المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 30/1/2015
إن الحرب التي أعلنها النظام السوري على شعب سوريا قد دمرت البنة التحتية للبلاد، وجعلت المدن مقطعة الأوصال، مما جعل السورين ينقطعوا عن العالم الخارجي، حيث قام النظام بتوقيف الاتصالات بشكل شبه تام، وهناك مدن وقرى قد تمَّ قطع الإتصالات عنها منذ بدء الثورة عام 2011فأصبح من الصعب على السورين التواصل مع بعضهم البعض.
فقد عمد النظام على تخريب قطاع الاتصالات والعمل على ايقاف هذا القطاع الخدمي عن العمل والأكثر من ذلك أنه قام بقصف المقاسم ودمر التجهيزات التي في داخله التي بحجة أن المسلحين قد جعلوا مباني الإتصالات التي يسيطروا عليها من مقاسم وغيرها مقرات لهم.
وعن هذا الموضوع يحدثنا أحد العاملين في مقسم للإتصلات في ريف إدلب الجنوبي، وقد رفض الإفصاح عن إسمه، لكي لايلحق به الأذى من قبل النظام، كونه مازال يتقاضى راتبه من النظام، حيث قال: إن الأضرار التي لحقت بمؤسسة الإتصالات كبيرة جداً، وذلك نتيجة عمليات القصف والتخريب والسرقة التي حدثت في المنطقة، فقد تمت سرقة الكابلات الضوئية والنحاسية لكل من شبكتي الاتصالات والانترنت وما لم يتم سرقته تم تخريبه بشكل كامل أو جزئي، فلقد تمَّ قطع خدمات الإتصالات عن ريف إدلب الجنوبي منذ إنطلاق الثورة، نتيجة لغارة جوية من قبل طيران النظام الحربي على إحدى مدن الريف مما أحدث قطع في الكابلات الضوئية، فتوقفت خدمات الإنترنت والإتصالات الأرضية داخل القطر.
والأمر الذي يضحك ويبكي بنفس الوقت أن وزارة الإتصالات في الحكومة السورية، قد تحدثت عن حجم الأضرار الذي طال شركة الاتصالات، منذ بداية الأزمة السورية، حيث قالت أن حجم الأضرار قد بلغ نحو 34 مليار ليرة سورية، وذكر المصدرأنَّ الأضرار تتوزع على 13.4 مليار ليرة كأضرار مباشرة، و20.6 مليار ليرة أضرار غير مباشرة، وأن عدد المباني المتضررة بشكل كلي بلغ 37 مبنى، والمتضررة بشكل جزئي 324 مبنى، وقد تجاهلت وزارة الإتصالات قصف الطيران السوري لتلك المبانني.
لكن الشعب السوري قد وجد البديل للتواصل مع العالم الخارجي، وذلك بإستخدام شبكات الأنترنت الفضائي، فأصبح السوريون يتواصلوا مع بعضهم البعض ومع العالم الخارجي، بإستخدام مواقع التواصل الإجتماعي كالفيس بوك وغيرها من المواقع، وبالإضافة لإستخدام برامج “السكايب والواتس أب والفايبر” وغيرها من برامج المحادثة، حيث أصبح أكثر من 80% من الشعب السوري يستخدموا تلك المواقع والبرامج للتواصل مع العالم الخارجي، أما بالنسبة لسكان القرى والمدن السورية المتاخمة لتركيا فقد إعتمدوا على الإتصالات التركية، حيث استحوذت شبكات الهواتف النقّال التركية على أسواق المناطق الحدودية مع تركيا بعد لجوء الكثير من الأهالي إلى استخدامها، في ظل الانقطاع شبه التام في شبكة الاتصالات “الخليوية والانترنيت” التابعة للشركات الخاصة السورية (سيريتيل و إم تي إن)، بالإضافة إلى قطع الاتصال الأرضي القطري في كثير من الأحيان، ما أدى إلى صعوبة التواصل مع الداخل السوري، وتغطي شبكات الاتصال التركية (تركسيل- فودافون- آفيا) المدن والبلدات الواقعة على الشريط الحدودي مع تركيا، وخاصة القامشلي وعين العرب شمال شرق سورية باإضافة إلى قرى ومدن ريف حلب الشمالي الحدودية مع تركيا.
ولقد ذكر لي أحد الأصدقاء من مدينة البوكمال الواقعة في المثلث السوري العراقي التركي، وقد قال إن شركات الاتصالات الخليوية السورية أضرت بأهالي البوكمال بسبب انقطاعها شبه التام حيث أصبحنا نعيش حالة من العزلة والانقطاع عن الداخل السوري ما عطل الأشغال وأضر بالمرضى الذين يحتاجون إلى علاج أو مراجعات لأطباء ومستشفيات مدن الداخل، مما دفع بالكثيرين إلى اللجوء لاستخدام الشبكات التركية والعراقية، ولقد إشتريت خط تركي بسبب حاجتي الماسة إلى التواصل مع أقاربي في دمشق، وكوني أعمل تاجراً للمواد الغذائية فأنا بحاجة للاتصال مع التجار في مناطق الداخل السوري لتأمين حاجة محلي من المواد الغذائية والسلع، بالإضافة إلى ضرورة التواصل لمعرفة الأحداث وتطورات الوضع الراهن في سورية عموماً .
ويبقى المواطن السوري هو الخاسر الأكبر في هذه المعادلة، ليرتفع إحساسه بالغبن والتهميش من دولته.