طالبت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة أمس الخميس بدخول عاجل إلى بلدة مضايا السورية التي تحاصرها قوات الأسد منذ نحو ستة شهور حيث يعاني 42 ألف شخص خطر الموت جوعا.
ووُصفت الظروف الكارثية للسكان الذين وصل الحال بهم إلى أكل الكلاب والقطط وورق الشجر والعشب، وما زاد الظروف سوءا أن الثلج المتساقط بلغ ارتفاعه نصف المتر بالأيام الأخيرة مما اضطرهم لحرق أثاثهم للتدفئة وفق ما نقلته صحيفة تايمز عن شهود عيان.
وقال مكتب المنظمة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن “الأمم المتحدة تلقت تقارير موثوقة لأناس يموتون جوعا وتعرضهم للقتل إذا ما حاولوا ترك البلدة”. ونبهت إلى أن سياسة التجويع كسلاح ضد المدنيين محظورة بموجب اتفاقات جنيف.
وتعليقا على “حرب التجويع” هذه، كتبت نفس الصحيفة بافتتاحيتها أنه يجب على الأسد أن ينبذ هذه الإستراتيجية الوحشية لتجويع المدنيين السوريين.
ونبهت إلى أن دخول الشتاء بهذه البلدة الجبلية سيزيد الأمر سوءا وقسوة على أهلها. وقالت إن المدافعين عن “الدكتاتور” بشار الأسد الذين يروجون له بأنه جزء من الحل لهذه الأزمة التي تشكلت ينبغي عليهم أن ينظروا عن كثب إلى ما ألحقته قوات الأسد، بالتعاون مع مليشيات حزب الله اللبناني، بالنساء والأطفال والمسنين.
وشككت الصحيفة فيما أعلنته الأمم المتحدة عن استعداد الأسد لرفع هذا الحصار الشديد بأن السماح بدخول قوافل الإغاثة لاسترضاء الرأي الغربي، ولو لفترة قليلة، شيء وإستراتيجيته الشاملة بالتجويع القسري للبلدات التي يستخدمها الثوار شيء آخر تماما.
وختمت بأن روسيا تشكل عامل تعقيد في الحرب الحالية، لأنها غير مهتمة بإضعاف “دكتاتورها العميل”. لكن يجب عليها أن تعي أفضل من أي دولة مقاتلة أنه لا يمكن خوض الحروب الحديثة وكسبها على أساس التجويع، خاصة وأن مواطنيها مروا بهذه التجربة لمدة تسعمئة يوم إبان محاصرة ألمانيا لمدينة ليننغراد، وقالت الصحيفة إن خلاصة القول أن الأسد “مجرم حرب وعائق سياسي”.
المصدر : تايمز – الجزيرة