لطالما كان الهدف من ارتياد الجامعات ساميا ويصب في بوتقة العلم ورفع سوية المجتمع وتطويره من خلال ندوات تدريبية وورشات عمل وغيرها من الأنشطة التي تساهم بشكل أو بآخر في النهوض بالفكر وزيادة مستوى الوعي والإدراك عند الطلاب.
إلا أن ماحدث في جامعة تشرين باللاذقية وضجت وسائل الإعلام به غير جميع المفاهيم وأثار حفيظة البعض، حيث قام بعض من الطلاب والطالبات بحملة “عناق مجاني” وذلك وكما يعتقدون أو يروجون له بهدف نشر المحبة والألفة بين السوريين ونزع روح البغضاء والكره من قلوبهم والتي بسببها آل بنا الحال إلى هذه الدرجة خلال السنوات الماضية، فيقوم أولئك الشبان والشابات بوضع لوحة على صدورهم كتب عليها free hugs مرتدين لباس المهرج ويعانقون المارة بابتسامة عريضة وفرح يكاد واضحا على وجوههم الملونة، والهدف نشر المحبة التي كادت أن تختفي باعتقادهم.
ربما تم اقتباس هذا النشاط من نشاط مشابه في مجتمعات غربية لها معاييرها الأخلاقية والدينية المرتبطة بثقافتها، إلا أن تقليد الغرب ببعض عاداتهم دائما يلاقي ردود فعل غاضبة وبالأخص في المجتمع السوري المحافظ، فقد لاقى استنكارا واستهجانا من معظم الأوساط السورية وحتى التي توصف بالتحرر بما فيها مجتمع الساحل المنفتح، فمن الغريب مشاهدة شبان وشابات يقومون بعناق بعضهم بحجة نشر المحبة.
وعلق أحد السوريين على النشاط مستنكرا:” لوين وصلنا وشو عملت فينا هالحرب، كأنو هلأ إذا لفينا وبوسنا بعض رح ترجع المحبة وتنتهى الأزمة، حاج مسخرة ضحكتوا العالم علينا وين أخلاقنا وين ديننا؟”، وأضاف آخر:” ما شاء الله شو حريصين عالمحبة، أنتو قلوبكم كلها حقد وكره على كل حدا معارض للنظام، شفنا محبتكم بالمعتقلات وشفنا كيف تفننتو بتعذيب السوريين، هاد مستواكم الانحلال الأخلاقي والتشجيع على الانحراف والشذوذ”.
ونظرا لما شاع على مواقع التواصل من استنكار ورفض لهكذا نشاط من شأنه أن يشوه صورة الطالب في الجامعات السورية، استنكر رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سوريا في جامعة تشرين يوسف شاهين ردود الفعل السلبية التي لاقتها حملة “عناق مجاني” في الجامعة مبيناً في حديث خاص ليوميات قذيفة هاون في دمشق ولإذاعة شام إف ام أنّ الفعالية التي قامت بها سيدات من مجموعة “سوق الضيعة” كانت تضم 4 نشاطات ضمن حرم الجامعة من بينها العناق لإيصال مفهوم المحبة والأخوية.
وموضحاً أنّ ما قام به المشاركون لا يحتوي أي إخلال بالآداب، وكان بشكل عفوي، مشجعاً على مثل هذه الحملات التي تدعي للمحبة والأخوية ولا مانع للاتحاد بقيام هذا النشاط مرة أخرى، ويبدو واضحا من خلال هذه التصريحات أن إدارة الجامعة تشجع على مثل هذه الأنشطة وتروج لها لأهداف من منظورها السلبي، لكنها في الواقع لا تمت للمحبة بصلة ولا تقدم أي حس إيجابي بل على العكس تروج لظواهر سلبية أخرى قد نرى نتائجها إذا ما استمر الوضع هكذا في القريب العاجل والدليل تعليقات السوريين الساخرة عليه.
المركز الصحفي السوري_ سماح الخالد