ناشد “الرجال والأبطال ” المتواجدون في دير الزور رئيس النظام بقولهم: “مناشدة إليك وحدك يا سيد الأمانة والوطن “، على صفحة “سوريا فساد في زمن الإصلاح ” بعد أن ضاق بهم الحال، و زاده وطأة فساد الضباط المسؤولين، والحصار المطبق على المدينة الواقعة شرق سوريا من قبل تنظيم الدولة منذ أكثر من عام.
“الإجازات لا تمنح إلا للضباط المتزوجين فإجازتهم كل 6 شهور ، أما نحن العناصر فلم نأخذ إجازة منذ قرابة ثلاث سنوات ” ونقلاً عن نفس الصفحة، فإن اللواء المسؤول عن الإجازات لا يعطي إجازة إلا بعد دفع مبلغ من المال، ولا تقف التكلفة هنا فقط، فخروج العنصر من مدينة دير الزور لا يمكن عن طريق البر، بل عن طريق سماسرة وضابط مرتشي في مطار القامشلي، فثمن الخروج من المدينة يصل أحيانا إلى 200 ألف ليرة أي حوالي 850 دولاراً، وجميع العناصر لا تملك مثل هذا المبالغ المتوجب دفعها للحصول على إجازة مدتها أسبوع أو حتى بضعة أيام .
يشرح العنصر في رسالته الموجهة “لبشار الأسد أن مشاكلهم لاتقف هنا، فحتى الطعام المرسل لهم يتم بيعه بأسعار خيالية، حيث بلغ سعر” علبة السردين” 1000ليرة أي حوالي 3دولار تقريباً وليتر”الزيت” 4000 ليرة حوالي 12 دولار و “المتة” 3000 حوالي 9 دولار ، وسعر “الدخان” الذي من المفترض توزيعه مجانا “حسب قول العنصر ” يتم بيعه بـ900 ليرة أي حوالي دولارين ونصف، يتهم العناصر اللواء ” محمد خضور” واصفين إياه “بالتاجر” فمنذ أن جاء للمدينة، كل ما يتم إرساله من دمشق عبر السماء، ليتم مصادرته وبيعه، كما تم الاتفاق مع “تنظيم الدولة” لتبادل المواد الغذائية ويتم بيعها للمواطنين بأسعار خيالية، ليؤكد العنصر :”يا سيادة الرئيس اذا هجموا الدواعش كيف بدنا نقاتل ، والله ما فينا حيل لنوقف من الجوع “.
” إذا تحممنا بعد شهور من انقطاع الماء ، نحاسب!!”يضيف العنصر بتذمر، ويقول ” لا يقتنع القراء في دمشق العاصمة أن أبطالنا يحاسبون حتى على الهندام والذقن بينما لا يقدم لهم أبسط حاجاتهم من طعام وماء”.
حتى الماء لا يصلهم بشكل مستمر، أي كل أسبوع حوالي خمس ساعات من شبكة المياه، وأن القادة المسؤولين عنهم يتم تأمين الماء بالصهاريج لهم في بيوتهم المكيفة دون الاكتراث لما حل بالعناصر “.
يذكر العنصر في آخر الرسالة أنه تم قتل 120 عسكرياً، دون تحديد هوية القاتل وفي أي مكان تم القتل، وأن القتلى لم يتم ذكرهم أو حتى احترامهم إلا في بعض صفحات الفيس بوك ، مؤكدين أنه على الحكومة تكريمهم وتخليد ذكراهم أكثر من ذلك.
أماني العلي
المركز الصحفي السوري