كشف موقع ” The Aviationist/الطيار” المختص برصد ومتابعة أخبار الطيران بأنه تم رصد حركة حثيثة لطائرات التجسس الأمريكية قرب الساحل السوري في الأيام القليلة التي سبقت إصدار التحذير الأمريكي للنظام من استخدام السلاح الكيماوي واستحضار بشار الأسد إلى “قاعدة حميميم” المحتلة من قبل روسيا.
أهم أدوات التجسس
وبحسب سجلات نظام “ADS-B / نظام رصد لاسلكي” الذي يراقب الأجواء تم تسجيل تواجد لطائرة الاستطلاع “RC-135s” وطائرة الاستطلاع البحرية “Navy P-8 Poseidon” بالإضافة لطائرة استطلاع من
Navy P-8 Poseidon
نوع ” RC-135V” قرب الساحلين السوري واللبناني، في المياه الدولية، يوم أمس الثلاثاء، بمعنى آخر فإن ثلاثة من أهم أدوات التجسس لوكالة الاستخبارات الأمريكية تواجدت بشكل متزامن يوم أمس ولا شك أن ذلك لا يمكن فهم تزامنه مع التهديدات الأمريكية واستحضار الأسد إلى حميميم على قبيل الصدفة.
ويكشف الموقع المتخصص حدث مرتبط آخر لعله يفسر النشاط الاستخباراتي الأمريكي قرب السواحل السورية واللبنانية حيث شوهدت طائرة الاستطلاع “WC-135 Constant Phoenix” في البحر الأسود بتاريخ 26 حزيران / يونيو، انطلقت من قاعدة لها في “ميلدين هول Mildenhall” ببريطانيا، وهذه الطائرة مزودة بأجهزة للكشف عن النشاطات النووية والأهم الكشف عن وجود آثار للغازات الكيماوية في الأجواء حتى لو مضى على استخدامها عدة أيام.
15% من الكيماوي وبعلم أمريكا!
حملت اللغة الشديدة التي استخمها مسؤولو الإدارة الأمريكية في تحذيراتهم لنظام الأسد من أي استخدام للسلاح الكيماوي إلى البحث عن سبب صدور هذه التحذيرات وهل هي لإيصال رسائل سياسية أنم أنها تستند على دلائل فعلية؟ ولكن الرد الروسي السريع والشديد اللهجة يظهر أن التحذيرات الأمريكية غير موجهة لنظام الأسد فقط بل بشكل أكثر تحديداً إلى روسيا.
ومن جهته رأى الباحث الأمريكي “تشارلز ليستر” في مقال له بموقع “معهد الشرق الأوسط” أن التحذيرات الأمريكية الأخيرة جاءت اعتماداً على تقارير استخبارية رصدت تعزيزاً للاجراءات العسكرية في المراكز التي ما زال نظام الأسد يحتفظ فيها بأسلحة كيماوية بالإضافة لرصد نشاط في الاتصالات بين “مركز البحوث العلمية” والفرع “450” الذي يقول ليستر أنه المسؤول عن الأسلحة الكيماوية عند النظام.
ويكشف ليستر أن النظام لا زال يحتفظ بـ 15% من مخزونه الكيماوي وذلك بعلم الإدارة الأمريكية التي تجاهلت عدم تنفيذ الأسد لاتفاق 2013 بخصوص تدمير المخزون الكيماوي بشكل كامل وما التحذيرات الأمريكية إلا دليلاً على معرفة الإدارة بذلك منذ سنوات.
بعلمهم!
يظهر من تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية التي أعقبت تحذيرات واشنطن عن رصدها لنشاطات في مطار الشعيرات بريف حمص تشبه ما حصل قبل استهداف خان شيخون في شهر نيسان الماضي، أن أمريكا تعلم تماماً أن النظام ما زال يحتفظ بمخزون من السلاح الكيماوي، 15% تقريباً حسب ما رأينا، ومع ذلك حولت الإدارة والعالم الموضوع لحرب تصريحات مع روسيا دون التعليق على إخلال الأسد باتفاق 2013، مما يعني سماح العالم لنظام سبق له استخدام السلاح الكيماوي بالاحتفاظ والتحكم به مع ما يحمله ذلك من احتمالات تبدو مؤكدة بالنظر لتاريخه وحلفائه على استخدامه مرة أخرى.
أورينت نت