يسود التوتر الأوساط الرياضية الروسية على خلفية التقرير الذي نشرته الاثنين الماضي اللجنة المستقلة التابعة للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات ويتهم السلطات الروسية بالتستر والإشراف على برنامج ممنهج لتعاطي المنشطات.
ويتهم التقرير وزارة الرياضة الروسية وجهاز أمن الدولة بالتلاعب بعينات فحوص الرياضيين الروس بات يهدد المنتخب الروسي بكامله بحرمانه من المشاركة في الألعاب الأولمبية في مدينة ريو دي جانيرو الشهر القادم ناهيك عن وسمة العار التي ستلاحق الرياضيين الروس على خلفية هذه الفضيحة والتشكيك في نتائجهم في البطولات الرياضية السابقة.
تسييس القضية
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قضية المنشطات بالنكسة الخطيرة المتمثلة بتدخل السياسة بالرياضة، منوها إلى أن هذه القضية قد تتسبب بانقسام الحركة الأولمبية.
بدوره شكك المدير العام السابق للوكالة الروسية لمكافحة المنشطات راميل خابرييف بعمل اللجنة المستقلة التابعة للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، وشدد على ضرورة أن تقوم اللجنة الأولمبية الدولية بدراسة ما يجري في هذا الإطار بشكل جيد.
وقال خابرييف إن عينات الرياضيين في جميع الأولمبياد يتم الاحتفاظ بها من قبل اللجنة الأولمبية الدولية لنحو عشرة أعوام وهي قادرة على دراستها وتحليلها جميعا، وليس فحص عينات لرياضيين محددين ومن دولة معينة حسب قوله.
كما شكك المسؤول الروسي بصحة الاتهامات الموجهة للسلطات الروسية بتزوير عينات الراضيين بشكل ممنهج وواسع.
وأكد على أن اللجنة الأولمبية الدولية هي المسؤولة عن تنظيم فحوصات الرياضيين وهي التي تقوم باختيار الموظفين الذين يعملون خلال فترة الألعاب الأولمبية للرقابة على تعاطي المنشطات وإجراء الفحوصات.
وأشار خابرييف إلى وجود عدد كبير من المتطوعين الذين يتم إعدادهم من قبل اللجنة الأولمبية الدولية للعمل خلال الأولمبياد بالإضافية إلى وجود أعداد كبيرة من المفتشين الأجانب الذين يشرفون على العملية، لذلك لا يمكن اتهام الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات بتنظيم عملية تزوير العينات حسب تعبيره.
اعتراف غير مباشر
بالتزامن مع ذلك انتقد العديد من الساسة الروس تقرير اللجنة المستقلة التابعة للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات “وادا” واتهموها بعدم تقديم الأدلة الكافية التي تثبت تعاطي الرياضيين الروس للمنشطات خلال أولمبياد سوتشي.
إلا أن الخبير الرياضي والكاتب في صحيفة “سبورت إكسبريس” إيغور روبينير اعتبر قرار إبعاد نائب وزير الرياضة الروسي يوري ناغورنيخ عن عمله بشكل مؤقت بقرار من الرئيس الروسي بعد الإعلان عن التقرير، مؤشرا على اعتراف شكلي من قبل السلطات الروسية بتعاطي الرياضيين الروس للمنشطات وتزوير عينات فحوصاتهم بغطاء من قبل الدولة.
وفي هذا الصدد قال روبينير إن إبعاد نائب وزير الرياضة الروسي عن عمله ما هو إلا تأكيد على أعلى المستويات لحقيقة تعاطي المنشطات في روسيا، ولذلك لا يجب التشكيك بنتائج تحقيقات اللجنة المستقلة التابعة لـ “وادا” حسب تعبيره.
وأضاف روبينير أن نائب وزير الرياضة الروسي ما هو إلا حلقة صغيره في سلسلة الشخصيات المتورطة في هذه القضية.
الجزيرة نت