افتتح عدد من الناشطين والمثقفين السوريين، أول مكتبة عربية في مدينة إسطنبول التركية، وذلك في الثاني عشر من الشهر الجاري، بمشاركة سورية عربية، لتكون هذه المكتبة ملجأ لكل شخص طالباً للكتب العربية في المدينة التي طالما افتقرت الى ذلك،ومكاناً لالتقاء العرب فيما بينهم، ومطالعة الكتب وتبادل الثقافات بين مختلف الشعوب العربية.
هذا وقد توزع الزائرون في طوابق المكتبة، الواقعة في حي شعبي بمنطقة الفاتح، ضمت المكتبة طابقاً ملحقاً بحديقة صغيرة خصصت للكتب العامة، وآخر خصص لكتب الأطفال، وطابقاً في الأسفل يتضمن “كافيتيريا” تقدم المشروبات والمأكولات.
أنشأ المكتبة مجموعة من الفنانين والكتاب السوريين منهم: سامر القادري صاحب دار نشر للكتب في دمشق سابقا، الممثلة يارا صبري، المخرج ماهر صليبي، الرسامة جلنار حاجو، بالإضافة للكاتبة التركية زينب سيفيده باكسو، والعُمانية عبير العلي.
صرح الكاتب “سامر القادري” لجريدة تمدن وهو مؤسس المشروع:” إن حدود هذا البناء لن تقف عند توفير الكتب أو الجو العربي، وإنما ستتعداها لفعاليات ثقافية وفنية مميزة، كمهرجانات ثقافية وتوقيع كتب ودواوين شعرية جديدة، بالإضافة إلى عروض سينمائية”
ليست المكتبة حكراً على العرب، ففيها كتب من الثقافات المختلفة واللغات العالمية من الإنكليزية والفرنسية والتركية بالإضافة إلى العربية.
ويتابع “القادري”: “إن هذا المشروع له هدف أيضاً ألا وهو التقريب بين الأتراك والسوريين، والتخفيف من الاحتقان الذي حصل في بعض المناطق نتيجة مشاجرات وحالات شخصية”.
هذا وقد ضمت المكتبة حوالي ألفي كتاب متنوع التوجهات؛ ففيها العلماني والماركسي، الديني والتاريخي، الشعري والعلمي، الاقتصادي والسياسي، وقصص للأطفال.
وأفاد القائمون على المكتبة أن هناك كثيراً من المكتبات التركية بدأت التواصل معهم منذ يوم الافتتاح لفتح سوقاً مشتركة في باقي المكتبات؛فتأخذ الكتب العربية وتطرحها ضمن تركيا كافة.
كما قال المخرج السوري ماهر صليبي وهو أحد القائمين على المشروع:” أنه خلال زياراته المتكررة لتركيا كان يلمس حاجة الناس إلى مثل هذه المكتبة، ولا سيما عندما كان أصدقائه يطلبون منه إحضار كتب معه لعدم توفرها في تركيا، كما أن جو المكتبة سيكون أشبه بالبيت الأسري لتلبية احتياجات الأعمار كافة”
خصصت مكتبة “صفحات” حيزاً كبيراً للأطفال الذين سيكون أمامهم متسع من الوقت للقيام بنشاطات ترفيهية، عدا عن توفير كتب التوعية والتربية المختصة بالأطفال كما أسلفنا سابقاُ، وتأهيلهم داخل المكتبة عبر ورشات خاصة تُعنى بشؤن الطفل.
أما زينب سيفيده باكسو وهي كاتبة تركية تكتب للأطفال وإحدى المشاركات تقول:” نحن نعلم ما يمر به الأطفال السوريين، لذلك سنحاول أنا والأصدقاء هنا إخراجهم من جو الحرب عبر هذه الكتب والنشاطات”.
يقول القائمون على المكتبة:” إن هدفهم هو نقل المعرفة والثقافة للسوريين وليس الربح المادي، معتبرين أنها المكتبة العربية الأولى التي تقدم الكتب باللغة العربية في إسطنبول”.
ويذكر أن المكتبة العربية بعيدة كل البعد عن الكيانات السياسية بكل أشكالها وهي عمل مستقل لأفراد بتمويل ذاتي.