في قراءةٍ، لأبرز العناوين التي جاءت في بعض الصحف العربية المتعلقة بإسرائيل اليوم.
والبداية مع صحيفة الشرق الأوسط التي تحدثت عن ترشيح سيدة أعمال عربية لرئاسة إسرائيل، تحت عنوان “سيدة أعمال عربية تترشح لرئاسة إسرائيل”
حيث تشير الصحيفة أن خطوة هي الأولى من نوعها ترشيح سيدة الأعمال العربية “إلهام خازن” من فلسطينيي 48 نفسها لمنصب الرئيس في إسرائيل.
وتقول خازن، من سكان بلدة البعنة في منطقة الجليل الغربي في عكا، “كان هذا الباب مغلقاً أمام المجتمع العربي لفترة طويلة، وقد حان الوقت لفتحه، بحيث يشارك المواطنون العرب في مجال العمل السياسي، ومواقع صنع القرار في إسرائيل”
وتضيف الصحيفة أن أعضاء الكنيست، المائة والعشرين، هم من ينتخبون الرئيس بشكل سري، ويحق لأي مواطنٍ بلغ 24 عاماً أن يُنتخب للمنصب.
ولم يسبق أن ترشح لهذا المنصب مواطن عربي، ويعتبر ترشح خازن مغامرة بلا أمل بحسب الصحيفة، لأن هناك 10 مرشحين غيرها، ومواقف خازن السياسية تتناقض مع اليمين، الذي يشكل غالبية الكنيست، وعلى الأخص في قانون القومية، الذي تعتبره قانوناً عنصرياً بامتياز، وينبغي محاربته لأنه ضد الإنسانية.
وخازن هي سيدة أعمال 55 عاماً، وأم لخمسة أبناء وحفيدان، تمتلك مجموعة من الصيدليات بالإضافة إلى مركز طبي في مدينة سخنين، بدأت نشاطها السياسي في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ومن ثم انتقلت إلى حزب العمل الإسرائيلي.
وتؤيد خازن كل سلام بين إسرائيل والعرب وتقول “أؤيد الحوار بين الآراء من أجل التقريب بين القلوب والأفكار”
وننتقل إلى صحيفة القدس العربي التي تتحدث عن شن إسرائيل حرباً أهلية في السعودية، تحت عنوان “هآرتس: هكذا تشن إسرائيل حربا أهلية مَلكية في السعودية”
وتنقل الصحيفة ما نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية في مقال تحليلي، أمس الثلاثاء 8 كانون الأول، أن أفراد العائلة المالكة في السعودية يخوضون الآن حرباً علنية للغاية، بشأن العلاقات مع إسرائيل.
وتشير إلى ما قاله أستاذ قسم الدراسات الإسلامية الشرق أوسطية “إيلي بوده” أنه بعد أسبوعين من لقاء نيتنياهو مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، انتقد تركي الفيصل إسرائيل واعتبرها قوة استعمارية غربية، واتهمها بحجز الفلسطينيين في معسكرات اعتقالٍ، بتهمٍ أمنيةٍ واهية.
وترى الصحيفة أن تصريحات الفيصل، جاءت بمثابة صفعة لوزير الخارجية الإسرائيلي، الذي أعرب عن أسفه إزاء تصريحات الفيصل، التي لا تتوافق مع روح التغيير التي تحدث في الشرق الأوسط.
وتشير الصحيفة إلى أن تصريحات الفيصل تتعارض مع تصريحات بندر بن سلطان، التي هاجم فيها القيادة الفلسطينية لمعارضتها ما وصفها بالمستهجنة إزاء التطبيع بين إسرائيل والخليج.
وتضيف الصحيفة أن الاعتراف السعودي بإسرائيل يقوم على إقامة دولة فلسطينية في حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وإن الملك سلمان ليس مهتماً بأي تحرك دبلوماسي يضعف مكان القيادة البارزة للمملكة العربية السعودية، من خلال تنفير أعداد كبيرة من الحجاج المسلمين.
فيما يرى كاتب المقال أن ولي العهد محمد بن سلمان مستعدٌّ للتحرك بشكلٍ أكبر، فيما يتعلق بقضية التطبيع، ويبدو أقل ارتباطاً بمعايير مبادرة السلام العربية، فيما لا يزال السعر الذي يطالب به غير واضح.
ويشير الكاتب إلى أن الصراع الداخلي في السعودية لا ينبغي أن يحجب حقيقة أن التقارب السعودي مع إسرائيل هو استكمالٌ لعمليةٍ طويلة، ولم ينجم فقط عن بروز إيران، كقوةٍ مهيمنةٍ في الخليج، حيث تنظر المملكة العربية السعودية، بقلقٍ إلى القادة الشيعة، الذين يسعون للهيمنة الإقليمية، باستخدام وكلاء مختلفين، كحزب الله في لبنان، والنظام الشيعي المنشأ حديثاً في العراق.
ويضيف الكاتب أن الصراع داخل البيت الملكي يعني أن قطار التطبيع لن يتوقف عند الرياض، وسوف ينتظر السعوديون لرؤية موقف إدارة جو بايدن، فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، وعلى الرغم من تسريب إسرائيل للقاء محمد بن سلمان وبنيامين نيتنياهو، إلا أن الاتصالات الإسرائيلية السعودية ستبقي في الغالب خلف أبوابٍ مغلقة.
ولكي تكمل إسرائيل والسعودية طريقها للتطبيع يجب أن تكون هناك مبادرة سلام خليجية-إسرائيلية-أمريكية مشتركة، والتي من شأنها أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لاختراقٍ دبلوماسيٍّ بين إسرائيل والفلسطينيين، وبالتالي بين السعودية وإسرائيل.
والختام مع صحيفة الخليج الجديد التي عنونت إحدى مقالاتها “التزامات إسرائيل تجاه حلفائها الجدد، الجانب الأصعب من اتفاقيات إبراهيم”
وتري الصحيفة أنه على الرغم من أهمية اتفاق السلام بين إسرائيل وإمارات الخليج، إلا أن بناء جبهة معادية لإيران سوف يجبر إسرائيل على عمل عسكري بالنيابة عن حلفائها الجدد حتى في المواقف التي لا تهدد وجودها، ويجب على الجمهور الإسرائيلي استيعاب حقيقة هذا الالتزام.
وتشير الصحيفة إلى تشكيل تحالف جديد في الشرق الأوسط، بعد اجتماع نتنياهو ومحمد بن سلمان، والسبب الرئيسي هو شعور دول الخليج بالتهديد المنبثق من طهران.
وتكتسب هذه العلاقات أهميةً، لأنها جاءت مدفوعةً بالحاجة لمكافحة الخطر المشترك، على مبدأ “عدو عدوي هو صديقي”، بالإضافة إلى اقتراب نهاية ولاية إدارة ترامب الذي كان وسيط تلك الاتفاقيات.
وترى الصحيفة أن الرد الأمريكي الفاتر على الهجمات التي ترعاها إيران على منشآت النفط في الرياض، والحرب في اليمن بين القوات التي تدعمها طهران مع تلك التي تدعهما السعودية، دفع دول الخليج للتفكير أنه سيكون من المجدي الإعلان عن علاقاتها مع إسرائيل.
وتضيف الصحيفة أن السبب الآخر هو تخلّي واشنطن عن المنطقة، ففي ضوء انسحاب واشنطن البطيء والمستمر من الشرق الأوسط، في عمليةٍ استمرت لأكثر من عقدٍ، بسبب استقلال الطاقة الأمريكية وتعب الولايات المتحدة في المنطقة، دفع دول الخليج للإشارة إلى حليف جديد يمتلك سلاحاً نووياً، يشاركها في كبح العدوان الإيراني.
وترى الصحيفة أن تلك الاتفاقيات ستؤدي إلى التزامات ثقيلة، فيتوقع حلفاء إسرائيل الخليجيون منها تعزيز الردع ضد إيران، وفي حال استمرار الولايات المتحدة بالانفصال عن المنطقة، سيزداد الوزن النسبي لإسرائيل في هذا التحالف الإقليمي المتنامي.
وتختتم الصحيفة بأن التحالف الجديد لن يأتي فقط بالجوائز لإسرائيل، وإنما بالالتزام بملء الدور الأمريكي التقليدي في التدخل العسكري الإقليمي مع إنهاء الولايات المتحدة وجودها في المنطقة، وسيتوجب على إسرائيل أيضاً بذل قصارى جهدها لإبطاء فك واشنطن ارتباطها بالمنطقة، لأن الشراكة الأمريكية الإسرائيلية هي اساس نجاح التحالف الجديد
المركز الصحفي السوري