مارست قوات نظام بشار الأسد مع بدء الثورة السورية عمليات القتل والخطف بحق المعارضين للنظام في مدينة حمص وريفها وسط البلاد، وسادت حالة من الخوف بين السكان المعارضين مع بدء عمليات الخطف التي طالت النساء والفتيات في المدينة، بقصد إشعالها طائفياً، لمعرفة النظام بحساسية خطف النساء وما سينجم عن هذا الأمر من ردود فعل عنيفة.
وذكر الناشط “أبو عمر الحمصي” لـ”السورية نت” أن عمليات الخطف حصلت أيضاً في الأحياء المختلطة من طوائف عدة في ريف حمص، وكان الهدف من بعض علميات الخطف المبادلة بين أشخاص تابعين للنظام متواجدين لدى قوات المعارضة، أو بغرض الحصول على مبالغ مالية ضخمة من قبل أهالي حمص، الذين اضطر بعضهم إلى دفع مبالغ تصل لملايين الليرات السورية وخاصة إذا كانت المخطوفة امرأة.
اختطاف المؤيدين
ومنذ سيطرة قوات النظام على كامل أحياء حمص تقريباً منذ عام تقريباً، بدأت عمليات الخطف تطال العلويين المؤيدين لنظام الأسد في الأحياء الموالية له بحمص، وذكر “الحمصي” أن عشرات عمليات الخطف والقتل وقعت في تلك الأحياء لأجل المال أو لأسباب أخرى.
ويرى مؤيدون للنظام أن عناصر تابعين لقواته استغلوا الفوضة الحاصلة في المدن السورية، والتخبط الحاصل في أداء الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية، فأصبح القتل والخطف يحصل بشكل متكرر في الأحياء الموالية.
وذكر “الحمصي” أنه منذ ثلاثة أسابيع تم اختطاف سائق تكسي (من حي عكرمة الموالي) من قبل ثلاثة ممن يصفهم المعارضون بـ”الشبيحة” وتم اقتياده من حمص إلى طريق قرية “أبو عكفة” شرق المدينة، ومن ثم قتله الخاطفون وسرقوا سيارته.
وبحسب أحد سكان حي عكرمة، فإن حوادث أبشع من هذه الحادثة وقعت في صفوف المؤيدين من قبل عناصر متنفذين في قوات النظام، فيما قال أحد سكان حي الأرمن الموالي: “انتهينا من المسلحين أصبحنا نواجه عصابات الخطف والسرقة والمحششين. هذه العصابات تخطف وتطلب الأموال أو تقتل المخطوفين وتسرق السيارات.
وعلمت “السورية نت” من مصادر خاصة، أنه منذ أسبوعين وجد سكان حي الأرمن جثتين لفتاتين مقتولتين، لكن الأهالي الناس تكتموا على الخبر خوفاً من الفضيحة.
وتغيب المحاسبة عن عنصر قوات النظام الذين يرتكبون الانتهاكات بحق المدنيين لاسيما عناصر الأمن منهم، ويشير “الحمصي” إلى أنه لا يتجرأ أحدهم على الشكوى لأنه يختفي من الوجود. خصوصاً وأن عناصر قوات النظام الذين يمارسون أعمال القتل والخطف يتبعون لفروع أمنية أو لأحد الضباط الكبار، ولا تتجرأ قوات الأمن على محاسبة المتورطين خوفاً من أن تقع بصدامات مع فروع أمنية أخرى.
وبالإضافة إلى هذا بات بعض العناصر مدعومين من قبل الميليشيات الشيعية وميليشيا “حزب الله” اللبناني التي جاءت لمساندة النظام في قتاله للمعارضة.
وذكرت مصادر لـ”السورية نت” طلبت عدم نشر اسمها خوفاً على حياتها، أن 6 عناصر من ميليشيا “حزب الله” خطفوا في منطقة العباسية، واتُهم في الحادثة “شبيحة علويون”، فيما تلقى قادات “الشبيحة” في حمص تهديدات إذا لم يتم العثور على المخطوفين وإعادتهم سالمين. وبقي الأمر طي الكتمان كي لا تستغل الحادثة إعلامياً ضد نظام الأسد.
ووسط هذه الظروف الأمنية السيئة تتحول الأحياء الموالية للنظام في حمص مساءً إلى مدينة أشباح، إذ تخلو الشوارع من المارة بسبب خوفهم من عمليات الخطف والقتل من قبل عناصر “الشبيحة”.
ويرى مؤيدون للنظام أن وضع مدينة حمص حالياً لم يختلف عما كان عليه أثناء تواجد قوات المعارضة في أحياء المدينة، ويعتقد المؤيدون أن تواجد المعارضة كان يشغل عناصر قوات النظام في ممارسة تصرفاتهم السيئة ضد المحاصرين، لكن مع خروج المعارضة بات المؤيدون هدفاً وعرضةً لعمليات “التشبيح”.
المصدر – السورية نت