“عندما يكون الفلاح بخير، يكون الوطن بخير” تحت هذا العنوان العريض أقامت رابطة فلاحي معرة النعمان وأريحا في مناطق سيطرة النظام أمس الثلاثاء 30 آذار/مارس مؤتمرها السنوي في ريف ادلب.
517 ألف سوري حرموا من أبسط الحقوق حتى بداية 2011 ، بعضهم لا يستطيع دخول المشفى أو حتى النوم بفندق!!
نشر “اتحاد الفلاحين في محافظة ادلب” التابع للنظام السوري عبر موقعه الرسمي في فيسبوك مقتطفات من المؤتمر السنوي لرابطة فلاحي معرة النعمان وأريحا في مناطق سيطرة النظام في قرية الحمدانية في ريف ادلب الجنوبي.
لم يختلف المؤتمر عن أيّ عرس وطنيّ يقيمه مؤيدو النظام وممثلو حزب البعث الحاكم في سوريا وما يكون فيه من تمجيد برأس النظام الأب ورأس النظام الابن وما قاما به في سبيل تحسين وضع الفلاح السوريّ ودعمه بشتّى الوسائل.
بدأ أمين فرع حزب البعث في ادلب “أسامة قدور فيصل” المؤتمر بالتأكيد على أنّ حكومة النظام تقدّم كل المستلزمات التي يحتاجها الفلاحون ولابدّ لهم من ردّ الجميل مضيفاً بعض العبارات الصارخة بحكمة رأس النظام وتصديه للمؤامرة الكونية التي تحاول إضعافه وتجويع شعبه ولا سيّما قبيل ما سمّاه فضل بــ “الاستحقاق الانتخابي”.
أمّا رئيس اتحاد الفلاحين في حكومة النظام “أحمد صالح إبراهيم” فقد ناقض فضل تقريباً بالإشارة إلى سوء الوضع الاقتصادي الذي تعيشه البلاد مما أثّر على عملية توزيع السماد والمحروقات ومستلزمات الزراعة التي أكّد أنّها طلبات مستحقة للفلاحين ولكن سيكون توزيعها متوقفاً على استطاعة الحكومة فقط معلّقاً أسباب النقص إلى الحصار الاقتصادي الذي وصفه بــ “الجائر” الذي يهدف إلى تجويع الشعب قبل “الاستحقاق الدستوري” مؤكداً أنّ الجوع لن يثني مؤيدي النظام من اختيار رأس النّظام “بشار”.
“السماد موجود في السوق السوداء” هكذا قالها إبراهيم مشيراً إلى أنّ من يريد السماد فليذهب ويشتري من السوق السوداء فالمهربون أقوى من الحكومة ويستطيعون إدخال السماد إلى البلاد.
أضاف إبراهيم أنّ حكومة النظام سعّرت القمح بــ 800 ليرة سورية مع 100 ليرة سورية كـ مكافأة للفلاحين أي ما يقارب 180 دولاراً للطن من القمح في حين أنّ سعره العالمي يتخطى الــ 500 دولار للطن.
بحث المؤتمر بحسب موقع اتحاد الفلاحين مشاكل الفلاحين وسبل الارتقاء بالواقع الزراعي والفلاحي للأفضل وخاصة أنّ ريف ادلب يشكل سلّة غذائية مهمة في الشقين الحيواني والنباتي، إلاّ أنّ الواقع مختلف تماماً، فقد اعتاد السوريون على المؤتمرات وما تتضمّنه من تأكيدات وعناوين عريضة دون أيّ تطبيق عملي على أرض الواقع.
طالب الفلاحون بضرورة العمل لتفعيل مصرف زراعي في خان شيخون وزيادة مخصصات المازوت وخاصة خلال فترة الحصاد، والعمل مع شركة الكهرباء لمد خطوط للآبار، وزيادة كميات المقنن العلفي للأغنام، إلاّ أن الجواب كان جاهزاً لدى فضل وإبراهيم بأنّ الحصار الاقتصادي يحول بين الحكومة التي تسعى لمساعدة الفلاحين وبين تحقيق تلك المطالب المستحقة.
كان لابدّ من ممثلي حكومة النّظام أن يشرّفوا أحد الفلاحين بالتقاط صور تذكارية من أرضه وفوق جرّاره الذي أكل عليه الزمان وشرب لتكون تلك الصورة مكرمة من ممثلي رأس النظام الذي أتحف العالم بمكرماته التي لم تتخطّ إلى الآن 10 دولارات.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع