المركز الصفي السوري
إبراهيم الإسماعيل 15/6/2015
في ظل التطور الذي شهده العالم و تطور وسائل المعرفة، وتعددها إلا أن هناك الكثير من الأخطار التي تهدد حياة الإنسان، والتي أغلبها تكون من صناعته كالدخان مثلاً.
التدخين آفة حضارية كريهة أنزلت بالإنسان العلل والأمراض، كتأثيرها السيئ على الغدد الليمفاوية والنخامية والمراكز العصبية، وتأثيرها الضار على القلب وضغط الدم، والمجاري التنفسية والمعدة والعضلات والعين وغيرها من أعضاء الجسم.
ولا شك أن إغراءات الواقعين تحت تأثير هذه العادة من أصدقاء ورفاق وغيرهم،هي التي تعمل على إدخال البسطاء إلى عالمها الزائف الخادع حيث لا يتمكن أي منهم من التخلص منها إلا بعد شق النفس هذا إذا استطاع ذلك.
وكأن الإنسان يظن أنه يجد في هذه السموم ملاذا أمناً مريحاً من همومه الكثيرة، فيهرب إليها في الشدائد والملمات، وهو لا يدري أنه يهرب إلى سم التبغ الذي يحرق جسده ويستنزف قواه تدريجياً، وبذلك فهو يسير إلى طريق التهلكة والخراب ظناً منه أنه يبحث عن السعادة، التي لا تكون في الركض وراء أوهام خادعة، وإنها لا تكون بتغييب العقل وحجبه عن أن يكون قوة فاعلة يؤدي إلى الطريق الصحيح، حيث تكون السعادة التي تتجسد في تحاشي الأخطار ومجابهة التحديات وتنبيه القوى الخيرة في الإنسان، ويكون ذلك بالإرادة الصلبة والتنزه عن المطالب الخسيسة والانتصار على الضعف والوهم، وفي الحفاظ على الصحة وعلى القوة العقلية والبدنية لإبقائها صالحة لمواجهة الملمات عوضا عن هدرها سدا وتبديدها فيما لا فائدة من ورائه.
إن الإنسان العاقل يقضي وقته في إصلاح نفسه وليس في أن يتبع سبيل الخطأ، بحجة أن الأكثرية تسير في هذا الاتجاه، والجاهل هو من لا يملك التفكير الصائب للحكم على الأمور فتهون عليه نفسه وصحته، إن من يبيح لنفسه إتلافها بكل وسيلة رخيصة لمجرد أن فيها لذة مزعومة، هو إنسان فقد مقومات الإنسانية، إنه إنسان يستحق الرثاء.
هذا وقد ازداد خطر التدخين لا سيما في صفوف الشباب والمراهقين وطلاب المدارس والجامعات، واستفحال خطره على الصحة، حيث يتركب دخان السجاير من حوالي أربعة ألاف نوع من الغازات والمواد العالقة، وأهم هذه الغازات أول أكسيد الكربون وهيدروجين السيانيد و النشادر والاكرولين، و أوكسيد النيتروجين والمركبات المسرطنة التي تدعى أمينات النتروز .
أما عن المواد العالقة فهي النيكوتين ( وهو الذي يسبب التعود و الإدمان على التدخين) والبنزين و القطران والمركبات المسرطنة التي تمثل خطرآ داهمآ بوجه خاص وهي :
-القطران : وهو خليط من المواد الهيدروكربونية التي تتحول إلى مادة لاصقة داخل الرئتين وتحتوي على العديد من المركبات المسببة للسرطان.
– النيكوتين : وهي مادة كيميائية مسببة للإدمان والتي عندما تمتص داخل الرئتين تؤثر على الجهازين الدوري والعصبي ، والمدخن يدخن السجائر بهدف الاحتفاظ بمستوى معين من النيكوتنين في دمه.
– أول أوكسيد الكربون : يقوم بسرقة الأوكسجين من الجسم عن طريق الإقلال من مقدار الأوكسجين الذي يمكن لكريات الدم الحمراء حمله إلى
جميع أرجاء الجسم.
وفي ظل الدراسات والتحقيقات أعتبر التدخين أكبر وباء اجتاح العالم على مر الزمان ، فقضى على ملايين الأشخاص سنويآ منذ بدء انتشاره في بداية الثمانينيات وحتى الآن.
عدا ذلك فهو يمثل تجارة كبيرة جداً والتي تدر مرابح خيالية، للدول الغربية المصنعة له ولو استخدم الناس الأموال التي تصرف مقابل هذا السلاح القاتل في بناء مجتمعاتهم، ابتدأً من أصغر وحدة في المجتمع إلى أكبرها لكانت معظم البلدان التي تعد فقيرة فالابتعاد عنه سوف تستطيع التغلب على فقرها وتنهض من جديد ولكن سيبقى الغرب شوكة في حناجر الأمة العربية والإسلامية ما لم يتم التفكير في هذا السم وغيره وإعادة بناء أنفسهم ثم أوطانهم.