تشهد العاصمة التركية أنقرة استنفاراً أمنياً غير طبيعي، بعد أن شهدت ليلة أمس الجمعة، حالة من الفوضى العارمة، حيث كشف رئيس الوزراء التركي “بن علي يلدريم” قائلاً “هناك تحرك عسكري دون تسلسل قيادة، وهناك محاولة انقلاب عسكري جارية، ولا شيء سيضر بالديمقراطية التركية، فقوات الأمن تفعل ما هو ضروري لحل الموقف” واعتبر أنه “من الخطأ أن نسمي ما يحدث انقّلاباً لكنه محاولة من جانب جزء من الجيش”.
بينما أعلن الجيش في بيان عبر التلفزيون الرسمي السيطرة على السلطة وفرض الأحكام العرفية.
كما أكدت مصادر عسكرية أن المُخطِط للانقلاب العسكري في تركيا، ليلة الجمعة- السبت، هو المستشار القانوني لرئيس الأركان التركية، العقيد “محرم كوسا” الذي أقيل من منصبه، حسب وكالة الأناضول الرسمية في تركيا.
وكشفت المصادر، أن ضباطاً عسكريين، وقفوا إلى جانب كوسا في تمرده، مثل العقيد “محمد أوغلو أفقوش” والرائد “أركان أغين” والمقدم “دوغان أويصال”.
وشددت المصادر على أن القوات التركية أوقفت عدداً من العسكريين الضالعين في التمرد.
وعن مصدر بالرئاسة التركية: اعتقال 1563 عنصراً بالجيش، وعن الهلال الأحمر التركي: 1000 مصاب بتركيا،800 بأنقرة و200 بإسطنبول.
قابل محاولة الانقّلاب، خروج مظاهرات حاشدة في ميادين إسطنبول وأنقرة ومدن تركية عدة مؤيدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورافضة لمحاولة الانقلاب، مع هتافات شعب عظيم، يخرج بعد منتصف الليل بالآلاف للشوارع بصدوره العارية أمام الجيش (يستحق ذلك الشعب الاحترام).
رجال يعتلون الدبابات، ونساء يقرعن الأواني من شرفات المنازل، المساجد تؤذن والهتافات تتعالى.. ضد الانقلاب، والحرية لن تنتظر النائمين.
يكشف عمر (22 عاماً) من مدينة إدلب المقيم في إسطنبول بهدف اكمال دراسته “لم ننم نحن السوريين، وشاركنا الأصدقاء الأتراك بالمظاهرات تعبيراً منّا عن مشاعر الاحترام والمحبة للرئيس أردوغان.. الذي احتضن الشعب السوري.. رغم تخلي الأخوة العرب”.
وطبعاً الجيش أمام إرادة الشعب انسحب من محيط مطار أتاتورك بإسطنبول.
يعود الشاب “عمر” ليروي لنّا ” ماذا فعلت أيها الرئيس لينتفض الشعب.. لأجلك؟.. بل ماذا فعلت بأمة تلهج بالدعاء لك؟.. اللهم احفظ تركيا من كل شر”.
ولعل العبرة الآن لما يدور في تركيا من أحداث، يؤكد على أن إرادة الشعب فوق كل القوى التي حاولت المساس بالديمقراطية، فهي ثقافة قبل أن تكون نظام حكم.
يقول صديق عمر “حسن” التركي الأصل “الحكومة التركية ديمقراطية ونظيفة، لكن الجيش التركي يملك توجهات عديدة، ويتبع أكثر من جهة تحرّكه من بعيد وخصوصاً الضباط الكبار.. تنظيف الجيش من هذه الطفيليات، واجب الآن”.
يدمدم عمر بصوت عالٍ “لا يمكن لجيش أن يسقط رئيس مؤيَّد من الشعب.. ولا يمكن لجيش أن يحمي رئيس منبوذ من الشعب.. ولنا في تركيا وسوريا.. أسوة”.
المركز الصحفي السوري– بيان الأحمد