في مشهد يهزّ القلوب، كان الصحفي محمد الناجي ممددًا على نقالة الإسعاف، يتنفس بصعوبة، ووجهه الشاحب يبتسم رغم الألم، بصوت متهدج وأنفاس متقطعة، نطق آخر كلماته وهو ينظر في عيني والدته التي كانت تمسح دماءه الساخنة بطرف حجابها : “فلسطين تستاهل يا يما”..
حاولت والدته أن تثبته إلى الحياة وهي تبكي بحرقة وتصرخ : “لا تتركني لحالي يا محمد”
لكن كلماتها لم تستطع إنقاذه، فقد أصابته شظايا صاروخ غادر بجرح قاتل في رقبته، وبترت قدميه، فيما اقتلعت شظية أخرى عيني زميله المصور ثائر عساف، الذي كان يرافقه في تغطية إحدى المجازر
منذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وحتى اليوم، ارتقى 248 صحفيًا أثناء نقل الحقيقة من قلب الميدان، في ظل عجز أممي وصمت دولي عن وقف هذه الحرب المفتوحة على المدنيين
في لقاء إعلامي مؤثر، جلست أم محمد تحدق في كفيها الفارغتين وكأنها ما تزال تحتضن ابنها الذي فقدته بدموع حارقة روت قصته :
“من صغره كان يحكيلي بدي أصير صحفي، كنت أترجاه : لا يا ضو عيوني، هدول بغتالوك أو بعتقلوك، ما بخافوا الله، كان يبوس راسي ويقول لي : “له له يا حجة.. فشروا يما”
لكن أحلام محمد اصطدمت بواقع الاحتلال، فاستشهد حاملًا كاميرته ودفع حياته ثمنًا للكلمة والحرية
رفيق درب محمد في العمل، المصور ثائر عساف، البالغ من العمر 26 عامًا، كان وحيد والديه ونور عائلته
في يوم 31 آب/أغسطس 2025، أصابته شظايا صاروخ خلال تغطيته إحدى الغارات، لتفقده نعمة البصر
صرخت زوجته المفجوعة في خيمة الإسعاف وهي تحتضنه بحرقة : “أنا عيونك يا حبيبي لآخر العمر”
المأساة كانت أعظم حين تبيّن أن ثائر لم يتمكن من رؤية طفله الأول، الذي لم يبصر النور بعد
منذ بدء الحرب، تمنع قوات الاحتلال وسائل الإعلام الأجنبية من دخول غزة، تاركة الصحفيين الفلسطينيين وحدهم في الميدان، يواجهون القصف والدمار، ليصبحوا “عواجل إخبارية” في كل نشرة وأبطالًا مجهولين يوثقون الحقيقة بأرواحهم
Nice post. I learn something totally new and challenging on websites
For the reason that the admin of this site is working, no uncertainty very quickly it will be renowned, due to its quality contents.
Nice post. I learn something totally new and challenging on websites
This is really interesting, You’re a very skilled blogger. I’ve joined your feed and look forward to seeking more of your magnificent post. Also, I’ve shared your site in my social networks!
I do not even understand how I ended up here, but I assumed this publish used to be great