تحت عنوان “درس لترامب في سوريا: عدو عدوي هو عدوي” نشرت صحيفة The Daily Beast الأميركية، مقالاً لأحد محرريها، مايكل فايز، سلَّط الضوء على سياسة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في الشرق الأوسط، وخاصة تعامله مع الملف السوري.
فايز الذي رصد تصريحات ترامب وردود الأفعال الروسية والسورية على حد سواء، خلص في النهاية إلى أن الرئيس المنتخب لا يوجد ما يضمن أنه يمكنه إصلاح الأمر (الوضع في سوريا)، حتى إن أراد ذلك، أو حتى إن كانت لديه فكرة عن كيفية فعل ذلك.
وهذا نص المقال كاملاً:
صحيح أن المكالمة الهاتفية التي جمعت بين الإدارة الروسية والرئيس المنتخب دونالد ترامب كانت مقتضبة، إلا أنها أفصحت عن أمر مهم. وهو أن “الرئيس بوتين والرئيس ترامب شرعا في الحديث حول أهمية العمل معاً في الصراع الدائر بسوريا، ضد العدو الأول والمشترك بينهما: الإرهاب الدولي والتطرف، وفي هذا الحديث ناقشا القضايا المتعلقة بحل الأزمة في سوريا”.
وكان التقارب في وجهات النظر بين الرئيسين قد حدث في 14 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد 6 أيام بالضبط من إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، عندما بدأ العالم يشير إلى دونالد ترامب -ولو على مضض- باعتباره الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأميركية. حدث هذا التقارب بعد عدة أيام من تلقي إمبراطور العقارات الشهير دونالد ترامب ما وصفه بالخطاب “الجميل” من نظيره الروسي المرتقب، فلاديمير بوتين صاحب القيادة الحازمة الذي أبدى إعجابه بالرئيس الجديد، في حين أن نظامه يتعرض حالياً -وربما لا يستمر ذلك كثيراً- لعقوبات من قِبل الولايات المتحدة بسبب غزوه واحتلاله أجزاء من أوكرانيا.
ووفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن فلاديمير بوتين مسؤول عن قتل أعداد كبيرة من المدنيين السوريين خلال عام واحد، تفوق تلك الأعداد التي يتحمل “تنظيم الدولة الإسلامية” المسؤولية عنها خلال 3 أعوام ونصف، يجري كل ذلك من قِبل بوتين تحت دعوى محاربة “الإرهاب الدولي والتطرف”. ولا يبدو أن ترامب على معرفة حقيقية بهذه الإحصائيات الأخيرة (ففي بعض الأحيان، لم يكن ترامب على معرفة بالغزو الروسي لأوكرانيا)، كما يبدو أن ترامب لن ينزعج بهذه الإحصائيات في حال اطلع عليها. ويمكننا القول إن سياسة ترامب تجاه سوريا، بحسب ما يمكن التكهن به من خلال تصريحاته وادعاءاته أثناء الحملة الانتخابية والفترة الانتقالية المضطربة، ظلت باستمرار منافية لما يجري على أرض الواقع.
ترامب والشرق الأوسط
وتقوم سياسية ترامب في التعامل مع الشرق الأوسط المعاصر على أمرين: كاريكاتورية ساخرة في الحرب على الإرهاب (مثلما وعد في تصريح شهير بتدمير داعش) من جانب، بالإضافة إلى وعيه نوعاً ما بأهمية التقليل من أسلوبه الدعائي السلطوي والمُضلل من جانب آخر، وهو نمط الأكاذيب الذي لم يهجره ترامب بعد، وعلى الجانب الآخر يتمنى الكثيرون من أعداء الولايات المتحدة أن يستمر قادة الغرب -مثل ترامب- في اتباع هذا النمط.
ويرى ترامب أن ما يسمى “بتنظيم الدولة الإسلامية” هو المشكلة الوحيدة التي تعاني منها منطقة مليئة بالمعضلات المستعصية والصراعات الدموية. لذا فإن هذا التنظيم يعتبر الخطر الأمني الوحيد بالنسبة للولايات المتحدة.
وفي حديثٍ له مع وول ستريت جورنال صرح ترامب قائلاً إنه لا يثق بالمجموعات السنية المعارضة التي تناهض داعش، وهي نفس المجموعات التي دُربت من قِبل البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، في حين يضع الكثير من الإيمان بالجيوش التي تقتل كلا الطرفين، وهو الأمر الذي يصب بصالح “داعش” في كثير من الأحيان.
وتابع ترامب حديثه قائلاً: “وجهة نظري هي أننا نقاتل النظام السوري، في حين أن النظام يقاتل “داعش”، ونحن يجب علينا أن نتخلص من هذا التنظيم. من ناحية أخرى، نجد الآن أن روسيا متحالفة بالكامل مع سوريا، وكذلك لدينا تحالف بين سوريا وإيران التي أصبحت قوية بسبب سياساتنا… نحن ندعم الآن قوات المعارضة السورية، مع أننا لا نعرف من هم على وجه التحديد”.
وبالكاد تبدو مسألة أن “سوريا” تُمثل هنا من خلال ديكتاتور مُجرم أمراً مهماً -وفقاً لصحيفة The Daily Beast الأميركية- وهو الديكتاتور الذي أمر أجهزة استخباراته سابقاً بإرسال (الجهاديين) إلى العراق لقتل الجنود الأميركيين، كما قام مؤخراً بإطلاق سراح معتقلي القاعدة المخضرمين من سجونه، في مقابل التجارة مع “داعش” بالبترول والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى السلاح والكهرباء. ولأسباب تبدو عديمة الأهمية، قام المسؤولون العسكريون والجواسيس الأميركيون باتباع سياسة الأرض المحروقة في سوريا، وهو الأمر ذاته الذي قام به النظام السوري وإيران وروسيا، مما أدى إلى تدفق موجات متعاقبة من اللاجئين إلى أوروبا وأميركا الشمالية. وكان هذا التدفق هو أكثر هجرة جماعية أدت إلى زعزعة الاستقرار على المستوى الاجتماعي والسياسي، إذ لم نشهد مثيلاً لذلك منذ الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من هذا، يبدو أن ترامب يرى أن كل هذه الأمور حدثت بسبب “دولة الخلافة”، لا بسبب صديقه المستقبلي بشار الأسد.
وبالفعل كانت تصريحات ترامب لصحيفة “وول ستريت” كافية لكسب رد فعل إيجابي مشوب بالحذر من قِبل بشار الأسد نفسه. ففي مقابلة له بُثت يوم الثلاثاء الماضي مع قناة PRT البرتغالية، عقب حملته الصحفية الناجحة لتحسين صورته، علَّق بشار على تصريحات ترامب قائلاً: “لا يمكننا قول أي شيء حيال ما ينوي ترامب فعله، ولكن إذا توجه لمحاربة الإرهاب فسنكون حلفاء له بالطبع، وهو تحالف طبيعي بيننا وبين الدول المحاربة للإرهاب مثل روسيا وإيران ودول أخرى”.
ومما لا شك فيه أن بوتين والأسد يرحبان بإعادة تنظيم القوى العسكرية العظمى في العالم في معسكر واحد، وهو معسكر دمشق- طهران- موسكو.
وجدير بالذكر هنا أن دونالد ترامب وجَّه نقداً للرئيس باراك أوباما الضعيف، لأنه زعم أن العمل مع هذا المعسكر هو ضرورة جيوسياسية، وبذلك جعل الولايات المتحدة هي الضامن الأخلاقي لجرائم الحرب التي ترتكبها هذه الترويكا. ويبدو أن منظور ترامب يعاني من تناقض استراتيجي كبير، فلا يمكن أن تكون في نفس الوقت مؤيداً لبوتين ومناهضاً لنظام آية الله، على الأقل في سوريا.
من جانبها قالت جنيفر كرافيلا، محللة الشؤون السورية في معهد واشنطن لدراسات الحرب، في حديث لها مع صحيفة “ديلي بيست”: “إن نظام بشار الأسد لا يستطيع حتى أن يتحكم بالقوات التي تقاتل باسمه”.
وتابعت كرافيلا: “إيران هي الأخرى لديها سيطرة غير كافية على القوات الموالية للنظام؛ لذا فإذا كانت الولايات المتحدة ترغب في الدخول في تحالف مع بشار الأسد أو مع كلٍّ من روسيا والأسد، فإن ذلك يعني أنها ستتحالف مع قوات الحرس الثوري الإيراني”. في إشارة إلى القوات الخاصة التابعة لنظام الملالي. وهي القوات التي جعلت الرئيس ترامب يوجه اللوم للرئيس الحالي بسبب دعمه لها، وجعل خطرها يتزايد على الولايات المتحدة، من خلال الاتفاق النووي الإيراني.
وقال أوليفر كارول مدير تحرير صحيفة “موسكو تايمز”، معلقاً على هذه التناقضات: “ربما تحديداً بسبب الشك حول الطريقة التي سوف ينتهجها ترامب في التعامل مع هذه المعادلات الصعبة، تحول الاستقبال الحافل له في موسكو من كونه الفرس الأسود الذي يراهن عليه الكرملين إلى شعور بالندم”.
صحيح أن الروس يشعرون أنهم “وجدوا الرجل المطلوب” كما تقول كارول، لكن ذكاء وحنكة بوتين تُخبره أن سياسة ترامب الخارجية يمكن أن تتأرجح بعنف بين أحد هذه الاتجاهات، ويتوقف ذلك على وزرائه والمحيطين به. فعلى سبيل المثال، ستكون تسمية سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون وزيراً للخارجية أمراً غير مرغوب بشدة من قِبل الكرملين، بحسب رؤية كارول، فلن يكون انتماء بولتون لتيار المحافظين الجدد أمراً هيناً بالنسبة لكلٍّ من روسيا وإيران. وفي ظل هذه الأوضاع لن ينتظر بوتين ليرى كيف ستجري الأمور من حوله. فهو مشغول بالمرحلة الانتقالية الخاصة به.
في الخامس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني، أي بعد نحو 24 ساعة من مكالمة “بوتين” الهاتفية لتهنئة “ترامب”؛ أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو “بدء عملية واسعة النطاق لتوجيه الضربات للإرهابيين” في جميع أنحاء سوريا، بالاعتماد على قاعدة “حميميم” الجوية المنشأة منذ عام واحد في اللاذقية، وعلى قواتها البحرية المنتشرة مؤخراً في البحر المتوسط.
وأُطلقت صواريخ “كاليبر” الجوالة من البارجة الروسية “الأميرال غريغوروفيتش” باتجاه أهداف في محافظات إدلب وحلب وحمص، وأقلعت مقاتلات “Su-33″ و”MiG 29K” من حاملة الطائرات الروسية الوحيدة “الأميرال كوزنيتسوف” وهبطت عليها بنجاح في بعض الأحيان أيضاً.
حلب وتسليح المعارضة
تبدو استعادة شرقي حلب أمراً جوهرياً وضرورياً لبوتين وللمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وللأسد، فهي معقل الثوار والجهاديين لعدة سنوات، وسقوطها سيرفع الروح المعنوية ويروّج دعائياً كنصر حاسم لدمشق، وإن كان ذلك لا يعني نهاية التمرد المناهض للنظام. لكن من شأن ذلك أن يؤدي لتقدم النظام ببطء، كما أوضح المتفائل الدائم “ستيفان دي ميستورا”، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، لصحيفة “الجارديان” في أعقاب انتخاب ترامب.
وعلى جانب المعارضة، تعاظَم الدور الذي يقوم به حلفاء الولايات المتحدة -قطر وتركيا بشكل أساسي- في ظل غيابها المستمر عن تبني قضية الثوار، حتى غدا دورهم أكثر جرأة في تمويل وتسليح المعارضة لصد الهيمنة الإيرانية و/أو التوسع الكردي في سوريا. وفقاً لما قالته “كارافيلا”.
ولن يؤثر قطع الولايات المتحدة لإمدادات الأسلحة والأموال عن مختلف وحدات الجيش الحر بالضرورة على مسار هذه المعركة، ومع ذلك؛ فسقوط حلب من شأنه أن يؤدي إلى عكس ما يريده ترامب وهو: تدمير الإرهاب الدولي.
وتقول “كارافيلا” في هذا الصدد إن التجنيد الجهادي سيزداد، وهو في ازدياد بالفعل نتيجة للحملة الروسية منذ عام، وتتابع: “حتى عندما استهدفت روسيا مناطق سيطرة داعش، فقد انتهكت قوانين النزاع المسلح، إذ استهدفت أسواقاً تسيطر عليها داعش، وقتلت المدنيين. لا نريد من روسيا استهداف أماكن سيطرة داعش، لأن ذلك لن يكون فعّالاً عسكرياً”.
وهذا ما دفع كلاً من وكالة المخابرات المركزية وهيئة الأركان المشتركة لوصف عملية الاستيلاء على شرقي حلب بأنها كارثة إنسانية وشيكة، وتهديد لجهود مكافحة الإرهاب الأميركية، فالمنطقة تخلو من أي مسلحين تابعين لداعش، ولا تضم سوى الكثير من المدنيين، حوالي 250 ألف مدني يواجهون خطر الإبادة أو التهجير الداخلي أو التطرف.
ووفقاً للجان التنسيق المحلية المعارضة، فقد قُتل 82 شخصاً في حلب وحدها يوم الأربعاء، معظمهم إثر غارات الطائرات الحربية الروسية والسورية. كما دُمر عدد من المستشفيات الأسبوع الماضي، منها واحد متخصص في علاج الأطفال، وفقاً لمنظمة أطباء بلا حدود.
كما قالت منظمة الصحة العالمية، إن كل مستشفيات المنطقة أضحت غير صالحة للعمل، رغم مخالفة المرصد السوري لحقوق الإنسان لذلك، بقوله إن المدنيين المذعورين خائفون من تعرضهم للقتل إن حاولوا طلب العلاج في أي من المرافق التي ما زالت تعمل.
ووفقاً للجان التنسيق المحلية؛ فالموت من الأعلى قد يأتي بالطريقة السريعة، والبطيئة أيضاً، إذ ألقت الطائرات الروسية القنابل عبر المظلات على منطقتي هنانو وحي داريا في شمال شرقي حلب.
ويقول “منذر إيقاتي”، وهو ناشط في منطقة سيف الدولة بالمدينة، للديلي بيست، في تعليق بعد يومين من بدء حملة متجددة: “كان القصف الأعنف هذا الشهر”. “فالصواريخ التكتيكية، والقنابل العادية، والبراميل المتفجرة، والمدافع، وقذائف الهاون، وصواريخ الأرض-أرض” كلها قصفت المدينة، ولا مَهرب من المذبحة الحتمية، كما وصف شهود عيان آخرون سقوط براميل متفجرة محمّلة بغاز الكلور.
كما صورت الجزيرة لقطات مروّعة لغارة جوية على مستشفى الأطفال، حيث كان والد وطفلاه يتلقون العلاج إثر اختناق من هجوم كيماوي، وتزاحمت الممرضات لإنقاذ الأطفال الرضع -الأشبه بالجثث الهامدة جرّاء سوء التغذية- من الحاضنات، وسط الدخان والحطام.
ويضيف “أمين الحلبي” واصفاً الحال في المدينة: “نحن محاصرون تماماً، لا توجد طرق للخروج من المدينة، ولا مَهرَب لدينا لنركض إليه”.
لكن على نقيض هذا الإدعاء بالتطويق والمحاصرة الكاملة؛ تلقى سكان شرقي حلب رسالةً نصية من النظام في يوم الأحد 13 نوفمبر/تشرين الثاني، تطلب من المرضى والجرحى الفرار من المدينة وإلا سيكونون عُرضة للموت إثر “هجوم مُخطط له استراتيجياً باستخدام أسلحة عالية الدقة خلال 24 ساعة”.
وقال السيناتور “جون ماكين”، في منتدى الأمن الدولي بهاليفاكس يوم السبت، إن القنابل الموّجهة بدقة تستخدم لاستهداف المستشفيات خصيصاً في حلب، واصفاً ما تفعله روسيا وإيران والأسد بأنه “واحد من أكبر أعمال الإبادة الجماعية في العصر الحديث”، كما أن الولايات المتحدة متواطئة أيضاً بسبب عجزها وتقاعسها.
وفي إطار التعليق على دور الولايات المتحدة، قال “الحلبي” مردداً وجهة نظر منتشرة على نطاق واسع: “إن لم يمنحهم ترامب الضوءَ الأخضر؛ لم تكن روسيا لتبدأ الحملة على حلب مرة أخرى”.
كما تبنى النشطاء والثوار الذين اشتركوا في المقابلات إجابة جماعية حول توقعاتهم لآفاق رئاسة ترامب، وهي “ما الجديد؟”، لقد كانوا كذلك بالفعل، إذ يقول المصور “فؤاد حلاق”: “حسناً لننظر إلى ما حدث خلال الأسبوع الماضي، فاز ترامب في الانتخابات، وقُتل 100 مدني في حلب وحدها، وحتى إن فازت كلينتون بدلاً منه فهل كان سيُغيّر ذلك من الأمر شيئاً؟ لا أعتقد ذلك”.
كما اتفق من أُجريت معهم المقابلات على أن الأمل قد انقطع في حل تقوده الولايات المتحدة لمعاناة السوريين منذ عام 2013، حين فشل أوباما في معاقبة الأسد لاستخدامه الأسلحة الكيميائية في دمشق، وعقد اتفاقاً مع بوتين بدلاً من ذلك، وهو ما يعتقد سكان شرقي حلب أن ترامب سيُمدده على الأرجح، مع قليل من الاكتراث للطريقة التي يعيشون بها أو يموتون، أو حتى عدم الاكتراث نهائياً.
وأضاف “سهيل”، أحد أعضاء لواء شهداء الإسلام بالجيش السوري الحر، أن اللواء تلقى بالأمس شحنة من الذخيرة من تركيا عبر معبر عتمة، وتابع: “وهكذا، فالأسلحة لم تتوقف بعد، ولكن ليس لدي فكرة عن الكيفية التي قد يؤثر بها فوز ترامب علينا، لست قلقاً على أية حال لأن الولايات المتحدة لم تدعمنا حقاً، فهي تدعمنا فقط عبر البيانات، وتعمل ضدنا في الواقع”.
وتقول “كارافيلا”، إن “الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي أن تنظيم القاعدة يقاتلون ويموتون في الخنادق إلى جوار المعارضة السورية ضد نظام الأسد منذ بداية هذه الحرب، وإن دخلت الولايات المتحدة في شراكة مع روسيا، التي ترتكب جرائم حرب متكررة، حتى وإن تمكنّا من تحويل الحملة الروسية لأي نتيجة مثمرة، فسنظل نفشل في استعادة شرعيتنا مع السكان المحليين”.
وأضافت: “نحن في منافسة مع القاعدة، لقد استثمرنا في الحفاظ على سمعتنا، لكن ليس بما يكفي للتأثير على النتيجة بأي شكل جاد، وهو ما يضعنا في مأزق مريع”.
وفي نهاية الأمر، فليس هناك ضمان بأن الرئيس ترامب يمكنه إصلاح الأمر، حتى إن أراد ذلك، أو حتى إن كانت لديه فكرة عن كيفية فعل ذلك.
مايكل فايز هو محرر في صحيفة “ذا ديلي بيست”، شارك في تأليف كتاب “داعش: داخل جيش الرعب”. وهو محرر في موقع “The Interpreter” المكرس للشؤون الروسية والأوكرانية.
هافنغتون بوست