إذا سألت يوسف برغش متى يمكن أن يعود إلى بيته في قرية محجة في جنوب سوريا، فسيرفع يديه إلى السماء داعياً. يقول الرجل إن هذا هو «أمله الرئيس»، ولكن يوحي أسلوبه بأنه لن يغادر قريباً، فالحرب وحشية للغاية. لكن بعد الحديث مع اللاجئين، من الواضح أن هذا لن يجري إلا إذا أصبحت الأوضاع عبر الحدود أكثر أمناً.
يبدو مخيم الزعتري من بعيد وكأنه سراب مكون من الخيمات البيضاء والمقطورات وسط صخور وغبار شمال الأردن. في الداخل، تجده موقعاً لبؤس منظم؛ تصطف الخيمات والحجرات المعاد تجهيزها في شوارع متسخة مرقمة، مع وجود أبراج مياه ومراحيض كل عدة عشرات من الياردات. إنه أكبر مخيم للاجئين في الأردن، ويصله مئات آخرون كل يوم. في الإجمالي يبلغ عدد اللاجئين في الأردن، ذي التسعة ملايين نسمة، 1.3 مليون سوري. الحرب السورية قاتلة ولا يرغب الأردن في أن تنتقل عدواها إليه.
تكافح العائلات السورية الموجودة هنا من أجل الحصول على قدر من الكرامة، والمرح أيضا. يوجد في المخيم شارع رئيس يعرف باسم «الشانزلزيه» نظرا لأنه جرى إنشاؤه بالقرب من مستشفى ميداني يعمل به فريق فرنسي. وعلى طول الطريق المليء بالقاذورات توجد محلات تبيع الطعام والملابس ومستحضرات التجميل، وحتى الأجهزة الكهربائية والهواتف الجوالة. لا يعد المخيم جنة، ولكنه مكان مريح بما يكفي لجعل الناس لا يهرعون إلى ديارهم.
من جهة أخرى يقول خليل إسماعيل الغوثاني، وهو لاجئ لديه ثمانية أطفال يعيشون في مخيم الزعتري: «بالطبع نريد العودة إلى المنزل. ولكن من سيحمينا؟». هذا هو لب المسألة، من الصعب الوصول إلى إجابة لا تشمل تقديم مزيد من الدعم العسكري للمعارضة السورية، وهو السؤال الذي يزعج إدارة أوباما ويقلق دول الجوار مثل الأردن.
ديفيد إغناتيوس خدمة «واشنطن بوست» #الشرق #الأوسط