المركز الصحفي السوري
إبراهيم الإسماعيل 24/6/2015
استيقظوا على أصوات الانفجارات تهز قريتهم، ليقوموا للسحور حيث حان موعده، بعد أن سمعوا صوت الانفجارات التي تعودوا على سماعها منذ بدية رمضان وقت السحور، حيث أصبحت المسحر المنبه لأحياء ريف إدلب الجنوبي.
أبو أحمد السيد أحد سكان معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي شمال سوريا، يبلغ من العمر الخمسين عاماً، ولديه خمسة شبان، يعمل بائع خضروات في مدينته التي تتعرض لقصف بشكل مستمر، أنهى أبو أحمد عمله قبيل أذان المغرب، ليغلق حانوته المتواضع ويذهب ليشارك عائلته الفطور، حان أذان المغرب وحان وقت الفطور لتجتمع العائلة بأكملها لتناول الفطور بعد صيام أكثر من 16ساعة ونصف، ولكن طائرات الأسد الغاشمة الحاقدة لم تدع هؤلاء الصائمين إكمال فطورهم.
حيث قامت الطائرات المروحية بإلقاء ألغام بحرية على بيت أبو أحمد لتودعه مع عائلته حجارة بيته وأرصفة حارته وأبواب حانوته، نعم من هنا حيث كانت الدماء قد تناثر رحيقها ليرسم شدة معاناة السوريين على حجارة جامدة تحترق بلهيب هذه القطرات من الدم التي زينت ذلك المكان.
حيث كان صراخ الناس يعلوا ويعلوا وأصوات المسعفين، وأنين المصابين ودموع الأطفال والنساء التي أبكت الحجارة، حيث امتلأ المكان بأشلاء المصابين وبقايا المنازل.
كل يوم تكرر هذه المشاهد في المناطق المحررة بفعل هذه الطائرات، التي لها أهمية كبيرة عند النظام فهي السلاح الأول في قتل السوريين، وهي أهم سلاح لديه فهو يستخدمه في قتل السوريين منذ بداية الثورة في 2011 وحتى الأن، وتتميز هذه الطائرات بعدة مزايا منها أنها تحمل وزن كبير جداً من المواد المتفجرة، عدا ذلك فهي تقوم برصد وتعين أهداف وتحركات المقاتلين.
وتخرج هذه الطائرات من عدة مطارات منها وأكبرها مطار حماه العسكري ومطار الضمير ومطار المزة ومطار كويرس وتتوزع على معظم المحافظات السورية وهناك غيرها الكثير من المطارات والتي يبلغ عددها في سوريا إلى 23 مطاراً عسكرياً.
ولقد بدأ الثوار هجومهم على قواعد النظام الجوية أواخر العام 2012، وحرروا مطار الحمدان في مدينة البو كمال بريف دير الزور الشرقي، في شهر تشرين الثاني من عام 2012.
وكذلك حرر الثوار مطار مرج السلطان في الغوطة الشرقية، في شهر كانون الثاني من عام 2013، وسيطر الثوار على مطار تفتناز العسكري الواقع شرق مدينة إدلب مطلع عام 2013 ، وفي شهر شباط من عام 2013 سيطر الثوار على مطار كشيش «الجراح» شمال مدينة مسكنة، قرب مدينة منبج بريف حلب الشرقي والذي يُعدُّ مطاراً تدريبياً، وكانت توجد فيه طائرات لام 39.
وفي بداية شهر آب من عام 2013 سيطر الثوار على مطار منغ العسكري بريف حلب الشمالي. وسيطر تنظيم الدولة على مطار الطبقة العسكري في شهر آب 2014 وكان يحوي طائرات حربية، ومروحية، كما سيطر التنظيم أيضاً على مطار تدمر العسكري في أيار من هذا العام.
وهناك عدة مطارات محاصرة مثل مطار النيرب بحلب، ومطار كويرس ومطار أبو ظهور العسكري بإدلب.
وأما عن الأسلحة التي تستخدمها الطائرات في قتل الشعب السوري، فهي البراميل المتفجرة التي تعد أكثر سلاح خلف قتلى ودمار في سوريا منذ اندلاع الأحداث، وهذه البراميل تصنع في سوريا من مواد متوفرة بكثرة في سوريا مثل TNT وبعض قطع الحديد الحادة، وهناك الحاويات الكبيرة التي تحوي نفس مواد البراميل ولكن بكمية تزيد عن أربعة أضعافها في البراميل.
وهناك أيضاً السلاح الذي أصبح النظام يستخدمه مؤخراً وهو الألغام البحرية، التي تعد سلاح خطير جداً يتم إلقائه من قبل الطائرات المروحية، ويتم استخدامه في سياسة الأرض المحروقة التي يستخدمها النظام في الآونة الأخيرة، وتحتوي هذه الألغام مواد شديدة الانفجار مثل “تروتيل” ويبلغ وزن اللغم الواحد بعد تعديله من قبل قوات النظام نحو 350 كيلوغرام، وتستطيع الطائرة المروحية حمل أكثر من 22 لغم في الطلعة الواحد، وتعد الألغام سلاح خطير جداً لعدم قدرة التحكم بمكان سقوطه بسبب شكله البيضوي وخبة وزنه، مما يسبب دماراً عشوائياً.
وفي هذا السياق يعيش السوريين حياتهم مليئة بالمعاناة والشقاء وسوء الظروف وصعوبة العيش، وفي شهر رمضان المبارك شهر الصيام لا يجد السوريون وقتاً لتأدية العبادات والطقوس الدينية التي يتبعونها، بسبب حقد النظام المتزايد مع كل يوم جديد، ومع عدم وجود من يضع الحد لهذا النظام، يزداد قمعاً وتدميراً لهذا الشعب المسكين، فيبقى أمل وحيد لهؤلاء الناس هو التوجه إلى الله لدعاء في سبيل تخليصهم من هذا النظام ومن العالم الذين تأمروا معه عليهم.