عثر علماء آثار على أدلة محتملة لـ “فيضان هائل” يعتقد أنه قد دمر مدينة عربية قديمة، كانت مركز سياسي و اقتصادي مهم، كانت قد حيرت علماء الآثار عن سبب دمارها .
بحسب وكالة روسيا اليوم، كانت مدينة البتراء ذات يوم مركزا سياسيا وثقافيا واقتصاديا مهما، تأسست كنقطة تجارية من قبل سكان المنطقة الأصليين – الأنباط – المدينة تقع الآن جنوب غرب الأردن.
هاجم الإغريق المدينة في عام 312 قبل الميلاد – وهي أول إشارة إلى البتراء في التاريخ المسجل، ولكن الأنباط استطاعوا الدفاع عنها، مستخدمين التضاريس الجبلية المحيطة بالمدينة والتي كانت بمثابة جدار طبيعي لصالحهم.
أما في عهد الرومان، حاولوا مهاجمة المدينة عام 106 بعد الميلاد، وأجبروا الأنباط على الاستسلام، وضم المنطقة، واستمروا في حكم المدينة لأكثر من 250 عاما، حتى منتصف القرن الرابع الميلادي عندما مزق زلزال المدينة. وفيما بعد، سيطرت الإمبراطورية البيزنطية على البتراء وحكمتها لحوالي 300 عام.
مع بداية القرن الثامن الميلادي، تم التخلي عن المدينة إلى حد كبير ولم تعد تستخدم كموقع للتجارة أو السياسة أو الثقافة – وهو لغز استعصى على الباحثين حله، ادعى الكثيرون أن الزلزال كان كافيا لإلحاق أضرار لا يمكن إصلاحها بالبتراء.
كشف الدكتور توم باراديس، عن أدلة يعتقد أن البتراء كانت “ضحية شكل آخر من أشكال الكارثة” وجد فريق من علماء الآثار الذين حققوا في مجموعة من المتاجر في عام 2017، شيئا محيرا، عثر الفريق على رمال بيضاء في واد من الصخور الحمراء فقط.
وقال: “بدأنا تحقيقا أطول من شأنه أن يقودنا إلى استنتاج أن البتراء ربما تعرضت فعليا لفيضان هائل”، وخلال موسم الأمطار، عُرف أن البتراء تقع ضحية فيضانات شديدة.
وفي عام 1963 فقط، تسببت الفيضانات في تدمير مدخل البتراء الرئيسي، ما أسفر عن مقتل 22 زائرا بعد أن هبت المياه على الوديان أدناه.
ويشير التحليل الأثري لتخطيط المدينة، إلى أن الأنباط كانوا جميعا مدركين لخطر الفيضانات حتى قبل 2000 عام ، وكانوا يعلمون أنه من الضروري الحفاظ على جفاف السيق، حيث كان اتصالهم الرئيسي بالعالم الخارجي، وبالتالي أنشأوا نفقا لإعادة توجيه أي زيادة محتملة في هطول الأمطار.
مع ذلك، عند مدخل النفق، اكتشف باراديس “دليلا واضحا” على أنه في مرحلة ما، دعمت المياه بشكل كبير، ما ترك الباب مفتوحا أمام احتمال حدوث تسرب.
وبعد هجر البتراء في القرن الثامن، استخدم الرعاة الرحّل هياكلها الحجرية كمأوى لعدة قرون.
في عام 1812، عثر المستكشف السويسري يوهان لودفيغ بوركهارت على الأنقاض خلال إحدى رحلاته، واصفا إياها في سرد تاريخي لرحلته.
وفي عام 1985، سمي الموقع كموقع للتراث العالمي لليونسكو، وبحلول أوائل القرن العشرين، أصبحت” البتراء العربية أحد “عجائب الدنيا السبع الجديدة.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع