في اعتراف نادر، قال حشمت الله فلاحت بيشة، عضو اللجنة الأمنية بمجلس شورى الملالي إن نظام الملالي موّل بشار الأسد بمبلغ لا يقل عن 30 مليار دولار نقدًا من أموال الشعب الإيراني.
ونشر موقع “اعتماد آنلاين” الحكومي يوم الأربعاء الموافق 20 مايو 2020 نص مقابلته مع حشمت الله فلاحت بيشة، عضو اللجنة الأمنية بمجلس شورى الملالي. حيث قال في هذه المقابلة: ” ربما قدمنا لسوريا تمويلًا يتراوح ما بين 20 إلى 30 مليار دولار، ويتعين علينا أن نسترد أموال الشعب الإيراني التي أنفقت في سوريا “.
وحول مستقبل نظام الملالي، أعرب عن مخاوفه في هذه المقابلة، قائلًا: ” فيما يتعلق بمستقبل البلاد أمامنا طريق صعب مليء بالتحديات”. كما اعترف بأن رفع أسعار البنزين في نوفمبر 2019 تلبية لأوامر خامنئي وروحاني جاء لتوفير الدخل، قائلًا: ” أود أن أقول إننا نحصل يوميًا على 200 مليار تومان، كمتوسط الدخل من رفع أسعار البنزين وبيع الفائض عن الحاجة إلى الخارج”.
وأضاف: “وآسف على أن رئيس الجمهورية تصدر المشهد أمس وأثار قضية لا أساس لها من الصحة. حيث قال إن موضوع رفع أسعار البنزين كان وليد قرار كافة القوى في البلاد. لذا أود منه أن يصحح ما ادعاه ويعترف بأنه كان وليد قرار رؤساء السلطات الثلاث، وأنهم وقعوا عليه من باب الصدفة عن غير قصد”.
وكشفت ممثلية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في المملكة المتحدة، في ديسمبر 2017، عن الاتفاقيات الاقتصادية المبرمة بين نظام الملالي والحكومة السورية، وورد في جزء من هذه الفضيحة: ” تم تقدير حجم مشروع مدفوعات الديون السورية لنظام الملالي، في المناقشات التي أجريت في المجلس الأعلى للأمن الوطني لنظام الملالي، بمبلغ قدره 20 مليار دولار.
ولا يشتمل هذ المبلغ سوى على النفط والائتمانات التي دفعتها الحكومة الإيرانية لسوريا خلال فترة حكم بشار الأسد، ولا سيما خلال فترة الحرب. من هذا المبلغ، تُقدر تكلفة النفط الذي قدمه النظام الإيراني لسوريا بحوالي 8 مليارات دولار على الأقل.
ولا يشتمل هذا المبلغ على المساعدات العسكرية والأسحلة التي قدمها نظام الملالي للجيش والحكومة السورية، وتُقدر تكلفتها بعدة أضعاف المبالغ المذكورة أعلاه “.
واستنادا إلى تقارير وردت من داخل النظام الإيراني، ولا سيما من الحرس الثوري الإيراني والجيش، قدّرالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في يوليو 2016 أنّ النظام الإيراني كان قد نشر 70000 مقاتل في سورية.
بالإضافة إلى القوات الايرانية، يشمل هذا الرقم القوات شبه العسكرية من أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان. وقاد الحرس الثوري الإيراني المعركة البرية في سورية ونظّم أيضا قوة ميليشيا موالية لقوات الأسد. وتم تشكيل القوة التي تضم 50 ألف عنصر على غرار قوات الباسيج الإيراني، و دفع الحرس الثوري الإيراني جميع الرواتب.
وبالإضافة إلى القوات العسكرية، أشرك النظام الديني أيضا في الحرب السورية جميع الكيانات الحكومية ذات الصلة.
وخلال
السنوات الخمس الماضية، أنفقت طهران 100 مليار دولار على الحرب السورية.
ويتم تحويل الجزء الأكبر من هذه الميزانية السرية إلى سورية تحت غطاء أنّها مُرسلة من مكتب خامنئي.
وتُغطّي هذه الميزانية أيضا تكاليف المعدّات العسكرية ونفقات الجيش السوري. وينفق النظام الإيراني مليار دولار في شكل رواتب لقوات الحرس الثوري الإيراني والقوات الشبه العسكرية الشيعية المرتزقة المنتشرين بسورية.
ويشير اعتراف عضو لجنة الأمن القومي بمجلس شورى الملالي إلى وصول الصراع على السلطة داخل نظام الملالي إلى ذروته في مرحلته النهائية من ناحية، وإلى الحقيقة التي لا شك فيها، وهي أن نظام الملالي يحرق كافة ممتلكات ورؤوس أموال الشعب الإيراني في أتون الإرهاب وإشعال الحروب والقمع وارتكاب المذابح في حق الشعب الإيراني والسوري واليمني والعراقي واللبناني، وغيرهم من الشعوب، من ناحية أخرى.
ويُذكر أنه خلال انتفاضة نوفمبر 2019 ، التي اندلعت ردًا على رفع أسعار البنزين، استشهد ما لا يقل عن 1500 إيراني من أبناء الوطن الشرفاء جراء إطلاق قوات أمن نظام الملالي النار مباشرة على المواطنين، استشهادًا بما ورد في بيانات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.