“انثقبت أذني” بتلك العبارة التي رددتها والدة العروس منذ زيارتنا الأولى :” أهم شي الأخلاق وابن الحلال… ولكنّ والدها اشترط أن يدفع العريس شهرياً مبلغاً يوازي ما كانت تستلمه ابنته العاملة”.
استبشرت سميرة (اسم مستعار) التي تتولى مهمة الخطبة لأخيها خالد (اسم مستعار) بعد وصولهم لمنزل الفتاة كي “يفصلوا الحق” كما يقال بلهجتهم الحلبية فأيام قليلة وسيودع خالد العزوبية ويقترن بفتاة طلبها الأهم “ابن حلال” ولكن بمهر لا يقل عن ٦ آلاف دولار.
تروي سميرة الحادثة وكيف أكدت والدة الفتاة منذ زيارة بيتها الكائن في أحد الولايات التركية والتعرف عليهم بعبارة ” طول مالنا باركين الأم بتقول طلبنا ابن حلال، أهم شي ابن الحلال والأخلاق” .
تصمت أخت الخاطب برهةً تستذكر الموقف تخلطه بابتسامةٍ ساخرةٍ نبأتني بها شفاهها التي لم تتحرك إلا قليلاً باتجاهٍ واحدٍ قائلةً “الأب قال ابنتي عاملة” فردّ عليه أخي خالد : “عند الزواج لن أقبل أن تعمل زوجتي فأنا متكفل بمصروفها ومقتدر والحمد لله “.
فما كان من والد الفتاة إلا أن قال بأنّ ابنته تتكفل بمصروف المنزل من أجار وطعام فإن تزوجت وتركت العمل من أين نأتي بالمصروف!!
تتابع سميرة وصف المشهد بزورةٍ جمعت حاجبين عريضين وتحتهما عينان اتسعتا لتظهر آثار الغضب الذي سيطر عليها وأخيها ولكنهما تمالكا نفسهما وهدأتا من جديد لتقول: الأب معافى لا يشكو مرضاً لكنه يتكئ على ابنته لتأمين المصروف.
وافق والد الفتاة على الخطبة وأعلن دون خجل شرطاً أن يقدّم أخي مصروفاً شهرياً له يوازي المبلغ الذي كانت تقبضه ابنته.
أصابتنا دهشةٌ لم يحملها عقلنا كيف لأب أن يستثمر بابنته بهذا الشكل يشترط على خطابها أن يقدموا له مبلغا شهريا تعويضا عن المبلغ الذي تقدمه ابنته له.
تسرد أخته مستذكرةً المثل ” إلي مابدو يزوج بنتو بغلي مهرها ” و لم يكتفي الأب براتب شهري بل طلب مهراً ستة آلاف دولار وكسوة كاملة ومنزل مفروش رغم ارتفاع الإيجارات وصعوبة اللقمة كما يقال.
تتساءل خالته التي عاشت الموقف معهم: هل الغربة تجبر الأهالي على استغلال كل شيء حتى بناتهم، هل يحق للأب أن يفرض سلطته بحكمه الولي على ابنته ليتحكم بمصيرها مستغلاً تكاسله دون أن يسعى لتأمين المال.
يغادر الخطّاب المنزل من غير رجعة رغم أنّها الفتاة التي يحلم كل شاب أن يرتبط بها وقد تخطت الفتاة ال 33 لكنّ مطالب والدها التعجيزية تجبر الخاطبين على تركها.
تقول شقيقة الشاب: تجاوز أخي 37عاماً، ولكنه يعجز عن تأمين مطالب واستغلال ذوي البنات فمن الجاني ومن المجني عليه الفتاة أم الشاب أم الأهل أم الساسة؟
قصة خبرية /أمل الشامي