رجل الدين التركي يطالب الزعماء الأوروبيين بالتدخل لمنع وقوع ‘كارثة’ في بلاده مع استمرار الاعتقالات وعمليات التطهير.
تطهير كل شيء
روما – استغرب رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن الصمت تجاه ما يجري في تركيا من اعتقالات ومحاكمات، معتبرا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستغل محاولة الانقلاب الفاشلة للترويج لنفسه كبطل قومي.
وطالب غولن أوروبا بالتدخل لمنع وقوع “كارثة” في تركيا مع استمرار عمليات تطهير تشمل الجيش والسلطة القضائية.
وتتهم السلطات التركية غولن بأنه العقل المدبر للانقلاب الفاشل الذي وقع في تركيا في يوليو الماضي. وينفي غولن، الذي يعيش في منفاه الاختياري في ولاية بنسلفانيا الأميركية، ضلوعه في محاولة الانقلاب.
وأشار غولن في مقابلة مع صحيفة لاستامبا الإيطالية اليومية إلى أن الزعماء في أوروبا لم يفعلوا شيئا يذكر فيما يتعلق بانتقاد أردوغان لاعتقال عشرات الآلاف من صفوف الجيش والعاملين في الصحافة والقضاء وحتى في مجال الفنون وإيقاف نحو 100 ألف شخص عن العمل.
ولم يخض غولن في تفاصيل بشأن كيف سيكون شكل هذا التصرف المنشود من الزعماء الأوروبيين.
وقال متابعون للشأن التركي إن أوروبا أبدت موقفا متخاذلا تجاه التجاوزات الكثيرة داخل تركيا ضد حقوق المعتقلين والمسرّحين من وظائفهم لمجرد شبه الانتماء لجماعة الخدمة، مشيرين إلى أن صمت أوروبا يعود إلى رغبتها في إنجاح اتفاق الهجرة مع أنقرة التي تتولى بمقتضاه وقف تدفق المهاجرين مقابل دعم أوروبي.
وعد قدير يلدريم الباحث في الشؤون التركية بمعهد بيكر في هيوستن بالولايات المتحدة، دعوة غولن للاتحاد الأوروبي متأتية من قلقه على مصير أتباعه في تركيا من الاعتقالات “التعسفية” ضدهم، الأمر الذي يدفعه للتدخل لإنقاذهم.
وقال يلدريم في تصريح لـ“العرب” إن غولن يحاول أن يقول للأوروبيين إن أزمة اللاجئين التي تعانون منها نابعة عن سياسة السلطات التركية”.
وعبر عن شكوكه في قيام الأوروبيين بفعل شيء جدي، سوى التعاطف وإصدار البيانات الناقدة.
وتتردّد واشنطن في تسليم غولن لأنقرة، لكنّها تسعى لامتصاص غضب الرئيس التركي ومهادنته بالوعود خاصة بعد أن غامر بالتدخل في شمال سوريا دون توافق مسبق معها.
العرب