اشترطت فرنسا على لبنان تنفيذ مجموعة من الإصلاحات ضمن “خارطة طريق” محددة من أجل مساعدته على تجاوز اﻷزمة الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت.
ونقلت وكالة “رويترز” عن “مصدر سياسي لبناني” لم تسمّه أن السفير الفرنسي لدى بيروت سلم اللبنانيين “ورقة أفكار” جاءت في صفحتين تشمل تدقيقاً لحسابات البنك المركزي وتشكيل حكومة مؤقتة قادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في غضون عام.
وتدعو الورقة إلى “تشكيل حكومة سريعاً لتفادي فراغ السلطة والذي من شأنه أن يغرق لبنان أكثر في الأزمة التي يعاني منها” كما تحدد أربعة قطاعات أخرى بحاجة إلى عناية عاجلة، وهي المساعدة الإنسانية وتعامل السلطات مع كوفيد-19 وإعادة الإعمار والإصلاحات السياسية والاقتصادية وانتخابات برلمانية تشريعية.
كما حثت الورقة اللبنانيين على إحراز تقدم في محادثات صندوق النقد الدولي، وإشراف الأمم المتحدة على أموال المساعدات الإنسانية الدولية التي تم التعهد بتقديمها للبنان في الأسابيع الأخيرة، فضلاً عن إجراء تحقيق محايد في سبب انفجار بيروت.
وكان الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” قد زار بيروت بعد ساعات من الانفجار وأبدى استعداد بلاده للمساعدة في حال قامت الحكومة اللبنانية بإصلاحات من أجل القضاء على الفساد لضمان عدم ذهاب اﻷموال التي ستقدم للبنان إلى جيوب الفاسدين.
وتحرص فرنسا التي كانت تحتل لبنان في القرن الماضي على استمرار نفوذها هناك حيث تؤكد الورقة أنها ستلعب دوراً رئيسياً في إعادة بناء مرفأ بيروت وتعزيز الرعاية الصحية وإرسال فرق من وزارة الخزانة والبنك المركزي، لدعم التدقيق المالي والمساعدة في تنظيم الانتخابات البرلمانية المبكرة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الخارجية الفرنسي “جان إيف لو دريان” اليوم الخميس إن لبنان “يواجه خطر اختفاء الدولة بسبب تقاعس النخبة السياسية التي يتعين عليها تشكيل حكومة جديدة سريعاً لتنفيذ إصلاحات ضرورية للبلاد” مؤكداً أن المجتمع الدولي “لن يوقّع شيكاً على بياض إذا لم تنفذ الإصلاحات”.
وكانت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية الحالية قد أخفقت في تحقيق تقدم بملف المحادثات مع صندوق النقد الدولي من أجل الحصول على حزمة إنقاذ بسبب الفشل السياسي والمالي الداخلي.
نقلا عن نداء سوريا