أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم الأربعاء مغادرته الحكومة، ومن المتوقع أن يطرأ تعديل على تشكيلة حكومة مانويل فالس خلال الأيام المقبلة.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن فابيوس أعلن مغادرته الحكومة خلال مجلس وزاري أسبوعي، مشيرة إلى أنه مرشح لمنصب رئيس المجلس الدستوري، وهو أعلى محكمة دستورية في البلاد.
وأضافت أن فابيوس أجاب الصحفيين بـ “نعم” لدى سؤاله عما إذا كان هذا آخر اجتماع مجلس وزاري يحضره، لافتة إلى أنه سيبقى حتى نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل رئيس قمة المناخ.
ووفق وكالة رويترز، فإنه من المتوقع أن تؤدي استقالة فابيوس لتعديل حكومي أكبر، ومن
المرجع الإعلان عن ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة.
مناصب ومسؤوليات
وقد تولى فابيوس عددا كبيرا من المناصب والمسؤوليات، منها اختياره عضوا باللجنة القيادية وبالمكتب الوطني للحزب الاشتراكي، واختير أمينا عاما للحزب عام 1992-1993.
كما ترأس بلديات وتجمعات مدن منذ 1977، وعمل في مهنة مقدم العرائض في مجلس الدولة 1981. وشغل منصب رئيس نقابة البلديات المتعددة الأهداف (سيفوم) لمدينة روان وضواحيها خلال 1989-2000.
وقد انضم فابيوس إلى الحزب الاشتراكي منتصف سبعينيات القرن العشرين، وانتخب لأول مرة نائبا في البرلمان عام 1978 بمنطقة السين البحرية (السين ماريتيم) شمالي البلاد.
أصبح فابيوس رئيس ديوان زعيم الحزب الاشتراكي فرانسوا ميتران حتى انتخاب الأخير رئيسا للجمهورية عام 1981.
واعترافا بوفائه وكفاءته، عينه ميتران في وزارتيْ الموازنة (1981-1983) والصناعة (1983-1984) ثم رئيسا للحكومة خلال 1984-1986 وكان عمره 37 عاما، ليصبح يومها أصغر رئيس حكومة في تاريخ الجمهورية الخامسة.
وترأس الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى في البرلمان) مرتين: الأولى عام 1988-1992، والثانية خلال 1997-2000، ثم أسندت إليه وزارة الاقتصاد والمالية (2000-2002).
وحاول فابيوس عام 2007 خوض معترك السباق الرئاسي مرشحا للحزب الاشتراكي، لكنه أخفق وقتها في انتخابات الحزب أمام القيادية سيغولين روايال التي فشلت بدورها في السباق أمام المرشح اليميني نيكولا ساركوزي.
الفيل الاشتراكي
وقد اختاره الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند يوم 16 مايو/أيار 2012 لحقيبة الخارجية بعد فوز الأول في الانتخابات الرئاسية أمام منافسه الرئيس السابق ساركوزي.
وأطلقت عليه الصحافة المحلية -بعد تعيينه وزيرا للخارجية- اسم “الفيل الاشتراكي” ووصفته بأنه “الرجل المخضرم صاحب الخبرة الذي تحتاجه الدبلوماسية الفرنسية في هذه المرحلة التي تشهد تحديات أوروبية وعالمية”.
وواجه فابيوس في قيادته الدبلوماسية الفرنسية جملة من التحديات، أبرزها ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط من ثورات شعبية أسقطت أنظمة دعمتها بلاده في وقت من الأوقات، إلى جانب التحديات الأوروبية والملف الأفغاني والعلاقات مع دول المغرب العربي لا سيما الجزائر.
المصدر : الجزيرة + وكالات