قام “صائد مهاجرين” في بلغاريا بشراء سيارة جديدة بمبلغ 75 ألف يورو – بفضل ما حصده من حشود مشجعيه، في حين أن تنظيم داعش يريد الإيقاع به مقابل 50 ألف دولار.
يستعرض دينكو فاليف، الذي اشتهر وذاع صيته بعدما نشر لقطات مصورة لنفسه أثناء مطاردة المهاجرين الفارين إلى بلغاريا من تركيا وسوريا المنكوبة، سيارته المرسيدس الرياضية من الفئة S في أحدث فيديو قام بنشره عبر الشبكات الاجتماعية.
وفي الفيديو، قام المصارع البلغاري السابق بتقديم الشكر إلى مؤيديه الذين جعلوا شراء السيارة باهظة الثمن أمراً ممكناً، وفق تقرير نشرته صحيفة دايلي ميل البريطانية، الأربعاء 31 أغسطس/آب 2016.
ومع ذلك، لم تؤد المقاطع المصورة إلى اجتذاب الآلاف من المشجعين فحسب: فقد أدى ترويجه لذاته بصورة مخزية أيضاً إلى أن عرض متطرفون من تنظيم داعش مكافأة قدرها 50 ألف دولار لمن يستطيع أن يقتله، حسب تقرير الصحيفة البريطانية.
وقد أشاد بعض البلغاريين بالمصارع السابق واعتبروه بطلاً بعدما نشرت الشبكات الاجتماعية مقاطع له ولآخرين أثناء مطاردة وترويع مهاجرين في مناطق الغابات.
وأظهر الفيلم نساءً وأطفالاً يفترشون أرض الغابة في ذعر بينما يتمدد الرجال على بطونهم وأيدهم مقيدة خلف ظهورهم.
ويمكن سماع صوت رجل يصيح قائلا “عودوا إلى تركيا. بلغاريا ليست من أجلكم”.
ودافع فاليف عن أفعاله باعتبارها “خدمة عامة” يقدمها إلى بلغاريا، التي استقبلت أكثر من 30 ألف مهاجر لعبور حدودها من خلال تركيا عام 2015 وذكر أنه قام بتسليم من ألقى القبض عليهم إلى الشرطة.
بطولة مسلسل
وازدادت شعبية فاليف في موطنه للغاية حتى أنه حصل على عرض للمشاركة في مسلسل تلفزيون الواقع البلغاري مقابل 66 ألف يورو. ويظهر فاليف حالياً كي يشكر معجبيه على شراء السيارة الفاخرة.
وذكر فاليف في أحدث مقطع فيديو “أشكر الرب على منحي الفرصة لشراء السيارة. وأتمنى قيادة آمنة خالية من الحوادث”.
وأضاف “لابد أن هناك معجبين، لأنه بدونهم، لا يساوي المرء شيئاً. أحبكم لأنه بدونكم لن ينجح ذلك”.
وقد وصف سابقاً عمليات صيد المهاجرين – التي يطارد هو ومؤيدوه خلالها المهاجرين وهو يمتطي الجياد أو من خلال سيارات شبه عسكرية – باعتبارها رياضة.
وتحدث في وقت سابق من عام 2016 “أصفها بكونها نشاطا رياضيا. وأنا رجل رياضي ولا يمكنك أن تصف الشخص الرياضي بالعنف. لابد أن أقدم خدمة عامة في نفس الوقت تحمي شعب بلغاريا”، حسب قوله.
وقد أدانت الجماعات الحقوقية أفعاله واتهمته بترويع المهاجرين، كما اتهمت الحكومة البلغارية بغض الطرف عنه وتجاهل ما يقترفه من جرائم.
القبض عليه
تم القبض على فاليف وأثنين آخرين في وقت سابق من عام 2016، ولكن رئيس الوزراء البلغاري قد أطرى على أفعالهم التي تستهدف مساعدة الشرطة على الكشف عن المهاجرين غير القانونيين.
ومع ذلك، طالبت لجنة هيلسنكي لحقوق الإنسان من المسؤولين تضييق الخناق على عمليات اعتقال المهاجرين التي ينظمها فاليف، وذكرت أن ما يفعله غير قانوني ويجعله مجرما في نظر العدالة.
وتعد لجنة هيلسنكي لحقوق الإنسان منظمة لا تستهدف الربح تعمل من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان في العديد من البلدان، بما في ذلك بلغاريا.
وفي بيان صادر إلى صحيفة دايلي ميل خلال مارس/آذار 2016، قال البيان: “يعترف فاليف أنه أصاب هؤلاء الأشخاص بالأذى. ويتضمن ضحاياه رجال ونساء وأطفال فارين من سوريا. وفي أحد الحوادث، أجبرهم على الاستلقاء ووجوههم ملامسة للأرض لمدة نصف ساعة بعد ترويعهم وتهديدهم بالقتل”.
وتابع البيان:”وفي إحدى عمليات اعتقال المهاجرين، يفخر فاليف بتتبع رجل لبعض الوقت قبل أن يعتقله في النهاية. ويكرر فاليف ملاحظاته البذيئة عن اللاجئين ومن الواضح أنه يخطط للتوسع في قاعدة المتطوعين من أجل التركيز على اعتقال المزيد من طالبي اللجوء”.
وأضاف:”وما يزيد من المخاوف أن فاليف يطالب الدولة بأن تتولى تمويل عملياته وأن تسدد رسوماً له مقابل كل لاجئ يستطيع اعتقاله.
ولذا فهو لا ينشر الذعر من اللاجئين داخل المجتمع البلغاري ويوحي لهم بمعاملة اللاجئين باحتقار وعداوة فحسب، بل يطالب بأن يتم دعم أفعاله من قبل الدولة أيضا”.
هافينغتون بوست عربي