بينما كنتُ مارّاً في سوق البزوريّة، وإذا بشاعر بني أسد، عبيد بن الأبرص ومعه رهط من قومه وينشد من معلقته
“أقــفــر مــــن أهــلـه مـلـحـوب
فــالــقــطــبـيـات فـــالـــذنـــوب
فــــــراكــــــس فــثــعــيــلــبـات
فــــــذات فــرقــيـن فـالـقـلـيـب”
فاستوقفتني امرأة ترقص حافية القدمين وسط القوم، أمام محلة “دركل” لبيع التوابل،
وكانت تبدو على وجه البائع أمّارات الدهشة وكأنه ينتظر من يعينه في خلطة تنحيف ما، فقال يا مراسل المركز الصحفي، والله، قد ساقك الله إلينا، وما بالغيك إلا بشقّ الأنفس، كما تبلغ الأتنَ الحمرُ الوحشيّة، فأنشدت” كناطح صخرةً يوماً ليفلقها…الخ”.
فقاطعني وقال:
هذه بثينة شعبان ترقص في رهط بني أسد وشاعرها ينشد ما لا أفهمه هل جنّت أم أنها ستدعو كاظم الساهر صاحب أغنية حافية القدمين كما دعت هاني من قبله؟!
— ويحك يا دركل ألم تسمع تصريحاتها اليوم لوفد الجهاد الإسلامي؟ بأنها ستمشي حافية القدمين لو حرر محور المقاومة القدس.
_وهل تحررت وما علاقة قوله “أقــفــر مــــن أهــلـه مـلـحـوب” ؟
نعم قد بدأ التحرير ألم تسمع أن تحرير القدس يمر بمعرة النعمان وسراقب وحلب؟
ألم تعلن قناة الدنيا تحريرها فقد بدأ التحرير.
وأن قوله أقفر يعني خلا وغاب
وملحوب اسم بئر ماء كان يرمي به بنو أسد أعداء الوطن
أما عن ذات فرقين فهي ذات السوريتين المفيدة والمضرّة
فقال ويحك وهل أنت من دعاة الفيدرالية والتقسيم؟
قلت لا ورب الكعبة، وأنتم أيها الرهط الكريم هل تروني كذلك ؟ وأردفت هاك خلطتك يا دركل.
فقال والله إنك لتعلم ما أنا بآخذٍ بخلطة لم تكلمها نصالي، يا هذا، هذه بثينة سيدةٌ في قومها بني كلاب ، ومعها هذا الرهط من بني أسد، وهم من أشراف الساسة ، قاصدين مضارب البابليين والسومريين والسريان والآشوريين ، أبناء عمومتهم، بعدما ذاع صيت مشاداتهم في أرجاء المعمورة.
_ أو تعني الحرب التي نشبت في أوغاريت وقدموس ولفحت وجوه الناظرين في طروادة؟
_ ويحك يا هذا إنّك والله من المندسّين أصحاب المؤامرة الكونيّة، وكأنك تريد أن تقنعني أن الذين ماتوا في قوارب البارحة كانوا فارين من بلدنا الجميل، ومشاهدة حلقة عن تكاثر أنثى العقرب على تلفزيوننا الرسمي، يبدو أنك من جماعات موتورة تشاهد إعلاماً مغرضاً.
_ ماذا إذاً
يا هذا هؤلاء كانوا يحملون تذاكر عودة، للناس الحالمة بالغاز السوري والنفط ، ألم تسمع بالبرد في ألمانيا بعد انقطاع الغاز؟
_ نعم نعم واستحلفته بالله أن أمكث في محلته بضع قرون، لأشاهد بثينة شعبان ترقص مبتهجة بتحرير القدس، على نغمات خطابات حيفا واحد وعنتريات حماس
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/759196891867664
فمكثنا وعبيد بن الأبرص والمتنبي عشرين قرناً قال فيها المتنبي قصيدته الشهيرة
لا تشتر العبد إلا والعصى معه
إن حماس …. إلى آخر القصيدة
وعندما أرادوا الرحيل، دعاهم شيخ القبيلة إلى حفلة طعام وشراب، أكل فيها أحمد المتنبي زبدية شيش برك و تسعة أقراص سمبوسك!
أدبيات ساخرة/ عادل الأحمد