المركز الصحفي السوري – أحمد الجربان
بعد أن اندلعت الثورة في درعا امتدت إلى أغلب المدن السورية في عام 2011، بدأ النظام السوري بممارسة كل أشكال العنف تجاه الشعب، بدأ بقتل المدنيين وقصف المنازلوالأحياء وليس انتهاءً بتدمير المدارس والمساجد وغيرها .
خلف ذلك نزوح آلاف العائلات من مدنهم وقراهم في واحدة من أكبر حكات النزوح التي شهدها العالم، منهم من لجأ إلى دول الجوار، منهم من قرر البقاء في مخيمات على الحدود على أمل فرج قريب يعيدهم إلى ديارهم.
في رحلة الفرار من الموت، كانت الحياة أقسى من الموت الذي فرو منه؛ أدنى مقومات المعيشة فقدها النازح السوري في بين خيام لا تقيه حر الشتاء ولا برد الصيف، فما بالك بالعواصف التي اقتلعت معظمها في شتاء العامين الماضيين .
لكن حب السوري للعلم وطلب المعرفة، جعلته ينسى كل المقومات والسبل أمام خطر بات يهدد جيلاً كاملاً من أطفال المخيمات بالجهل والأمية، فتخطى السوريون حواجز فقدان المكان المناسب للتعليم، والأدوات المساعدة، وبدأ بتعليم الأطفال في الخيام، حتى تطور الأمكر شيئاً فشيئاً .
بإمكانيات بسيطة وكوادر محدودة من المدرسين، بدأت المدارس تنتشر في المخيمات مطلع 2013 وتمكن المعلمون الذين هم بالأساس نازحين في تلك المخيمات من انتشال الأطفال من خطر الأمية وتأهيل أغلبهم من جديد بعدما أنستهم ويلات الحرب فصولاً من دراستهم .
يقول المعلم عثمان الإدلبي مدير مدرسة عائدون : ” همنا الأول والأخير هو الطالب، الذي فقد الكثير في الظروف التي عاشها خلال الحرب والنزوح ، ونعمل بكل طاقاتنا من أجل تعويضه ما فقده في سنوات سابقة، وفي بداية إنشاء المدرسةواجهنا الكثير من الصعوبات، فبعد انقطاع الأطفال عن مدارسهم، كان هناك عدد كبير منهم قد نسوا حتى القراءة والكتابة، ونحن نقوم بتأهيلهم من جديد، وإلحاق من استحقوا دخول المدرسة بالصفوف الابتدائية ”
ظروف نفسية صعبة رافقت الطلاب في رحلة نزوحهم، ما يؤثر على تحصيلهم العملي فمنهم من استنشق الهواء المحمل بالغازات السامة، ومنهم من رأى ما هو أخطر من أشلاء أحد أفراد عائلته أو حيه أو قريته ، ومنهم من أخرج من تحت الأنقاض، وحتى القصف لاحقهم في مخيماتهم ومن لم يرى مجزرة مخيم (عابدين) الشهير في ريف حماه ، وقصف التحالف في محيط مخيمي(أطمة) و(قاح) الحدوديين مع تركيا.
لكن وبالرغم من ذلك يبقى الأمل كبير في عيون أطفال يحلمون بمستقبل أفضل، وانتظار خبر يعيدهم إلى مدنهم وقراهم ومدارسهم الأصلية ، يكون فيه سقوط نظام شردهم وقتل منهم الكثير ، وحرمهم من أبسط حق لهم في طلب العلم والمعرفة .
المركز الصحفي السوري – أحمد الجربان