جدران، لا تأشيرات. الجميع مرحب به».. شعار إعلاني لحملة «زوروا مسجدي» التي أطلقت في وقت سابق من هذا العام في المملكة المتحدة، وأصبحت الآن مناسبة سنوية في التقويم البريطاني، ودعوة مفتوحة لجميع الأفراد من جميع الديانات للتواصل وتبادل المعرفة.
في مقال نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية للكاتبة شيلينا جان محمد بعنوان «في الوقت الذي يحاول فيه ترمب إغلاق أبواب أميركا، يفتح المسلمون أبوابهم في حملة زوروا مسجدي»، تسلط الكاتبة الضوء على الحملة التي تجري في أكثر من 150 مسجدا في جميع أنحاء بريطانيا اليوم.
وتقول إن المناخ الاجتماعي والسياسي في بريطانيا أصيب بحملة سامة للخروج من الاتحاد الأوروبي، صورت اللاجئين والمهاجرين المسلمين بأنهم مصدر المشكلة، فضلاً عن حملة «حظر المسلمين» المثيرة للجدل التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الولايات المتحدة.
ولفتت الكاتبة إلى أن الكراهية ضد المسلمين تتصاعد بمعدل يثير القلق وينذر بالخطر، جنبا إلى جنب مع صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة التي لا تزال تروج لوجهة نظر عالمية مليئة بالكراهية مستخدمة مصطلح «هم ونحن».
وأضافت: في هذا التوقيت المتوتر، لاقت الدعوة قبولا لدى الجماهير التي تحرص على اكتساب مزيد من المعرفة عن المسلمين، بل إن القائمين على كثير من المساجد يقولون إنهم لم يكونوا قادرين على مواكبة الطلب على حضور الدعوة؛ كما طلب أشخاص من أماكن بعيدة مثل ماليزيا والولايات المتحدة تنظيم حملات وأحداث محلية مشابهة، ولا عجب في أن أناسا عاديين باتوا يدركون أننا بحاجة للتعرف على بعضنا البعض بشكل أفضل.
توضح الكاتبة أن «هذا هو السبب في أن حملة «زوروا مسجدي» تمثل أهمية بالغة، فالجميع -بغض النظر عن العقيدة والخلفية- سئموا من الغوغائيين ومروجي الكراهية الذين يسعون للتفرقة بينهم».
ومضت الكاتبة للقول: «نحن نعلم أنه في الواقع يمكن أن نشكل علاقات جيدة جدا ونعيش في مجتمعات مسالمة ومتسامحة ومبتهجة. الناس قد يتساءلون بقلق واهتمام: هل النساء مسموح لهن بالزيارة؟ نعم. هل يجب تغطية رؤوسهن؟ ليس بالضرورة ولكن من الجيد أن يجربن ذلك. الجميع مرحب بهم كما تقول الدعوة».
وتوضح الكاتبة أن الناس وجدوا أن المساجد تخدم كافة الاحتياجات الرعوية والدينية، وإلى جانب إقامة الصلوات والتجمعات في رمضان، ستجد بنوك الطعام وموائد الفقراء، كما يجري تصميم مساجد جديدة لتكون خالية من الكربون، أو تضم مسارح ومطاعم لجميع أفراد المجتمع الإسلامي وغير الإسلامي.
ومضت الكاتبة للقول: «مع تزايد الهيستريا المعادية للمسلمين، واستمرار ربط الإسلام والمسلمين بكلمات مثل «الأمن» و»التطرف»، فإن إبعاد أنفسنا عن الأخبار المزيفة، والحقائق البديلة، وفي عالم حقيقي يسكنه البشر، هي استراتيجية حاسمة».
العرب القطرية