بعد التهديدات المتزايدة داخل وخارج حدود بلاده وتزايد عزلتها، أعلن نظام “رجب طيب أردوغان” التركى إعادة العلاقات مع إسرائيل بعد ست سنوات من الانقطاع، كما أعرب عن أسفه بسبب إسقاط الطائرة الروسية فى نوفمبر الماضى وعن رغبته فى طى صفحة النزاع.
وقد ذكر المتحدث باسم الحكومة التركية “إبراهيم كالين” “إنها قضايا منفصلة ولا تعنى تغييرًا فى السياسة” وذلك قبل ساعات قليلة من حدوث هجوم إرهابى جديد، ربما يكون من قبل تنظيم “الدولة” ضد السياحة أحد المصادر الرئيسية للدخل فى تركيا.
وفى اتصال هاتفى لمدة 45 دقيقة، أعرب الرئيس الروسى، “فلاديمير بوتين” عن تعازيه لأردوغان بسبب وفاة 41 قتيلًا و239 جريحًا على الأقل، كما اتفق الجانبان على الاجتماع قريبًا فى محاولة لإنهاء الأزمة بين البلدين.
وباعتبار الإرهاب العدو المشترك وضرورة استعادة السياحة والتجارة، قامت كل من روسيا وتركيا بالتخلى عن الأزمة الأخيرة. ولكن تحقيق السلام مع روسيا، الحليف الرئيسى للنظام السورى، يعد دليلًا آخر على فشل استرايتجية أنقره تجاه جارتها الجنوبية منذ عام 2011.
وتعتبر كلمات “كالين” هي محاولة يائسة وغير صادقة لتفسير عزلة تركيا بسبب حربها ضد الأكراد الأتراك، ورهانها الفاشل على جماعة “الإخوان المسلمين” في مصر وحركة “حماس” في غزة، وموقفها ضد نظام “الأسد” في سوريا وضد المصالح الروسية في آسيا الوسطي والشرق الأوسط.
وبالتأكيد إن عضوية تركيا في حلف شمال الأطلنطي هو ما أنقذها من عقوبات روسيا الشديدة بعد إسقاط الطائرة منذ ثمانية أشهر، وكانت موسكو تطالب دائمًا الزعيم التركي بالاعتذار ولكن تطلعاته كسلطان جديد جعلته لم يسمح بتوجيه أي انتقاد له، كما أغلق وسائل الإعلام التي تجرأت على القيام بذلك،وقام بسجن الخصوم السياسيين بشكل غير رسمي وهذا يعد شيئًا خطيرًا للغاية.
وتعد التحركات الدبلوماسية الأخيرة علامات واضحة على أن “أردوغان” ورئيس وزرائه الجديد “بينالي يلد يريم” قد قررا إجراء مراجعة شاملة لأولويات السياسة الخارجية التي كان يقوم بها سلفه “أحمد داود أوغلو” والذي تمت إقالته في 5 مايو الماضي. وأكد رئيس الوزراء التركي “بينالي يلد يريم” قائلاً: نحن بحاجة إلى كسب الأصدقاء والحد من الأعداء”.
ويأمل “أردوغان” في الاستفادة من طفرة الغاز الطبيعي في البحر بين إسرائيل وقبرص، وتجنب الدعم الدولي- حيث يرى أن “نتنياهو” لديه علاقات قوية مع “بوتين” أفضل من علاقاته مع “أوباما”- للحماية الكردية في شمال سوريا.
ولاشيء يخيف تركيا التي أخطأت مثل الجميع- ماعدا “بوتين” ـ في توقعاتها بالنسبة لسوريا، سوى تكوين اتحاد كردي جديد، كردستان غربية ما بين منطقة عفرين السورية على الحدود مع محافظة هاتاي التركية في الغرب والمدينة التركية سيزر في الشرق.
وبمساعدة “نتنياهو”، تأمل تركيا في إقناع الولايات المتحدة، التي وجدت في الأكراد السوريين واحدًا من الشركاء المحليين الرئيسيين في الحرب ضد تنظيم “الدولة” التي لا تشجع طموحات الاستقلال لمجموعة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحزب العمال الكردستاني في تركيا وهو في حالة حرب ضد أنقرة منذ عام 1978
مركز الشرق العربي