تجاوز العقيد بسيارته سيارة سليمان هلال الأسد، فكان ثمنه رصاصةً بالرأس أودت بحياة العقيد حسان الشيخ، وأشعلت عام 2015 انتفاضةً شعبيةً في مدينة اللاذقية، تطالب برأس سليمان، أسكتها النظام بوضع القاتل في سجن طرطوس بمميزات فندقية، يحيط به الخدم والحشم.
القصة ذاتها تكررت قبل أيامٍ في مدينة القرداحة، معقل آل الأسد وشبيحتهم، والتي يقول عنها معظم السوريين موالين ومعارضين إنها ليست أكثر من مزرعةٍ يحكمها هؤلاء. فهذه المرة كان تشبيحهم على (آل الراعي) العائلة المعروفة في المدينة، والتي يدافع العشرات من أبنائها عن كرسيّ بشار الأسد، بداعي “حماية الوطن”، ليكيلهم آل الأسد تشبيحاً من العيار الثقيل.
وتداولت عشرات الشبكات الموالية المعروفة قصة الشاب مجد الراعي، التي نشرها بعد أن طفح به “الكيل” مع المراهق جعفر ابن طارق بديع الأسد، طالب الصف التاسع الذي يحمل سلاحاً ويخرج بسيارته لمعاكسة البنات في القرداحة.
يقول مجد الراعي إن جعفر الأسد يخرج يومياً يقود سيارته المرسيدس المفيمة بسرعة في حيهم أمام إحدى بنات الحي، ولأن الراوي لم يوسّه لجعفر طريق العبور -يريد منه أن يخلي الشارع كاملاً- توقف جعفر بجانب سيارته وبدأ ينهال عليه بالشتائم قبل أن يترجل ويهدده بالمسدس الموضوع على خصره، وينتهي الموقف بتدخل شبانٍ كانوا في المنطقة حالوا دون أن يتطور الإشكال بينهما.
طارق بديع الأسد يتدخل
لم ينته الموقف عند هذا الحدّ، وإنما كانت بداية التشبيح فقط، فبعد ذلك عاد المراهق جعفر الأسد ومعه أبيه طارق بديع الأسد إلى منزل مجد الراعي وأهانوه بالشتائم والضرب أمام أمه وأخواته، فردّ الشاب مجد باقتناص سلاح الأب وردّ على الإهانة بضربه لنجل بديع الأسد، ليتكاثر عليه عناصر الأخير.
وخلال هذا الموقف قال الشاب مجد إنه سيشتكي طارق الأسد للضريح (قبر حافظ الأسد في القرداحة)، فكان الردّ (خلي الضريح ينفعك) وبدأ طارق بإطلاق النار على السيارة التي كانت سبباً بنشوب الخلاف.
وبعد لحظات وصل بشار بديع الأسد شقيق طارق برفقة باسل غياث الأسد لمؤازرة قريبهم في تشبيحه، مدججين بمئات العناصر والسيارات المصفحة والرشاشات الثقيلة، وبدؤوا بضرب وشتم نساء المنزل ثم خرجوا من الحي.
“صار لي 6 سنين عسكري”
بعد خروج (آل الأسد) من الحي صادفوا شقيق مجد الراعي، وهو جندي احتياط في قوات النظام منذ ستّة سنوات، فتهجموا عليه وربطوه بمؤخرة إحدى السيارات دون أن يردوا على مناشداته “أنا عسكري بالحرس الجمهوري ومتخرج من مدرسة حافظ الأسد”، ليجيبه (آل الأسد) “إذا بتكون حرس …. بدنا …”، ذاكرين بألفاظٍ نابية الذات الإلهية وأهل بيت العسكري.
“قوات الأمن تتفرج”
يتابع الشاب مجد الراعي روايته عن تشبيح (آل الأسد) ويقول إن شبيحتهم يحاصرون منزله منذ خمسة أيام، ولا يجرؤ أحد من سكانه على الذهاب إلى المنزل الذي سرقوه، دون أي تدخلٍ من قبل سلطات النظام الأمنية التي بقيت متفرجة على ما يجري دون أن تجرؤ على التدخل ولو بكلمة.
ويضيف الراعي أن (آل الأسد) أعطوا أمراً لحواجز القرداحة بإطلاق النار عليه بمجرد رؤيته. ويرسلون لأخيه العسكري يومياً ويهددوه لكي يحضره لهم، ويهددوه “إذا بتشتكي بدنا ندبح مرتك و ابنك”.
ويقول أيصاً إن أمه اشتكت للأفرع الأمنية دون أن تلقى أي استجابة، كما اشتكت لمكتب أمن الفرقة الرابعة، إلا أن الضابط هناك “نام على الشكوى”، على حدّ تعبيره.
كلنا شركاء