أعلنت بشكل مفاجىء كل من الدول الخليجية الأربع السعودية والبحرين والإمارات, واليمن إضافة إلى مصر، عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب “تدخلها في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب”، بحسب بيانات رسمية. كما أعلنت عن إغلاق المجال البحري والجوي أمام الطائرات والبواخر القطرية.
أما عن الأسباب بحسب محطة العربية فقد أوضحت السعودية في البيان الذي أصدرته أنه “لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي وحمايته من مخاطر الإرهاب والتطرف”.
وكذلك أكدت الإمارات أن قراراتها جاءت “بناء على استمرار السلطات القطرية في سياستها التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة والتلاعب والتهرب من الالتزامات والاتفاقيات، فقد تقرر اتخاذ الإجراءات الضرورية لما فيه مصلحة دول مجلس التعاون الخليجي عامة والشعب القطري الشقيق خاصة”.
أما أبوظبي فقد ذكرت أنها “تتخذ هذا الإجراء الحاسم نتيجة لعدم التزام السلطات القطرية باتفاق الرياض لإعادة السفراء والاتفاق التكميلي له 2014 ومواصلة دعمها وتمويلها واحتضانها للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة والطائفية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين”.
من جهتها، أعلنت مصر أن قرار قطع العلاقات يأتي “في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معادٍ لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي.
لنستعرض وإياكم أبرز ما تم تداوله بأروقة الصحف العربية والعالمية:
حسب قناة الجزيرة… قطر تستغرب تسمية الحصار “مقاطعة”
أعرب مدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية عن استغراب واستنكار دولة قطر الشديدين لوصف عدد من مسؤولي دول مجلس التعاون إغلاق المجالات البرية والبحرية والجوية مع قطر بأنه مقاطعة رغم إجماع الأوساط الدولية على أنه حصار غير قانوني يهدف بشكل معلن إلى الضغط على دولة قطر وسكانها من مواطنين ومقيمين.
وأضاف أن ذلك يأتي لتحقيق أغراض سياسية، ووصفه بأنه مخالف لروابط الأخوّة والمبادئ والقيم الإسلامية والإنسانية وكل الشرائع السماوية وقواعد القانون الدولي والإنساني.
وأكد أن قطر، وحفاظا على العلاقات الأخوية، ترفض أن تتخذ إجراءات مماثلة بتوجيه الاتهامات ضد الدول الخليجية الشقيقة في هذا الشأن على الرغم من ثبوت صحة هذه الاتهامات دولياً على العديد من الأشخاص والكيانات التي تحمل جنسيات هذه الدول.
“الخطوط الجوية هي الخاسر الأكبر من مقاطعة دول الخليج لدولة قطر”… هذا ما عنونت به جريدة الامارات اليوم مقالها وتجري قائلة:
بعد تزايد عزلة قطر عن جيرانها الخليجيين، في أكبر أزمة جغرافية سياسية لازالت تتصاعد حتى الآن، بدأت الآثار الاقتصادية والمالية تظهر على السطح، حيث إن هذه الدولة المتهمة بدعم الإرهاب، والتي تعرضت بسبب ذلك للعزلة من دول خليجية، تعتمد على دول خليجية أخرى، للحصول على نحو 20% من وارداتها، ونصف السياح القادمين إليها تقريباً، وفقاً لشركة أرقام كابيتال المحدودة. كما تضع هذه العزلة تحت المحك مشروعات بنية تحتية بمليارات الدولارات، في خضم استعداد قطر لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022.
أما “واشنطن بوست” فكان لها نصيب من التعليقات قائلة: “أزمة قطر تهدد بنشوب نزاع جديد في الشرق الأوسط”
ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن الخلافات التي أدت إلى تصدع تحالف الدول الخليجية كانت تحتدم منذ سنوات، فيما حاولت قطر توسيع نفوذها في المنطقة عن طريق دعم الإخوان ومتشددي سوريا وليبيا.
لكن التوترات الأخيرة تثير مخاوف من اندلاع نزاع جديد يزعزع الاستقرار بقدر أكبر في المنطقة التي تدور فيها حاليا 3 حروب أهلية بالإضافة إلى معارك مع الإرهاب على جبهات عدة.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا التصدع الدبلوماسي يضع عراقيل أمام الجهود الأمريكية لحشد الزعماء العرب والمسلمين لتشكيل جبهة موحدة ضد المتطرفين والنفوذ الإيراني. وذكّرت بأن تشكيل هذه الجبهة كان الهدف الرئيس وراء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض الشهر الماضي. وسبق للرئيس وحلفائه أن وصفوا هذه الزيارة بالناجحة.
لكن مراقبين في الشرق الأوسط حذروا من أن هذه الزيارة جاءت بمثابة مصادقة صامتة على “الزعامة السعودية” التي تثير خلافات كثيرة في المنطقة، وهو أمر يؤدي حتميا إلى تصعيد الخلافات والخصومات الإقليمية.
نيويورك تايمز: “عزل قطر يخلق مشاكل لأميركا”
قالت نيويورك تايمز إن مقاطعة خمس دول عربية لـ قطر من أجل عزلها ستضر بالجهود الأميركية لبناء تحالفات واسعة في المنطقة، وستضعف حليفا يوفر قاعدة حيوية للجيش الأميركي في حملته ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
نسبت الصجيفة إلى الأستاذ في دراسات الخليج بجامعة جورج تاون بالدوحة غيرد نونيمان القول إن مسؤولي مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (أف بي آي) والاستخبارات البريطانية لا يشكّون بتاتا في أن التصريحات التي نُسبت لأمير دولة قطر “إنه ميدان جديد بين هذه الدول”.
وختامها مع صحيفة غارديان التي استنتجت تحليلها القائل: “أزمة الخليج فرقت بين العائلات”
تناولت صحيفة غارديان البريطانية قصص عائلات خليجية وجدت نفسها على حين غرة في خضم أزمة لم تكن في الحسبان بعد الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين على دولة قطر وإقدامها على طرد القطريين من أراضيها.
وقالت الصحيفة إن العديد من مواطني الدول الثلاث المقيمين في قطر يتوجهون مساء كل يوم إلى مقر اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان في الدوحة طلبا للمساعدة حاملين معهم أوراقهم ومستنداتهم.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول باللجنة القول “قابلنا سبعمئة شخص الأسبوع المنصرم، هكذا هو الحال كل ليلة”.
وأولئك الذين يقابلون اللجنة يواجهون العديد من المشكلات، فالعائلات الخليجية المختلطة مهددة بالانشطار، وقد فقد بعض أفرادها وظائفهم أو أماكنهم في المؤسسات التعليمية جراء الأزمة التي تصاعدت وتيرتها في الآونة الأخيرة.
المركز الصحفي السوري_ زينة عوسجي