المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 25/1/2015
إنّ القصف العشوائي للنظام على المناطق المدنية المكتظة بالسكان في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي قد سجّل استمراراً متزايداً على مناطق أدمن النظام على قصفها، ارتقى على إثرها العديد من الشهداء معظمهم مدنيّون من الأطفال والنساء، ففي ثوان قليلة تحيل طائرات قوات النظام الأحياء السكنية إلى أكوام من الركام، فيسقط الشهداء والجرحى وبينهم أطفال وشيوخ، وتبدأ نداءات الاستغاثة لإنقاذ الضحايا خصوصاً الذين يبقون عالقين تحت الأنقاض.
ماأن ينقشع الغبار عن أكوام الركام، حتى يهرع الناس إلى مكان القصف بعدتهم المتواضعة، ولكنّ بعزيمة جبارة، لعلهم ينقذون شخصاً، شيخاً كان أو طفلاً أو امرأة، من الموت تحت ركام منزله، في مكان لاوجود فيه لفرق الدفاع المدني والعناصر المدربة على كيفية التعامل مع المصابين.
هذا مايؤكده “أبو إسماعيل” من ريف إدلب الجنوبي، حيث ألقت طائرات قوات النظام في ليلة مظلمة حممها، من البراميل المتفجرة والقنابل، على منزله فأصبح كومةً من الركام، فإستشهد إثنان من أطفاله تحت الأنقاض نتيجةً لقلة الإمكانيات المتوفرة لرفع الأنقاض، حيث بقي الطفلان عالقان تحت الأنقاض حتى الصباح إلى أن تمَّ إحضار الجرافات لرفع الأنقاض، وإسخراجهما بعد مفرقتهما للحياة، يقول “أبو إسماعيل” لقد كاد قلبي يتمزق وأنا أرى أطفالي يموتون والناس يتفرجون، ولا أحد يملك القدرة على مساعدتهم وإستخراجهم من تحت الأنقاض.
“سلوم” شاب من ريف حماة الشمالي 28 عام يقول: لقد تعرض منزلي للقصف بأحد البراميل من طيران النظام، وأنا في داخله وقد تراكم السقف عليّ لأكثر من ساعة حتى أحضروا الجرافات والمعدات اللازمة لعملية الإنقاذ، لقد أحسست في هذه الساعة آخر يوم في عمري، وكدت أختنق من غبار الركام والبارود، وعندما أخرجوني أحسست أني خلقت من جديد.
وهذا مايؤكد ضرورة وجد فريق دفاع مدني مدرب على إنقاذ الجرحى ويمتلك المعدات المتطورة في هذه المناطق، فالدفاع المدني جهاز يتولى مجموعة من الإجراءات والأعمال اللازمة لحماية السكان، والممتلكات العامة والخاصة من أخطار الحريق والكوارث والحروب، والحوادث المختلفة وإغاثة المنكوبين وتأمين سلامة المواصلات والاتصالات وسير العمل في المرافق العامة وحماية مصادر الثروة الوطنية في زمن السلم وحالات الحرب والطوارئ، ويعتبر رجال الدفاع المدني بأنهم الجنود المجهولون لأهميتهم الكبيرة في حمايه الممتلكات سواء كانت ماديه أو معنويه, ولهم دور كبير في حمايه المناشأت الحيوية، وتقديم الخدمات الاسعافية والخدمات الطبية.
ولقد تزايد طلب المواطنين على وجود هذه الفرق في ريف إدلب الجنوبي و ريف حماة الشمالي، لما تتعرض له هذه المناطق من قصف يومي بالطيران الأسدي، وقد توفي العديد من العالقين تحت الأنقاض خنقا بسبب عدم وجود الآليات المتخصصة لرفعهم، ويستغرق إخراج ضحايا القصف بالمعدات البسيطة وقتا طويلا مما يجعل فرص إنقاذ حياتهم شبه معدومة.