استمر الجدل أمس في شأن مفاوضات جنيف المرتقبة بين النظام والمعارضة السوريين، وسط رفض سعودي لأن يفرض «أي طرف» على المعارضة السورية الوفد الذي سيمثّلها في المفاوضات، فيما حمّلت مصادر ديبلوماسية في نيويورك روسيا مسؤولية وضع العراقيل أمام انطلاق المفاوضات السورية- السورية الإثنين المقبل «من خلال فرض أسماء» تريدها في وفد المعارضة.
ميدانياً، استمرت المعارك أمس في مدينة دير الزور ومحيطها في شرق سورية، حيث يحاول تنظيم «داعش» استكمال سيطرته على الأحياء الواقعة تحت سلطة النظام وعلى مواقع عسكرية ضخمة في محيط المدينة. وبالتزامن مع ذلك، وردت معلومات عن تحضير الجيش التركي عملية وشيكة تستهدف تنظيم «داعش» في ريف حلب الشمالي (شمال سورية)، فيما واصلت فصائل المعارضة هجومها المعاكس في جبل التركمان بمحافظة اللاذقية الساحلية (غرب) واستعادت زمام المبادرة بعدما وصلتها تعزيزات كبيرة من «جيش الفتح» من محافظات مجاورة (لا سيما إدلب).
وتحدث وزيرا الخارجية السعودي عادل الجبير والفرنسي لوران فابيوس في الرياض أمس، عن العقبات التي لا تزال تعترض مفاوضات جنيف. إذ شدد فابيوس على ضرورة «احترام نتائج» مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في الرياض، كونه جمع الأطياف الرئيسة في المعارضة، مطالباً المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بالاتفاق مع اللجنة العليا المنبثقة عن هذا المؤتمر في خصوص مفاوضات جنيف. كما شدّد فابيوس على أهمية وقف قصف المدنيين ووقف تجويع الناس قبل أي مفاوضات. وأكد الجبير أن المعارضة السورية تمثلها اللجنة العليا المنبثقة عن مؤتمر الرياض، وهي الجهة المعنية التي «تُحدد من يمثل (المعارضة) في المفاوضات، ولا يجوز لأي أحد أو أي طرف آخر أن يفرض على المعارضة السورية من يمثلها في المحادثات مع بشار الأسد».
وجاء الموقفان السعودي والفرنسي في ضوء معلومات عن عرض جديد سيقدمه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمام نظيره الأميركي جون كيري خلال اجتماعهما في زوريخ اليوم. وينص العرض على تمثيل المعارضة بوفدي «القائمة الروسية» و «قائمة الرياض» ويضم كل منهما «العدد نفسه والصلاحيات ذاتها ومرجعيته السياسية الخاصة» لإجراء مفاوضات بين القائمتين في جنيف تمهيداً للمفاوضات بين ممثلي الحكومة والمعارضة.
في غضون ذلك، حمّلت مصادر ديبلوماسية في نيويورك روسيا مسؤولية وضع العراقيل أمام انطلاق المفاوضات السورية- السورية، وقالت إن روسيا «مصرة على إقحام أسماء في لائحة وفد المعارضة السورية الى مفاوضات جنيف بهدف تخريب المحادثات وكسب الوقت لتحسين وضع حلفائها العسكري». وأضافت أن مؤتمر المعارضة السورية الذي استضافته الرياض الشهر الماضي عقد من خلال دعوة «كل الأسماء التي اقترحها المبعوث الخاص الى سورية ستيفان دي ميستورا إلى المشاركة فيه، بمن فيهم هيثم مناع، إلا أن الأخير هو من اعتذر» عن عدم المشاركة.
وشككت المصادر في إمكان التوصل الى عقد مفاوضات جنيف في ٢٥ الشهر الحالي «إذ إن دي ميستورا لم يوجه الدعوات بعد، والموعد بات قريباً جداً». وقالت إن اللجنة العليا للمفاوضات (المعارضة) طلبت من دي ميستورا إطلاعها على «أسماء وفد النظام السوري إلى المفاوضات، وهو ما لم يتم حتى الآن، على رغم أنه ضروري»، مشددة على ضرورة أن يعلن دي ميستورا أسماء وفدي المفاوضات.
وقال السفير السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، إن بلاده «ليست متمسكة بلائحة الرياض، والأمر يعود الى اللجنة العليا» في المعارضة لتقرر تشكيلة اللائحة.
وفي شأن مسألة تشكيل وفد المعارضة قال السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، إن دي ميستورا «مجد في العمل على تشكيلة اللائحة وهو يتلقى نصائح من اتجاهات عدة بينها روسيا».
الحياة