مع العلم والتطور استطاع الإنسان الخوض في تفاصيل كبيرة ومثيرة، وابتعد إلى ما وراء ذلك بكثير، فالاكتشافات والأبحاث ما زالت تعطينا مفاهيم مجهولة وإجابات للكثير من التساؤلات، ولكن بعض الاكتشافات قد تحير العلماء أنفسهم ليقضوا ساعات لاتحصى من البحث حول قصة ما أو مجهول يريد التفسير، مقالنا اليوم فيه من الغرابة ما يكفي ليحير الكثيرين، ولكنه حقيقي بامتياز، ويريك أنك موجود في عالم كبير من إشارات الاستفهام التي تحتاج الكثير من التفكير حتى تجد الحل وستعيش طوال عمرك في البحث ولكن هل يسعفك عمرك لكل الاجابات!.
اكتشاف جثة الفتاة (لادونسيلا)
تعود قصة فتاتنا لاكثر من ٥٠٠عام حين ماتت، وقد اكتشف العلماء جثتها في البيرو (حضارة الإنكا)، قبل سنوات، حيث صدمهم شكل الفتاة مع جثتين أخريين دون تحلل أو تفسخ، فقد كانت حالة المومياءات ممتازة، وكأن الزمن لم يمض عليها، رغم مرور ٥٠٠عام على موتها.
ويعود السبب وراء عدم تغيير الجثث لبرودة الطقس الشديدة في مكان الدفن وأيضا قلة الهواء وجفافه.
وقد اكتشف العلماء من طريقة وضعية الجثث أنهم كانوا قرابين للآلهة آنذاك،و هؤلاء الأطفال تمت التضحية بهم كجزء من طقس ديني يسمى “كاباكوشا” ، فقد تجولوا بهم لمئات الأميال في “كوزوكو” ، ثم صعدوا بهم إلى قمة جبل الخاص لهذه الطقوس وهناك أعطوهم شراب الذرة المسكر، وحينما أخلدوا للنوم قاموا بوضعهم في حفرة على قمة الجبل، حيث تجمدوا حتى الموت، و لا يتم اختيار سوى الأطفال الأصحاء، وهذا الاختيار يكون شرف بالنسبة لهم، هؤلاء الأطفال لا يموتون، ولكنهم ينضمون إلى أسلافهم ليراقبوا قراهم من فوق قمم الجبال مثل الملائكة، حسب معتقدات “الإنكا”.
ومنذ اكتشافهم ، تم إخضاعهم للتصوير الفوتوغرافي وللأشعة السينية وتحليل الحمض النووي، كما تم تدفئة وحفظ الملابس والفخار والتماثيل التي وجدت معهم، إلا أن الجثث قد تم تجميدها، ولم تعرض للعامة بشكل مباشر وقد استغرق البحث أكثر من ثماني سنوات، عرض العذراء “لا دونسيلا” ذات الخمسة عشر عاماً في متحف High Altitude Archaeology ، والذي أنشئ خصيصاً في “سالتا” من أجل عرض هذه المومياوات .
وحينما سئل دكتور “ميريمونت” لماذا استغرق الأمر ثماني سنوات لعرض المومياوات، قال أنه كان يجب عمل الكثير من الأبحاث حتى يجدوا طريقة يعرضوا بها المومياوات دون أن تتعرض للتلف. وهذه الأبحاث توصلت إلى أسطوانة مصنوعة من الإكليرك داخل صندوق مصنوع من ثلاث طبقات من الزجاج . وقد تم توفير الظروف المناخية التي كانت موجودة على قمة الجبل من قلة الأوكسجين ودرجة حرارة تحت الصفر وعوامل الضغط والرطوبة.
وهنا ندرك أن الكثير من الأمور تفوتنا، والتي تحتاج منا للتفكر والتفكير والبحث المستمر والتعلم، العلم الذي وصانا به ديننا الحنيف وربنا العظيم
حين كانت أول كلمة في القرآن الكريم (إقرأ)، وحين وصانا نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالتسلح بالعلم مهما كان عمرنا أو وضعنا.
ونحن في مجتمعاتنا نحتاج الكثير من السعي في ظل ظروف تجعلنا أمام مفترق طرق لنجد طريقا للخلاص والنجاح، وهذا لن يأتي إلا بالعلم والعلم فقط، فتفكروا!!.
زهرة محمد
المركز الصحفي السوري