زهيراحمد
بينما لم يبق الا أقل من شهرين لموعد اجراء مهزلة الإنتخابات وعقب عملية تصفية مجلس الصيانة بإعلان نتائج وضعية المرشحين للبرلمان، ما يلفت الإنتباه خلال تصريحات وأفعال كلتا الزمرتين للنظام هو القلق والفزع ما يظهران جليا في تصريحات الملا موحدي كرماني في صلاة الجمعة 15 كانون الثاني 2016 في طهران حيث شدد على ما يواجهه النظام من ”مرحلة حساسة جدا” و”اختبار صعب” وأعرب عن خوف الولي الفقيه الرجعي من ”التوغل” وأن العدو يريد ”التوغل أيضا في البرلمان” وحذر عناصر النظام بقوله ”يجب توخي الحيطة والمراقبة”.
هذا وفي الزمرة المنافسة، سواء في مواقف رفسنجاني أو سائر ردود أفعال الزمرة، يرى التعبير عن الخوف بشكل سافر من فقدهم مقاليد السلطة وكذلك مستقبل النظام حيث أكد رفسنجاني أن ”كل من تبادل التهم والإساءة والصراع لأغراض إنتخابية لا ينسجم مع روح الإسلام ولا الثقافة الإيرانية… قد يتم رفض أهلية البعض غير أنه إذا كانت عملية التسجيل والمتابعات القانونية من أجل مرضاة الله وأداء الواجب فلا داعي للحزن وإنما يجب ترك الأمر النهائي لله والشعب بتوخي اليقظة والمنطق”. ( موقع انتخاب الحكومي 15 كانون الثاني 2016)
ولا يمكن إعتبار توصية رفسنجاني لمن رفضت أهليته، اللعب بورقة ”الناس” لتهديد خامنئي إذ دخل رفسنجاني الساحة من أجل إنقاذ النظام من السقوط وبالرغم من أنه قد أكد مرارا وتكرارا أن هدفه يكمن في إبعاد شبح الحرب (الهجوم العسكري الخارجي) عن النظام وقد نجح في الأمر برفقة حكومة روحاني، إلا أنه يعي تمام الوعي بأن الخطر الرئيس المهدد كيان النظام بأسره، لا يأتي من الخارج بل من الجماهير الطافح كيل صبرهم والمقاومة الإيرانية المنظمة وعلى ذلك شن خلال تصريحاته بعينها هجوما على المجاهدين ووجّه إهانة ل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
وطبعا إن رفسنجاني يحب حبا جما أن يصب إنتفاضة 2009 في جيبه ويستمد عبرها مصداقية له ويبتز أيضا الولي الفقيه بها ولكنه على حذر شديد من أنه لا يمكن اللعب بهذه النار ولهذا لا يقترب أبدا من هذا الحد وما يطلق توصية لمن تم رفض أهليتهم أن يتركوا الأمر إلى الله والشعب ويدعوهم للإلتزام بهدوء وتجنب كل ما من شأنه أن يثير الشغب والصراع. فبالنتيجة القاسم المشترك لكلتا الزمرتين يتمثل في الخوف من النار تحت رماد الإنتفاضة وعصيان جموع الشعب الطافح كيل صبرهم.
وفي تصريحاته الأخيرة، لم يضيع رفسنجاني الفرصة لطعن خنجر في قلب خامنئي وأشار إلى حديث ممنوع عنه وفق رأي خامنئي حيث ذكر أن النبي خاطب الإمام علي قائلا: ”إن إختارك الشعب للحكم، تقبل! غير أنه إن لم يريدوا، أترك الشعب وشأنه” وعلى ذلك نبّه رفسنجاني لخامنئي بأن ذلك الإمام علي لم يكن الحق له أن يفرض رأيه على الناس فما بالك بأنك علي خامنئي! وعليك التنحي إذا رفضك الشعب!
واستشهد حسن خميني (حفيد خميني الدجال) هو الآخر بكلام خامنئي على ضرورة مشاركة وتصويت الجميع في الإنتخابات وفيما كان يعتبر نفسه بتلويح ممثلا للجيل الشاب ذكر أن ” إذا قرر الأجيال الجديدة تكرار أخطاء الأجيال السابقة فيحدث الشقاق بين الأجيال بينما علينا إختيار المسار الصحيح بأخذ العبر من أخطاء الأسلاف…”( وكالة ايرنا الحكومية – 15 كانون الثاني 2016)
وأعاد حسن خميني باستخدام أسلوب أستاده رفسنجاني كلام خامنئي عن ”ضرورة مشاركة الجميع حتى من لا يتفق مع النظام أو أنا” إلى نفسه وقال إن هذا كلام جميل لكن له شروط تتمثل في أنك تسمح لنا بالخوض في الساحة وتراعي قواعد اللعب!
وعلى كل هذا، إن حسن خميني الذي كان يعارض خامنئي إلى الآن بشكل كامن، إصطف جليا أمام خامنئي ما يدل على عمق وتصعيد الصراع على السيادة بين الزمرتين أكثر من ذي قبل.