علقت افتتاحية الفايننشال تايمز على كثافة القصف الجوي الروسي والسوري لمدينة حلب بأن قصفا بهذا المعدل سيدخل سجلات العار قبل أن يتمكن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من إيقافه.
وفي محاولتها لسحق الثورة التي لا يستطيع الجيش السوري المتداعي هزيمتها على الأرض تساعد موسكوفي تحويل المدينة إلى مقبرة جماعية كبيرة بسحقها الأحياء الشرقية من الجو حيث يحاصر نحو 250 ألف سوري.
واعتبرت الصحيفة حلب تتويجا لهذه الأساليب الإجرامية ومسرح جريمة حرب تطابق في حجمها عددا قليلا من جرائم الحرب الأخرى بالعقود الأخيرة، وهذا ما يوجب محاسبة موسكو وأداتها في سوريا.
ونبهت إلى ضرورة اعتراف الغرب بأن نظام القواعد الدولية الذي تمت صياغته في أعقاب الحرب العالمية الثانية يتعرض للهجوم بحلب أيضا ومن قبل عضو بارز في مجلس الأمن الدولي.
وألقت الصحيفة ببعض اللوم على الولايات المتحدة وأوروبا بسبب الضعف الذي أظهره الرئيس أوباما في سوريا منذ البداية، وهو ما سمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بملء الفراغ، كما أن انشغال أوروبا بأزماتها الداخلية ساعد على هذا التقاعس من جانبها.
وأشارت إلى أن قمة الاتحاد الأوروبي غدا الجمعة هي فرصة لتظهر أن هناك ثمنا يجب أن يدفعه بوتين جراء هذا العدوان على حلب، وما يحدث في سوريا يجب أن يقوي عزيمة أي عضو بالاتحاد متردد في دعمه لتمديد العقوبات على روسيا.
وختمت الصحيفة بأن كبح جماح بوتين سيتطلب إستراتيجية احتواء متأنية، ويجب على الغرب أن يعيد رسم الخطوط الحمراء، وتنبيه موسكو إلى أن هناك تكلفة حقيقية لتجاوزها هذه الخطوط، وحذرت من المواقف الأكثر تصالحية القصيرة الأجل بأنها على المدى الطويل ستشجع بوتين على استعراض عضلاته أكثر.
الجزيرة