طريق الكاستيلو دخل مؤخرا في حسابات الصراع العسكري بين الأطراف المتحاربة في حلب، وبات عرضة للاستهداف تارة، والتهديد بالقطع وحصار الآلاف داخل حلب تارة أخرى.
يحظى طريق الكاستيلو شمالي مدينة حلب بأهمية كبيرة، إذ يعد المنفذ البري الوحيد لمناطق سيطرة المعارضة بحلب، كما أنه الشريان الرئيسي الذي تعيش المدينة وسكانها عليه عبر حركة نقل البضائع ومساعدات الإغاثة والمواصلات مع الريف الشمالي والغربي.
ويشهد الطريق حركة مرورية نشطة آناء النهار لتتراجع مع اقتراب الليل، ولا سيما من الشاحنات التي تنقل البضائع، بينما تشرف حواجز المعارضة على الطريق أمنيا.
ودخل طريق الكاستيلو مؤخرا في حسابات الصراع العسكري بين الأطراف المتحاربة في حلب، ما جعله عرضة للاستهداف تارة، والتهديد بالقطع وحصار الآلاف داخل حلب تارة أخرى.
من بين تلك الأطراف وحدات حماية الشعب الكردية التي تحكم سيطرتها العسكرية على حي الشيخ مقصود، وهو حي يقع في منطقة مرتفعة نسبيا ومطلة جزئيا على طريق الكاستيلو، حيث تؤكد مصادر بالمعارضة أن وحدات حماية الشعب تستهدف بين الحين والآخر العابرين في الطريق من المدنيين، مشيرة إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى بنيران قادمة من تلك الوحدات.
وقال ملهم عكيدي القيادي من “تجمع فاستقم كما أمرت” وهو من فصائل الجيش الحر، إن طريق الكاستيلو تستهدفه منذ أكثر من سنة ونصف قوات النظام المتمركزة في حندرات، وقوات حزب العمال الكردستاني في حي الشيخ مقصود، وذلك بهدف قطعه وحصار مدينة حلب.
وأشار عكيدي -في حديث للجزيرة نت- إلى أنه ومنذ أخرجت فصائل المعارضة في حلب جيش الثوار المتعاون مع وحدات حماية الشعب من حيي الهلك وبستان الباشا، بسبب محاولته التمدد عسكريا، لم تتوقف القوات الكردية عن الزحف والتقدم باتجاه طريق الكاستيلو، واستهدفته بنيران القناصة وقذائف الهاون.
وأكد القيادي في المعارضة أنه سجلت في أيام الهدنة الجارية حالة استهداف لحافلة ركاب مدنيين، ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى، كما أطلقت أيضا النار على شاحنة محملة بالطحين مما أدى إلى احتراقها بالكامل.
وعن اتهام المعارضة بأنها تستهدف المدنيين في حي الشيخ مقصود، قال العكيدي إنها ردت على محاولات للتسلل ومواجهة النيران القادمة من الطرف الآخر.
لكن وحدات حماية الشعب الكردية المنضوية في ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية، تقول إن فصائل من المعارضة، ومن بينها جبهة النصرة، هي من تخرق الهدنة وتستهدف المدنيين في حي الشيخ مقصود ذي الأغلبية الكردية بإطلاق القذائف والصواريخ على الحي.
وفي تصريح للجزيرة نت، أفاد المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية أنهم يملكون قوات تطل على طريق الكاستلو، ولكنها بحالة دفاعية ولم تدخل بأي اشتباك ولم تتورّط بأي محاولة لمصادرة الطريق.
واعتبر المكتب الإعلامي أن مسلحي جبهة النصرة “يختلقون الذرائع والاتهامات، قبيل الاعتداء على أي منطقة”.
من جانب آخر، رصدت الجزيرة نت اليوم السبت طريق الكاستيلو وأحوال المدنيين المارين عبره، وقال أبو محمود، وهو أحد القادمين من ريف حلب الغربي نحو المدينة، إن الطريق آمن، وأكد أنه لم يتعرض للخطر أو إطلاق نار من القناصة أثناء مروره بالطريق.
بدوره، قال أبو مصطفى وهو أحد أفراد الحاجز التابع للمعارضة إنه سترفع سواتر ترابية تفاديا لاستهداف العابرين من القناصة، وستسعى فصائل من الجيش الحر لاستعادة النقاط التي سيطرت عليها القوات الكردية.
المصدر : الجزيرة