قررت مجموعة من العائلات الثكلى الإسرائيلية والفلسطينية تنظيم مظاهرة اليوم، احتجاجاً على المشاريع الاستيطانية التي تخطط لها السلطات الإسرائيلية على حساب قسم كبير من أرض قرية الولجة، قرب القدس الشرقية المحتلة.
وتتمتع قرية الولجة بمكانة استثنائية تجعلها في وضع مختلف عن سائر البلدات التي تحتلها إسرائيل. فعندما رسمت حدود القدس الجديدة عام 1967 شملت معظم أراضي الولجة، لكن على عكس القرى الأخرى التي حظي سكانها ببطاقات الهوية الإسرائيلية، حظي سكان الولجة بمكانة استثنائية، حيث تم ضم أراضيهم إلى إسرائيل بينما تركوا هم خارج القدس دون بطاقات هوية إسرائيلية. كما لعبت الحرب دوراً في فصلهم عن عين الولجة، الينبوع الذي شكل مصدر حياتهم، والذي تم منذ ذلك الحين تغيير اسمه إلى «العين البيضاء»، التي أصبحت على مر السنين موقعاً سياحياً شهيراً في منطقة القدس. وقد قام أهالي الولجة ببناء منازلهم من جديد، وبناء مدرجات زراعية، وحصلوا على المياه من الينابيع القريبة، وفي مقدمتها عين البلد، التي لا تزال تشكل مصدر المياه بالنسبة للقرويين حتى اليوم.
لكن مكانتهم كحاضرين – غائبين في القدس مست بهم، كما أنهم يعتبرون أنفسهم مواطنين فلسطينيين يعيشون داخل حدود إسرائيل، وهي تتصرف بأراضيهم كما يحلو لها، بدءاً من تخطيط ببناء حي يهودي في المكان، مروراً بإعلان الحديقة الوطنية التي يفترض أن تشمل معظم أراضيهم الزراعية، وانتهاء بأكبر تهديد ملموس وخطير، أي بناء جدار فاصل على أراضي القرية بشكل يفصل بين السكان وأراضيهم الزراعية ويقطع لقمة عيشهم.
ويؤكد الأهالي أن الهدف المعلن للجدار هو الأمن، ولكن نيته الحقيقية هي دفع سكان القرية إلى الرحيل مرة أخرى بعيداً عن المدينة التي لا تريدهم.
ومن هذا المنطلق تحاول مجموعة من المواطنين والمنظمات الإسرائيلية والفلسطينية، وعدد من الأجانب مساعدة السكان على مواجهة الضربات الكثيرة التي يتعرضون لها. وحسب رامي الحنان ومازن فراج، مديري منتدى العائلات الثكلى الإسرائيلية – الفلسطينية، فإنه «لا يمكن لكل من يؤمن بقيم المساواة وحب الإنسان أن يقف مكتوف الأيدي أمام الظلم المستمر الذي يمارس ضد سكان الولجة».
وينظم هؤلاء مسيرة اليوم مع منظمة «نقف معاً» و«مقاتلون من أجل السلام»، وستخرج من بيت جالا إلى الولجة «من أجل منح الأمل لسكان القرية، والإثبات بأنه أمام السلطات التي تنكل بهم، هناك كثير من المدنيين الذين يقفون إلى جانبهم».
الشرق الأوسط