بعد الإعلان عن بدء الإنتخابات البرلمانية التركية يوم أمس، وفشل الأحزاب السياسية في تشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات التي جرت في حزيران/يونيو الماضي، أظهرت النتائج الأولية الغير رسمية فوز حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه رئيس الحكومة التركية الحالي أحمد داوود أوغلو فوزاً كبيراً مقارنة بالأحزاب المشاركة.
حيث أظهرت النتائج الإنتخابية بعد فرز 48 في المائة من الصناديق، فوز حزب العدالة والتنمية بنسبة 49.41%، حاصلًا على 316 مقعدًا في البرلمان، بيما حصل حزب “الشعب الجمهوري” 25.38% من الأصوات (134 مقعدًا).
وحصل حزب “الحركة القومية” على 11.93% من الأصوات (41 مقعدًا)، في حين نال حزب “الشعوب الديمقراطي” 10.70% من الأصوات (59 مقعدًا).
وحصلت الأحزاب الأخرى والمستقلون على 2.58% من الأصوات، حسب الوسائل الإعلامية التركية.
حيث نقل عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصريحاً أدلى به للصحفيين عقب صلاة الفجر التي أداها في مسجد أيوب في مدينة اسطنبول اليوم الإثنين، قال فيه ” الإرادة الوطنية أظهرت، تأييدها للاستقرار، واتخذت هذا القرار بعد أن كشفت التطورات السريعة أنه لا بديل عنه”.
وأضاف أردوغان حسب مانقلت وكالة الأناضول: “إن لم نحكمِ بلادنا من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها فإن مؤامرات كبيرة تُحاك لنا، كما ترون”.
واشار إلى أن “شعب واحد” و”علم واحد” و”وطن واحد” و”دولة واحدة” هي العناوين الرئيسية التي لا غنى عنها في البلاد”.
إنتخابات ستتيح لحزب العدالة والتنمية تشكيل الحكومة التركية منفرداً دون الاضطرار إلى أي تحالفات مع أحزاب أخرى، بعد تمكنه من رفع نسبة التصويت إلى قرابة 87 في المئة أي أكثر بنحو ثلاثة في المئة مقارنة بالإنتخابات التي فشلت في حزيران الفائت.
حيث أن أبرز الأحزاب التي شاركت في الإنتخابات هي حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية وحزب السلام والديمقراطية والأكراد، التي كان أبرزها واقوى المشاركين فيها هو حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه كمال أتترك عام 1923، ويترأسه حالياً كمال قليتش دار أوغلو، والذي فقد أكثر من 20 بالمئة من نسبة الأصوات التي حصل عليها في الإنتخابات الماضية.
أما حزب الحركة القومية التي تراجعت كثيراً بالمقارنة بالإنتخابات الفائتة أيضاً بسبب الإنشقات الكبيرة التي منيت بها ولإلتحاق معظم مناصريها بالحكومة المؤقتة، مما أسفر عن تحقيقها نسبة لم تتجاوز ال 12 بالمئة.
فوز حزب العدالة والتنمية الذي يعد من أكثر المؤثرات الإيجابية بالنسبة للاجئين السوريين في تركيا، سيما بعد التوعدات التي أطلقها كمال قليتش دار أوغلو زعيم الحزب الديمقراطي، بأنه في حال فوز حزبه سيقوم بطرد اللاجئين السوريين، تصريحات انعكست سلباً على شعبية الحزب الديمقراطي.
والجدير بالذكر أن حزب العدالة والتنمية لم يحصل على عدد المقاعد البرلمانية التي تتيح له الدعوة إلى استفتاء بشأن تغيير الدستور والتحول إلى النظام الرئاسي بصورة تعزز سلطات الرئيس، رجب طيب إردوغان الذي ساهم في تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وكان خصوم الحزب الحاكم يأملون في أن تؤدي هذه الانتخابات البرلمانية إلى الحد مما يصفوها بالتوجهات السلطوية للرئيس رجب طيب إردوغان الذي ساهم في تأسيس حزب العدالة والتنمية.
فوز العدالة والتنمية حقق مفاجأةً لعدد كبير من الأتراك، مبرهناً لمنافسيه بأنه الضامن الوحيد للأمن والتطوير والإقتصاد، فوز جعل منه السوريون في تركيا فوزاً له، كونه الضامن الوحيد لبقائهم في تركيا في خضم الأحداث التي تعاني منها بلادهم.
المركز الصحفي السوري – ماهر حاج أحمد