طرح طرد المعارضة السورية، مساء الخميس، لتنظيم الدولة من بلدة جوبان باي (الراعي)، شمالي محافظة حلب، فكرة إنشاء منطقة آمنة شمالي سوريا، مرة أخرى.
وأفادت مصادر محلية لوكالة الأناضول، أن فصائل المعارضة السورية، حررت البلدة من سيطرة التنظيم، بعد أن طوقتها بنحو ألف و200 مقاتل، وتمكنت من قتل أكثر من 100 مسلح من الدولة، إضافة إلى هروب فلولهم إلى بلدات منبج والباب، في الريف الشمالي لحلب.
ولفتت المصادر ذاتها إلى أن التنظيم حاول التوغل إلى البلدة من خلال انتحاريين، عقب انسحابه منها، إلا أن المعارضة تصدت له.
وأشارت إلى مشاركة قوات “التحالف الدولي” في العمليات ضد الدولة، حيث أقلعت مقاتلات من مطار إنجيرليك، في ولاية أضنة جنوبي تركيا، بالتنسيق مع المعارضين السوريين، وقصفت أهدافاً للتنظيم، بالتزامن مع عمليات المعارضة براً.
وتمكنت قوات من المعارضة السورية، المنضوية تحت غرفة عمليات حوار كلس، التي تتكون من عدة فصائل أبرزها فيلق الشام، ولواء المعتصم، وفرقة السلطان مراد، ولواء الحمزة، وحركة أحرار الشام، والسلطان محمد الفاتح، الخميس، من السيطرة على البلدة.
ويرتبط إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا بالحظر الجوي، غير أن الإدارة الأمريكية تجنبت تقديم تعهدات حول ذلك؛ لأسباب تتعلق بإبقاء موسكو على طاولة المفاوضات الخاصة بسوريا، والنأي بنفسها عن مخاطر الدخول في الصراع.
واقترحت أنقرة تأسيس منطقة آمنة، في المنطقة الواقعة بين مدينتي إعزاز الخاضعة للمعارضة، وجرابلس التي يسيطر عليها التنظيم، وإخلائها منه من خلال عمليات برية وجوية في إطار استراتيجة مشتركة مع الحلفاء.
وفي حال تأسست المنطقة الآمنة، من المزمع تحسين الخدمات الاجتماعية المقدمة، وإقامة المرافق الحيوية فيها؛ بغية تشجيع النازحين على الحدود، واللاجئين المقيمين في تركيا على الإقامة فيها، وسيتولى الجيش السوري الحر توفير الأمن داخلها.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال في حديثه لقناة “العربية” السعودية، في27 ديسمبر/كانون الأول الماضي: إنه “يمكن إعلان منطقة بعرض 98 كيلومتراً، وعمق 45 كيلومتراً شمالي سوريا، خالية من الإرهاب، كمرحلة أولية، ويمكننا عندها إسكان السوريين الراغبين بالخروج من بلادهم، أو الموجودين في المخيمات التركية، والراغبين بالعودة إلى وطنهم في تلك المنطقة”.
وتابع أردوغان: “ومن أجل إقامة تلك المنطقة يجب جمع الأموال، في حين ستتكفل تركيا بإنشاء مساكن ملائمة للطراز المعماري السوري فيها، بوصفها دولة ناجحة في موضوع البنية التحتية والأبنية، شرط أن تكون منطقة محظورة للطيران من أجل أمنها”.
الخليج اونلاين