اعتزم خامنئي في مسرحية الانتخابات في ايران توحيد أركان نظامه من خلال تنصيب رئيسي لمواجهة الأزمات المتزايدة داخليا ودوليا وتمهيد الأرضية لحل مشكلة خلافته مستقبلا بانتخاب رئيسي، غير أنه مني بالفشل الذريع في تحقيق طموحاته، كون العزلة ومشاعر الكراهية لدى الشعب الإيراني حيال خامنئي ومرشحه المفضل بلغ حدا لم يسمح لخامنئي بفرض مرشحه على المجتمع الايراني، لاسيما وكانت حركة قد انطلقت قبل أشهر داخل وخارج ايران لمقاضاة رئيسي وآخرين من أعضاء لجنة الموت التي أعدمت 30 ألف سجين سياسي عام 1988 كان معظمهم أعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية.
من جهة أخرى إن ما جرى من أعمال الكشف عن أعمال النهب والقتل من قبل الجناحين للنظام، قد ألهب الأجواء وسط نشاطات أنصار منظمة مجاهدي خلق الايرانية داخل البلاد، مما زاد من مخاوف النظام وجعل خامنئي قلقا من فتح الطريق أمام انطلاق انتفاضة شعبية على غرار 2009 بفعل وجود شرخ في قمة النظام.
لذلك اضطر إلى قبول روحاني وبالتالي أصبح بذلك خامنئي ونظامه برمته عقب هذه المسرحية أضعف وأكثر وهنا.
وإن روحاني الذي وصل إلى ولاية ثانية، ورغم ادعاءاته وشعاراته ومزاعم وزير خارجيته، لا يتحمل وغير قادر على إحداث أي تغيير، بل سيواصل تصدير الإرهاب إلى دول المنطقة مثلما كان يفعل في ولايته الأولى ويستنزف الأرصدة المطلقة من الاتفاق النووي في الحرب في المنطقة وزيادة التمويل العسكري والأمني للنظام.
وكان الحرسي دهقان وزير الدفاع في حكومة روحاني قد قال قبل اسبوعين أن فترة رئاسة روحاني كانت «أفضل فترة لتطوير البرامج الصاروخية والدفاعية للبلد كما ونوعا». وأن «التمويل الدفاعي قد زاد بنسبة ضعفين ونصف بالمقارنة بالحكومة السابقة» خلال العام الايراني 1395 (21 مارس2017) و« في العام الايراني الجديد سيزداد بنسبة 4 أضعاف مما كان عليه في الحكومة السابقة».
وكان روحاني قد قال في وقت سابق أنه قد حصل على امتيازات في المفاوضات النووية من الأطراف المفاوضة بورقة حضور النظام في سوريا والعراق. وأكد «لو لم تتصدى قواتنا في بغداد وسامراء والفلوجة والرمادي، ولو لم تكن مساعداتنا للحكومة السورية في دمشق وحلب، لما كانت الأجواء الأمنية متوفرة لنجري المفاوضات في حالة جيدة».
الواقع أن روحاني هو رجل عمل منذ بداية تشكيل هذا النظام في مناصب عليا في القمع وإثارة الحروب وكان من الرجال الكبار أمنيا وعسكريا. وهو كان يدعو منذ البداية الى شنق المعارضين في صلوات الجمعة حسب ما استذكر منافسوه.
التحول المهم الآخر الذي تزامن مع انتخابات النظام، هو إقامة القمة العربية الإسلامية الأمريكية حيث نتج عنها تشكيل جبهة دولة واقليمية ضد النظام لأول مرة. الواقع أن سياسة المساومة التي انتهجها الغربيون وفي مقدمتهم أوباما كانت تعمل لحد الآن بصفتها العامل الرئيسي لبقاء النظام على الحكم وهذه السياسة قد فتحت الباب على مصراعيه أمام النظام للتدخل في دول المنطقة مما أدى الى قتل وتشريد ملايين من المدنيين في دول المنطقة لاسيما في العراق وسوريا واليمن.
وقال الرئيس الأمريكي في قمة الرياض: «أكبر ضحايا النظام الايراني هم الشعب الإيراني نفسه». كما قال العاهل السعودي بكل «احترام وتقدير» تجاه الشعب الايراني: «النظام الايراني كان رأس حربة الارهاب في العالم منذ ثورة خميني».
إن تجربة 38 عاما مضت تثبت أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة التي حلت بالمنطقة يكمن في تغيير نظام ولاية الفقيه في إيران وهذا يتحقق لامحالة على يد الشعب الايراني والمقاومة الايرانية. وأن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية قدموا لحد الآن 120 ألف شهيد في نضالهم ضد النظام.
لذلك على كل أولئك الذين يريدون إيران مسالمة تلعب دورا إيجابيا في جعل المنطقة منطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة، أن تمد يد العون للشعب الايراني والمقاومة الايرانية وأن تعترف بالمقاومة الايرانية وتدعمها حتى تتحقق طموحات الشعب الايراني وجميع شعوب المنطقة أي السلام والأمن بإسقاط نظام الملالي. وإن المقاومة المنظمة التي بدأت نشاطاتها داخل ايران تتوسع، هي بديل منظم وقوي لادارة ايران المستقبل ومن المتوقع وبعد كل هذه المستجدات داخل وخارج ايران، أن يلقى المؤتمر السنوي للمقاومة استقبالا واسعا. في الاجتماع الحاشد الذي سيقام في الأول من تموز 2017 في باريس، سيشارك فيه أكثر من 100 ألف من الايرانيين من عموم العالم بالاضافة الى مئات من الشخصيات البارزة من اوروبا وأمريكا ودول عربية لدعم المقاومة الايرانية.
بقلم: الكاتب الإيراني حسين داعي الإسلام