عقد الكاتب حسن حسن -الباحث في معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط- مقارنة بين جماعتي “تنظيم القاعدة” و”تنظيم الدولة”، فيما يتعلق بحشد “الذئاب المنفردة” للقضية الجهادية.
ويرى الكاتب في مقاله بصحيفة فايننشال تايمز أن تنظيم الدولة يقوم ببطء بتغيير الطريقة التي يستغل “الجهاديون” بها “الذئابَ المنفردة”، موضحا أنه يحيد كثيرا عن القاعدة في الطريقة التي تنظر بها إلى الهجمات الفردية الضاربة باسمها، حيث إنه يعمل على تعبئة المتعاطفين معه كمجندين ناشطين في حملته العسكرية، بينما تميل القاعدة إلى اعتبار المتعاطفين جزءا من مسعى طويل الأجل لبناء شرعية.
وضرب الكاتب مثلا بهجوم أورلاندو، حيث سارع الذراع الإعلامي لتنظيم الدولة بإعلان مسؤوليته عن الهجوم بالرغم من اعتقاد السلطات الأميركية إلى الآن أن الفاعل استغل اسم التنظيم كمجرد شارة، ولم يكن عميلا مدربا بالجماعة.
وأشار الكاتب إلى أن القاعدة تقدم نفسها على أنها حركة طليعية تهدف لحشد جموع المسلمين لقضية الجهاد، وأن وجود المتعاطفين معها يعني أن مشروعها يسير بنجاح ويعد مكسبا في حد ذاته، بينما ينظر تنظيم الدولة إلى المتعاطفين على أنهم مجندون محتملون في جيشه. وأضاف أن القاعدة فعلت أيضا هذا الأمر من حين لآخر، لكن تنظيم الدولة يختلف في أنه ينظر إلى حشد المتعاطفين بطريقة إستراتيجية، وليس كأسلوب للثأر أو دعوة للعمل قصيرة الأجل.
ومضى الكاتب يقول إن تنظيم الدولة والقاعدة يفترقان أيضا في طريقة رؤيتهما للخسائر المدنية. فالقاعدة تميل إلى التركيز على ضرب المعالم البارزة، مثل السفارات والفنادق، وترى قتل المدنيين خلال هذه الهجمات أضرارا جانبية مبررة “في المصطلح الديني”؛ وعلى النقيض يعتبر تنظيم الدولة المدنيين هدفا مفضلا يجب مهاجمته حتى يحين الوقت الذي يخشى فيه “كل جار جاره”.
وختم مقاله بأن هجمات الذئاب المنفردة ستشكل في المستقبل عنصرا أساسيا في الإستراتيجية الخارجية المتنامية لتنظيم الدولة، ولهذا السبب فإن من المرجح أن تصير أكثر شيوعا بما أن التنظيم يشجع المتعاطفين معه على المشاركة في “الجهاد العالمي”.