منها قرابة 8300 حتى الآن.
كما أرسلت الولايات المتحدة 3500 مستشار عسكري ومدرب إلى العراق، يلازمون القواعد العسكرية بعيداً عن جبهات القتال إلا في حالات استثنائية نادرة.