وافق يوم الثلاثاء الماضي، اليوم العالمي للاجئين، حيث تُقام عدة فعاليات في مختلف دول العالم، في كل عام، بتاريخ 20 يونيو/ حزيران، لتسليط الضوء على محنة اللاجئين، وللفت الانتباه إلى ضرورة التعاطف معهم، بكافة الوسائل الممكنة.
أحمد كنجو، مهندس ميكانيكي سوري، يبلغ من العمر 44 عاماً، ويعيش برفقة عائلته في مدينة غازي عنتاب التركية، يوجّه رسالة في اليوم العالمي للاجئين، يحث فيها المجتمعات على أن تعامل اللاجئين كبشر مثلهم، ويدعو إلى فهم المشاكل والصعوبات التي تواجه اللاجئ، والعمل على إحراز تقدم في هذا الصدد.
كنجو من بين ما يزيد عن 3 ملايين سوري، اضطروا لمغادرة بلادهم، إلى تركيا منذ عام 2011م، وقد مضى على إقامته في تركيا، قرابة 3 سنوات، حيث استضافت تركيا أكبر عدد من اللاجئين السوريين.
ومع تصاعد أعمال العنف، والحروب، في عدة دول حول العالم، يُفيد تقرير صدر مؤخراً عن الأمم المتحدة، أن عدد اللاجئين في العالم، ارتفع إلى 65.6 مليون لاجئ، العام الماضي 2016م.
وقد كشف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن أن تركيا استقبلت أكبر عدد من اللاجئين السوريين، بمجموع وصل إلى 2.9 مليون لاجئ، في نهاية عام 2015م، وارتفع العدد إلى ما يزيد عن 3 ملايين لاجئاً فيما بعد، ويمثّل هذا العدد قرابة 45 في المئة من إجمالي عدد اللاجئين السوريين.
ووفقاً للأمم المتحدة، فإن الحرب المستمرة في سوريا منذ أكثر من 6 سنوات، لا تزال تُشكّل السبب الأكبر للتهجير، حيث يعيش نحو 12 مليون شخص سوري، أي حوالي ثلثي السكّان، كنازحين، في الداخل، أو لاجئين خارج البلاد.
وكان أحمد كنجو، يعيش برفقة زوجته مريم، مع أطفالهما الستة، في مدينة إدلب السورية، قبل اندلاع الحرب، وتعرض لإصابة، هو وابنه الأكبر، نتيجة استهداف طائرات النظام السوري لمنزله، ليضطر كنجو إلى مغادرة بلاده، متوجهاً إلى الحدود التركية، بينما كانت جروحه لا زالت تنزف، ليتم نقله إلى أحد المشافي التركية، حيث تلقى العلاج، وبمجرد خروجه من المشفى، انتقل مع أسرته، إلى مخيم للاجئين بمدينة غازي عنتاب، إلا أنهم لم يعتادوا نمط العيش في المخيم، وسرعان ما انتقلوا إلى المدينة، حيث استأجروا منزلاً، ليبدأ كنجو بمحاولة الاستقرار.
وحول معاناته في سبيل محاولة التأقلم للحياة الجديدة في تركيا، يقول كنجو: “لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لنا، بدون المال، وفرص العمل، تبدو الحياة صعبة جداً، واضطرت ابنتي إلى العمل، بأجر يومي لا يتجاوز 20 ليرة تركية (5.5 دولار تقريباً)، وابني تسرب من الجامعة.”
ورغم ذلك، لا يشكو كنجو كثيراً، ويقول إنه يشعر نوعاً ما، خلال إقامته في تركيا كما لو أنه في الوطن، ويُضيف: “الأمر يبدو كما لو أننا انتقلنا إلى مدينة أخرى من سوريا، إذ تجمعنا العديد من القواسم المشتركة مع الشعب التركي، ما عدا اللغة.”
ويُعرب كنجو عن امتنانه للحكومة التركية، خصوصاً فيما يخص الخدمات الصحية، التي تُقدّمها الدولة، بشكل مجّاني للاجئين السوريين، قائلاً: “أصيبت ابنتي الصغرى في سوريا، والمشافي التركية هنا توفر لها علاجاً مجّانياً.”
ويتابع: “تجمعنا علاقة جيدة مع الشعب التركي هنا، والجيران يعاملوننا بشكلٍ جيد، وأطفالي في المدرسة يتلقون معاملة لطيفة من زملائهم الأتراك.”
ومع ذلك، يتطلع كنجو للعودة إلى منزله في سوريا، إذ يقول: “يبدو أن الحرب ستستمر طويلاً، ورغم أني أشعر بالسعادة هنا، إلا أن الحنين إلى الوطن لا يفارقني، تماماً كأي لاجئ اضطر إلى مغادرة بلاده.”
ترك برس