أعلنت جبهة النصرة، قبل يومين، أن أحد مقاتليها، ويدعى بلال الخطيب “أبو المنذر الحموي”، فجر نفسه في تجمع لقوات النظام بقرية الملاح في ريف حلب الجنوبي.
تفجير “أبو المنذر الحموي” ساهم -وفقا لمصادر إعلامية- بتقدم جبهة النصرة وفصائل أخرى في ريف حلب، مع سيطرته على الملاح بالكامل.
وأوضح الحموي، قبل انطلاقه إلى تفجير نفسه، أن “العملية تهدف إلى قطع الطريق أمام النظام للتقدم بهدف فرض حصار على نحو نصف مليون مسلم في حلب”.
الناشط الإعلامي وائل حلاق، أحد رفاق “أبو المنذر الحموي”، قال إن “الاستشهادي من مدينة حلفايا بريف حماة، وهو أب لأربعة بنات، ومنذ شهرين رزقه الله ابنا أسماه (منذر)”.
وتابع حلاق خلال منشور على حسابه في “فيس بوك”: “كنا معا إعلاميين في النصرة، ورافقته عدة شهور، في هذه الفترة تعرفت عليه جيدا وعرفت قصته”.
وحول علاقة “أبو المنذر الحموي” بجبهة النصرة، قال حلاق: “انضم للنصرة في بداية 2013، ومنذ ذلك التاريخ شارك في معركة حلفايا الأولى، وهي أول معركة يخوضها، فقدر الله أن يصاب في قدميه
إصابة بليغة، أقعدته في الفراش عدة شهور”.
وأضاف: “بعدما تشافى بعض الشيء، أصر على المساهمة في خدمة المجاهدين، فانضم إلى مؤسسة المنارة البيضاء – الجناح الإعلامي لجبهة النصرة”.
وأردف قائلا: “عمل معهم في مونتاج الإصدارات، حيث كان يمتلك خبرة كبيرة في هذا المجال”.
وتابع: “في هذه الفترة، ومع صراع الإصابة، قرر أن يسجل عملية استشهادية، فأتى دوره عدة مرات، وعدة غزوات، ولم يكتبها الله له، منها غزوة الرهجان”.
وأوضح حلاق أن رفيقه “أبو المنذر” تدرب على قيادة عربة BMB، وذات مرة سقط من أعلى مفخخته وهو مصاب، فكسرت قدماه، وبقي سنتين ينتظر، إلى حين قدوم دوره قبل يومين، وفق قوله.
وبرز “أبو المنذر الحموي” من خلال ظهوره على عدد من الفضائيات ناشطا إعلاميا يحمل اسم “أسامة الحموي”.
ونشر عناصر من جبهة النصرة وصية، قالوا إن “أبو المنذر الحموي” خطّها بيده قبل تنفيذ عمليته بأيام.
وأبدى الحموي تفاؤله بأنه سيكون شفيعا لزوجته وبناته وابنه في حال “كتب الله قبوله مع الشهداء”.
وقال الحموي في الوصية إن “هذه الحياة ستنقضي، إما بالبراميل المتفجرة أو بالصواريخ أو بالأمراض والحوادث، ولن يبقى إلا الحي القيوم”.
ولم ينكر الحموي في وصيته صعوبة فراق ذويه، قائلا: “ووالله لفراقكم أصعب علي من نزع الروح من الجسد، ولكنه الشوق إلى لقاء الله، والطمع بمغفرته ورضاه، ولكي أكون شفيعا إن شاء الله إن تقبلني مع الشهداء”.
وأوصى “الحموي” ذويه بألّا يذرفوا الدموع، ولا يستقبلوا التعازي، متابعا: “فقط تستقبلون التهاني والتبريكات، وتوزعون الحلويات على الأقارب والجيران إن استطعتم.
وأضاف: “اذرفوا الدموع على شباب ورجال المسلمين، الذين رضوا بالحياة الدنيا والمذلة والمهانة، واتبعوا أذناب البقر، ورضوا بالزرع والوظائف المهينة، ونسوا الأسارى والمهجرين والمنكوبين، وقعدوا عن الجهاد”.
وفي حديثه عن عائلته، قال: “صحيح أنني تارك خلفي ذرية ضعافا، ولكني لا أخشى عليكم من جوع أو مرض أو شقاء أو ضياع، أبدا؛ لأنني أستودعكم عند الله الذي لا تضيع ودائعه”.
وأوصى الحموي بأن يتم تزويج بناته الأربع بعد بلوغهن إلى “إخواني المجاهدين فقط ممن ترضون دينهم وخلقهم”.
وعن ابنه الذي ولد قبل شهرين، قال: “المنذر إن كتب الله له عمرا يتعلم العلم الشرعي، ويلتحق بإخوانه المجاهدين بمجرد أن يكون قادرا على حمل السلاح”.
وختم قائلا في وصيته إلى عائلته: “أنا بانتظاركم على باب الجنة إن شاء الله”.
كما أوصى الحموي رفاقه في جبهة النصرة بالإكثار من الطاعات، قائلا إنه لاحظ تقصيرا في قيام الليل ببعض المقرات.
كما أوصى الأمراء العسكريين بتفهم حاجيات العناصر، وأن يحذروا من الظلم ويبتعدوا عنه.
“أبو المنذر الحموي” وجه رسالة خلال وصيته إلى رفيقه في السجن، وأميره بعد ذلك “عمران”، قائلا بعد الثناء عليه: “من لم يشكر الناس لم يشكر الله، فأنت بعد الله من هداني وأرشدني لطريق العزة والكرامة، وكنت وما زلت أغلى وأحب مخلوق على الأرض في قلبي، إنما أحسب أنني متحرفا لقتال؛ ليكون مكاني الجديد أبلغ وأنكأ في أعداء الله”.
وتابع: “أناصحك بزيادة الاهتمام بالجانب الدعوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتحريض على الجهاد”.
وأضاف: “وإن اضطر الأمر لتخصيص سرايا لإزالة المنكرات، كالتدخين والتبرج والاختلاط والأرجيلة وحلق اللحى وغيرها الكثير، فإننا ما نبذل الغالي والرخيص إلا ليكون الدين كله لله”.
كما أوصى “الحموي” عناصر جبهة النصرة، خاصة في قاطع حماة، أن يقدموا على “العمليات الاستشهادية بالضوابط التي وضعها الشيخ أبو محمد المقدسي”.
عربي 21